نوفيلا راائعة للكاتبة ډفنا عمر كاااااملة لجميع فصول... ( إرث العادات )
المحتويات
الفصل الأول
بزاوية هادئة من الغرفة التي غمرتها شمس الصباح المتسللة من بين شقوق النافذة الكبيرة خلفه جلس إبراهيم على أريكته وأمامه مصحفه المشرع على آيات سورة الكهف عيناه تتحرك فوق الكلمات القرآنية بخشوع يرتلها بخفوت محافظا علي قواعد تشكيل الحروف كما يجب ليختم قراءته طاويا المصحف هامسا بدعواته سرا ثم بسط سجادة صلاته ليقضي صلاة الشروق.
نظر لزوجته الراقدة فوق ليبتسم بمسحة حنان وهو يراها تحاول فصل جفنيها فتوصدها قبضة النوم فأخبرها لسه بدري ياحور يدوب صليت الشروق.
غمغمت بصوت ناعس وايه صحاك بدري كده يا هيما
انهاردة الجمعة قلت اصلي الفجر واقرأ سورة الكهف واستني اصلي الشروق.. وواصل وهو يتثائب أنا هنام شوية وانتي صحيني قبل صلاة الجمعة.
تذمرت بوهن أبوس ايدك سبني انام يا ابراهيم عيالك طلعوا عيني على ما ناموا وانا لازم ارتاح عشان معركة كل يوم.
أعترض بقوله خليكي كده ظالمة عيالي ومحسساني انهم شياطين.
_ طب بس ما تغلطش في الشياطين.
قاطعهم طرق الصغيران قبل دفعهما باب الغرفة واكبرهم يقول ماما انا جعان.
شهقت وهي تعتدل بنومتها كأنها ستبكي ألحقني يا ابراهيم.. وربنا ما قادرة افتح عيني.. يا ناس حرام عليكم ده انا بني آدمة.
ضحك وهو يهز رأسه ساخرا خلاص ياختي نامي انا هتصرف.. ثم شاكسها والله كتر خيرها شروق مرات اخويا هتفطرنا بعد الصلاة فطار ملوكي على السطح.
فوق سطح مسيج لبناية لا تزيد عن ثلاث طوابق أنتهت شروق بنشاط يميزها من تنظيفه حيث تقطن هي وزوجها وأطفالهما بالطابق الثاني وبالأسفل تسكن الحماة وبالأعلى إبراهيم شقيق زوجها الأصغر أعدت جلسة متواضعة وبسطت سجادة مناسبة فوق الأرض ثم هبطت تتفقد الصغار حيث يمكثون قبل أن تتوجه لمطبخها تعد للجميع إفطار صباحي شهي حتى يأتي تيمور بما أملته عليه.
ابتسمت بوهج حاني لا يفارق محياها
عيوني بس شكلك نسيت البتنجان اللي طلبته حماتي بتحب البابا غنوج من إيدي.
_ لا جبته اهو مانسيتش حاجة.
هتفت وهي تلتقط الأكياس بهمة
_ لوحدك يا شروق حور مرات اخويا مش ساعدتك فيه
_ أنت عارفها بتصحي متأخر شوية وانا صاحية من بدري ده غير فطار السطوح ده اقتراحي بصراحة ومش فارقة مين يعمله يا تيمور..ما عيالي هيلعبو فيه.
هز رأسه بتفهم معتمدا أن الأمر لن يسوء زوجته وفعلته بطيب خاطر..فربت على ظهرها ربنا يديكي الصحة ياحبيبتي.
_ تسلملي يارب روح بقا خليك مع الولاد احسن كانوا بيتخانقوا زي عوايدهم من شوية وانا هخلص وارن عليك تنزل تاخد مني الأكل.
_ ماشي.
ضحكت بطيف خجل أشعل وجنتاها رغم مرور عشر سنوات على زواجهما وقالت يا راجل لم نفسك ما انت عارف ازاي كنت مهدودة مع اختي في فرش شقتها وجيت مش شايفة قدامي.
دفعته بقوة مزيفة وعبوس حاجبيها المنمقة جعلهما أكثر جمالا تيمور بلاش دلع ومسخرة على الصبح روح للعيال صوتهم طالع وخاېفة يأذوا بعض ونادي على مامتك و اخوك ومراته وعياله عشان الفطار يحلى في اللمة انا هعمل الطعمية المحشية اللي بيحبوها..
وواصلت بسخاء كرمها وياريت كمان تنادي عم علي يفطر معانا ينوبك ثواب.. يمكن ننسيه حزنه شوية بعد مۏت مراته الحاجة زينب الله يرحمها.
حدجها بتقدير شديد وبريق إعجاب وحب ثم انحني ولثم قمة رأسها أنتي ازاي جواكي الحنان ده كله يا شروق قلبك بيساع الغريب والقريب مابتتحمليش
متابعة القراءة