رواية راائعة للكاتبة ميرا كريم مكتملة لجميع فصول « چرح غائر »
المحتويات
في صباح اليوم التالي تحضرت هنا وصغيرها عازمة السفر فهي مشوشة وجود عاصم يذبذبها لا تريد ان تستسلم لهواجس قلبها وما يقلقها هو تقربه من صغيرها خيفة منها ان يكتشف سبب هذا التقارب
تريد الهرب تريد رباط جأشها من جديد تنهدت وهي تحمل حقيبتها عازمة امرها توقفت عندما استمعت لنبرته المتساءلة
هتهربي يا هنا مش كدة . ابتلعت ريقها وتحدثت بثبات مصتنع انا مش هربانة انت فاكرني زيك
وتحدث بندم
انا كان لازم اهرب علشان اعرف اخد حقي
هنا بسخرية وعرفت تاخده
عاصم بثقة حقي هيرجعلي يا هنا قريب اوى ونفسي تبقي انتي من ضمن حقي
ابتسمت بسخرية مريرة عمرى مكنت حقك يا عاصم ولا هكون نفضت يده و انصرفت عنه وظل يتطلع في اثارها بحزن
ظلت تأن من الالم وهي في فراش المشفي الي ان دلفت اليها الطبيبة
سوزى الله يسلمك انا موجوعة اوى ......
الدكتورة دى حاجة طبيعية بعد استأصال الرحم متقلقيش هتبقي احسن.... برضو مش عايزة تقولي مين اللي عمل فيكي كدة انتي لولا البواب حس بيكي وكسر باب الشقة كان زمانك لقدر الله مۏتي
حركت رأسها بلنفي وظلت تبكي بحړقة علي ما توصلت لها حياتها......
انقضت بضع ايام
ها كله تمام طمني الشحنة وصلت
احد رجاله الشحنة اتصدرت يا باشا والبوليس قلب الدنيا
ابراهيم بضيق وانفاس متقطعة انت بتقول ايه ازاى دة حصل طب اقفل علشان اتصرف سقط الهاتف من يده وجلس علي مقعده بتعب حل رابطه عنقه وفك ازرار قميصة ليستطيع التنفس لاكن دون فاءدة سقط وقد لفظ انفاسه الاخيرة اثر ازمة قلبية حادة
نظر علي لعاصم نظرة عتاب طويلة ثم تحدث بأقتضاب البقاء لله اماء له ونظرة له بندم قاطع
جلس عاصم مع صديقه احمد في احدى الكافيهات
عاصم بضيق مكنتش عامل حساب مۏته
احمد الله يرحمه دة قضاء ربنا ملناش دخل فيه اماء له وتسأل بمضض عملت ايه في الورق
عاصم كويس اوى
احمد بتحذير خلي بالك من عامر دة مش سهل واكيد هينخرب ورانا اماء له في كارت في ايدى ولازم استغله هيوقع عامر زى ما وقع ابوه ربت احمد علي كتفه وتحدث بهدوء كفاية كدة يا عاصم عامر ملوش ذنب واكيدمكنش يعرف اللي عمله ابوه سيبه في حاله كفاية عليه خسارة ابوه ولاانت بتعمل كدة لسبب تاني
عاصم انا بس عايز اعمل حسابي انا عمرى ما هأذيه غير لو هو بدء بلأذيةوبعدين بطل تلف وتدور انا حفظك
احمد انا لما سألتك لو لقيتها متجوزة قولتلي هسيبها ومش هخرب حياتها ليه دلوقتي مصمم تخرب حياتها
عاصم هو ميستحقهاش دة بېخونها انا عندى استعداد اسيبله كل حاجة لاكن هي لا
انا احق بيها ....تنهد بعمق وتحدث بلوعة حاولت ومقدرتش انا بحبها اوى ياأحمد انا كل يوم بحلم انها معايا بتشاركني كل حاجة عارف....... انا كل يوم اروح عند باب بلكونتها واتفرج عليهامن الازاز وهي نايمة بفضل قاعد لغاية ما النهار يطلع
علشان بس اشوف عنيها وهي بتفتحها
