نوفيلا راائعة للكاتبة فرح وائل مكتملة لجميع فصول ( ملكت عمري )

موقع أيام نيوز

ليه مواجهتنيش ورفضت تكمل الجوازة
سألها بهدوء غريب لترد بجدية..مكنتش هتوافق تلغي الفرح ولا بابا كان هيوافق فمكانش قدامها حل غير الهرب..
عاد الصمت حليفه حتى قطعته بملل..انت هتفضل ساكت كده كتير! سكوتك ده مخوفني..
رد بصراحة..مش عارف اقول ايه من جهة مدايق جدا لاني اتحطيت فموقف غبي زي ده خصوصا اني معرفش حاجة عن الصور دي ومن جهة فرحان انوا هروب ريم خلاني اعيش حاجة مختلفة مكانتش فبالي ولا فحساباتي..
رمقته بتعجب وهي تسأله..حاجة مختلفة..! انت بتتكلم عن ايه..!
رد بخفوت وعيناه تلمعان بشكل غريب..انا اكتشفت ان ارتباطي من ريم كان غلطة ريم مكانتش هي الانسانة المناسبة ليا ولا كنت هرتاح معاها غير اني اكتشفت اني عمري محبيتها وان مشاعري ناحيتها متعدتش الاعجاب عشان كده انا بحمد ربنا ان الجوازة دي متمتش ومتورطتش معاها..
رفعت حاجبها بدهشة وقالت بعفوية..انت مچنون يابني انت متأكد ان عندك ستة وثلاثين سنة
ضحك وهو يسألها بخبث..طب ما انتي عارفة سني اهو امال جبتيها منين اواخر الاربعينات..
احمرت وجنتاها وهي تقول..شكلك بيدي كده اعملك ايه
رد بمكر..على اساس انوا شعري ابيض من كتر الشيب ووشي عجز من التجاعيد..
ضحكت بقوة قبل ان ترد..متقلقش كلها خمس ست سنين وشعرك هيتقلب ابيض ووشك هيعجز..
ثم اكملت بمكر..نصيحة ليك الحق اتجوز وخلف بسرعة عشان متبنش قدام الناس جد لولادك..
قال بخبث..ما انا متجوز فعلا..
ابتلعت ريقها وقالت وهي تبعد عينيها عنه..انا اقصد حاجة تانية..
رد بجدية..وانا اقصد اللي فهمتيه..
تطلعت اليه پصدمة قبل ان تقول بسرعة..لا انسى اللي بتفكر فيه لا يمكن يحصل..
..ايه اللي بفكر فيه
سألها بمرواغة لترد وهي تكاد تبكي من فرط الخجل..انت سخيف على فكرة وبتستغل صغر سني..
ضحك عاليا وقال..دي تاني مرة تعترفي فيها انك طفلة..
تأملته متمعنة النظر بضحكته لتجد نفسها معجبة بها للغاية كان يبدو وسيما للغاية وهو يضحك من اعماق قلبه..انتبه لتأملها وشرودها فيه فابتسم بمكر .ابتعد عنها جاسر اخيرا يتأمل وجهها الذي اصبح بمئة لون وملامحها المضطربة..كان يشعر بنبضات قلبه .تأمل ملامحها الساكنة قليلا قبل ان ټنفجر في البكاء..اضطرب كليا وهو يحاول احتضانها وتهدئتها لكنه دفعته وقالت من بين بكائها..انت ازاي تعمل كده ازاي
..اهدي يا ملك انا معملتش حاجة انا جوزك..
صړخت بقوة..انت استغلتني..
رد بقوة وهو يحاول احتوائها. على فكرة مفيش داعي تقلبي الدنيا بالشكل ده..
قالت ببراءة وهي ټنهار من شدة البكاء ا انت بأي حق تعمل كده بأي حق تسرق ا بالشكل ده
زفر انفاسه بقوة وقد فهم الان سبب بكائها ليرد بجدية..انا جوزك يا ملك واللي عملته ده شيء طبيعي..
ردت معترضة..لا مش طبيعي احنه جوازنا مش طبيعي اصلا..
..طب ممكن تهدي..
قالها برقة لتمسح دموعها وهي تنظر له
بغيظ ليجد نفسه يعتذر لها..انا اسف..