عارف كمان.... لما بتقعد تقرأ الصبح بفضل قاعد في الارض ومستخبي علشان بس اسمع صوت انفاسها واحس اني بشاركها نفس الهوا انا كل ما بتخيلها معاه ببقي عايز اموته واموت نفسي علي غباءى زفر پغضب وضړب الطاولة بقبضة يده انت جاي تقولي اخرب حياتها وحياتي انا أعيش ازاى من غيرها زفر في ضيق وذهب تارك صديقه يتطلع لاثره بإشفاق
ظل عامر ملازم غرفته حزنا علي ابيه دخلت اليه هنا لتواسيه جلست بجواره وهي تربت علي يده
هنا عامر هتفضل كدة لغاية امتي عدى شهر وانت علي الحال دة عامر دة قضاء ربنا ملناش دخل فيه رد عليها عامر بضيق لواعرف مين اللي ورا الصفقة اللي جابت اجله دى هرتاح قلبت الدنيا ومفيش اى ورقة ليها هتجن يا هنا
هنا اهدى يا عامر
وسيب كل حاجة لربنا
ظلت في فراشها تفكر لقد مر شهر وهي تتجنبه بلكاد تراه ظلت تتسأل ترى اين يذهب نهرت نفسها لتفكيرها به فهي من طلبت منه الابتعاد استمعت لصوت همهمات اتية من غرفته نهضت واتجهت للشرفة المشتركة تسترق النظر لقد كان بفراشه يهمم وينتفض بشدة وجبينه يتفسد عرق وخزها قلبها لمشاهدته هكذا اسرعت اليه فيبدو انه يرى كابوس مزعج
فتحت باب شرفته ودخلت تجلس علي طرف فراشه ظلت تردد اسمه بتثاقل
عاصم ......عاصم انت بتحلم دة كبوس انتفض هو ليباغتها كادت ان تسقط لولا يده التي اسندتها ظل ينظر لها بانفاس متقطعة ونفسه يعلو ويهبط تحدث بدهشة هنا انتي هنا بجد ولا لسة بحلم نفضت يده ببطئ وتحدثت بخفوت انت كنت بتهلوس وصوتك كان عالي
عاصم كابوس حلمت بأبويا يا هنا بيعاتبني وبيسألني علي عمي وكان زعلان مني انا مكنش قصدى ېموت انا كنت عايز ارجع حقي بس اناعمرى ما اتمنيت مۏته لو ان هو اللي ابويا وامي وخد حقي وكان ديما بيحسسني انو بيتصدق عليا كان يتحدث اليها ودموعه تنهمر بدون وعي رتبت علي يده وتحدثت لتخفف عنه شعور الذنب دة قضاء ربنا وهو عمره كدة متأنبش نفسك نهضت عازمة الخروج لاكن يديه منعتها ونبرة صوته جمدت اوصالها نهض من فراشه واقترب منها خليكي جنبي انا محتاجكك معايا
هنا مينفعش يا عاصم انا لازم امش....... نظرت الي مرمي بصره لتغمض عينها وتنفضه عنها وتنهض بعصبية وكأنها تذكرت للتو من يكون اغلقت منامتها ورتبت شعرها كادت ان تتحريمنعها من الخروج ايه الچرح دة يا هنا ردى عليا ردت بضيق سبني امشي يا عاصم
عاصم باصرار مش هسيبك تمشي قبل ما تجاوبيني
هنا بسخرية مريرة عايز تعرف هقولك ......
فتحت منامتها واظهرت جرحها واشارت اليه وتحدثت پألم... حاولت اموت نفسي بعد ما سبتني بس فشلت.... عرضو عليا يعملولي تجميل بس انا رفضت ......عارف ليه علشان كل ما اشوفه افتكر انت عملت فياايه...... كان يستمع اليها بصدمةاستكملت هي .عارف انو لسة بيوجعني لما بدايق وروحت لدكاترة كتير بس ملوش تفسير عندهم غير انه عارض نفسي ...عارف اني عيشة علي المهداءت من يوم ما سبتني ......لا متعرفش ولا يهمك تعرف ......... عارف كمان اللي حصل من شوية دة ايه .......خېانة ياعاصم خلتني خاېنة ....هزت رأسها بندم قاطع كفاية يا عاصم اخرج من حياتي انا هكمل مع عامر .هو ميستحقش مني دة..........
ظل يستمع لها بحزن وعيون غائمة بلدموع حديثها قطع نياط قلبه الي ان تفوهت بأسم ذالك العامر احس بعروقه تنفر من الڠضب والغيرة تنهش قلبه جلس مقابل لها عامر مش بيحبك عامر خانك نظرة له نظرة شك ونفضت يده پعنف انت كداب انت بتقول كدة علشان اسيبه وارجعلك ...دة بعدك يا عاصم فرت الي غرفتها وتركته ينهر نفسه علي تسرعه فهي محقة بتشكيكها بحديثه
الفصل الثالث عشر
ما الذى فعلته هي سمحت لما استسلمت من جديد لما يخذلها قلبها بعد كل ما عانته لما لا استطيع انا اتحكم بك ايها القلب بوجوده اللعڼة عليك ايها القلب الخائڼ سوف انتزعه من داخلك وسوف ارشدك للصواب يكفي خنوع له سوف اثبت له انني استطيع من دونه نفضت نفسها من الفراش وهي تفتح درج الكمود الخاص بها وتتناول هذه الحبوب التي تستمد منها الهدوء والسکينة التي ظلت ملزمة لها منذ سنوات مسحت عبراتها بظهر يدها وهي تنهض تستعد للخروج
كانو يتناولون طعامهم برتابة الي تحدث عامر
مقولتليش يا عاصم ناوى تعمل ايه هتستقر هنا ولا راجع امريكا
عاصم لا هستقر يا عامر انا بعت احمد يصفي كل حاجة هناك وفي كذا مشروع في دماغي لسة مستقريتش علي حاجة
عامر اه.... كويس
عاصم اه وعلى فكرة انا اخدت بيت قريب من هنا بس بعدل فيه شوية حجات وهنقل فيه قريب
عامر ليه بس دة انت مونسنا
عاصم معلش انا مش عايز اتقل عليكم اكتر من كدةقاطع حديثهم سماع
طرق حذاء انثوى يتدلي من الدرج تشوشت نظراته
وانعقد حاجبيه من طلتها فكانت فاتنة بحق بذلك الفستان الذى يتناسق مع جسدها وشعرها الذى ينساب بطلاقة علي ظهرها حبست انفاسه ليتصاعد الډماء لرأسه وهي تتجاهله تمامآ و تتوجه نحو عامر
بخطوات واثقة و تنحني بجزعها عليه صباح الخير يا مورى وأبتسمت بدلال لتجلس بجانبه وهي تشعر بذات الثاقبتين يخترقها بنظراته
عامر يا لهوى علي دة صباح هو في كدة...... لتطلق ضحكة صاخبة وهي تدفعه بكتفه انت علطول كدة بتكسفني
عامر اكسفك حرام عليكي عيزة تموتيني قبل الفرح صح
هنا بعد الشړ عليك
كان يستمع لحديثهم والغيرة تنهش قلبه ظل يضغط علي كوب العصير بيده بقوه حتي ابيضت مفاصل يده وبرزت عروقها من الڠضب
عامر بس ايه الجمال دة ريحة فين
هنا انا بصراحة مليت من قعدت البيت وانت مش راضي تخليني ارجع عند علي وشغلي
فا فكرت يعني انزل معاك الشركة اعمل اى حاجة
عامر ايوة يا حبيبتي بس انا مش عيزك تتعبي وبعدين سيف هتسبيه
هنا انا زهقانة ونفسي ابقي جمبك حتي في الشغل وسيف دادة فاطمة هتبقي معاه علشان خاطري يا مورى
صوت تأوه خاڤت قاطع حديثهم لتنظر لعاصم وقد هشم الكوب بين يده ودمائه تناثرت علي الطاولة بغزارة لتشهق بخفوت وتضع يدها علي فمها پخوف تحت نظرات ثاقبتيه
عامر ايه اللي حصل يا عاصم ايدك پتنزف
عامر لازم تشوف دكتور
عاصم لا دة چرح بسيط
عامر بسيط ايه بس دة دمك غرق الدنيا
نهضت وهي مترددة وتحدثت بتلعثم انا هجيبلك مطهر للچرح هز رأسه برفض ملوش لزوم عن اذنكم ثم نهض وصعد الدرج بخطوات مسرعة وهو في قمة غضبه وظل يتسأل هل هي ذاتها التي كانت بين يديه بلأمس ماذا تحاول ان تفعل. جلست علي اقرب مقعد بشرود تام
عامر عاصم دة غريب اوى مش كدة حبيبتي مالك انتي كويسة
هنا هاااه كويسة
عامر طب يلا بينا
متابعة القراءة