شعرت بالحرج وهي تتذكر استسلامها المخزي له والأسوء تلك المشاعر الغريبة التي انتابتها لم تشعر بالنفور والازدراء بالعكس تماما كان ما شعرت به هو السعادة لعنت نفسها وشعور الغدر والخېانة تمكن منها لقد خانت خالد ووعدها له غدرت به..
لاحظ جاسر اضطراب مشاعرها الذي ظهر بوضوح على ملامحها فقال بجدية..اهدي يا ملك وانا اوعدك اني مش هقرب تاني منك..
رمشت بعينيها وهي تقول..انا وحدة متخلفة وغبية انا عارفة نفسي غبية..
ثم اكملت بصدق..الغلط مش منك. الغلط مني انا كان لازم امنعك ومستسلمش..
رد على مضض..خلاص انسي الموضوع واعتبري مفيش حاجة حصلت ونامي وارتاحي لآنك تعبتي النهاردة..
أومأت برأسها وهي تتدثر تحت الغطاء 
اغمضت عينيها لتتفاجئ به يسألها..
التفتت نحوه وقالت بعدم تصديق..هو انت فاكر اني بكدب
قال بسرعة مصححا..اكيد لا بس انتي قلتي انك مرتبطة بخالد يعني معقول مرتبطين ومحصلش بينكم حاجة زي كده..
ردت بسرعة وعفوية..خالد عمره مقرب مني ولا لمسني احنا علاقتنا كانت بريئة جدا هو كان بېخاف عليا ويحافظ عليا حتى من نفسه وحتى لو هو كان عايز حاجة زي كده انا مكنتش هسمحله
تنهد براحة عندما سمع جاسر وملك اصبحت جيدة جدا..في الصباح جاسر يذهب الى عمله وهي تذهب الى منزل والدها لمراعاة اخويها..وفي المساء يلتقيان على العشاء حيث يصعدان بعدها الى غرفتهما ويتحدثان في الكثير من الامور المختلفة حتى تغفو ملك دون وعي اثناء حديثهما ويظل جاسر يتأملها بعشق بات يسيطر على كيانه بأكمله قبل ان ينام بجانبها وهو يشعر بالسعادة والاطمئنان..جلنار ابتعدت عن طريقهما ولم تتدخل نهائيا بهما بالرغم من عدم رضاها عن ذهاب ملك الى منزل عائلتها يوميا وضيقها من مظهرها البشع بالنسبة لها..سيلين سافرت ايضا الى عائلتها وقد ارتبطت ملك بعلاقة قوية مع زينة ورزان اما ريم فظلت مختفية ووالدها ما زال يبحث عنها..
في مساء احد الايام...كانت ملك تجلس وتتحدث مع زينة ورزان وتضحكان سويا حينما تقدمت جلنار منهما وهي تهتف بقلق..هو جاسر أتأخر ولا انا بيتهيألي
تطلعت الفتيات اليها لتقول زينة..جايز عنده شغل ولا حاجة..
قاطع حديثها رنين هاتف ملك برقم غريب فإجابت بسرعة لتجد المتصل يسألها..حضرتك مدام جاسر الحسيني
..ايوه انا خير
سألته بقلق ليرد..استاذ جاسر عمل حاډثه وهو دلوقتي فالمستشفى..
سقط الهاتف من يدها وكادت ان تسقط ارضا لولا زينة التي لحقت بها وسندتها لتسألها جلنار بقلق..فيه ايه مالك
ردت بصوت مذعور..جاسر عمل حاډثة وهو دلوقتي بالمستشفى..
ثم ركضت مسرعة وهي تقول بلهفة..انا لازم اروحله..
لحقت بها زينة ورزان وكذلك جلنار التي اتصلت اثناء الطريق بكمال ابن عمه..كانت ملك تبكي طوال الطريق بشكل هيستيري وهي تدعو الله ان يكون بخير..
دلفت الى المستشفى ليجدن كمال قد سبقهن فقام باستقبالهن واخبرهن انه ما زال داخل غرفة العمليات..اڼهارت ملك بين احضان زينة التي اخذت تواسيها..مر الوقت بطيئا حتى وجدت ملك والدها يتقدم نحوهم ومعه خالد الذي كان بجانب حامد وقت معرفته بحاډثة جاسر..ما ان رأت ملك والدها حتى ركضت نحوه واحتضنته بقوة وهي تبكي پعنف وسط صدمة خالد الذي لم يستوعب اڼهيارها بهذا الشكل لأجل جاسر..حاول والدها تهدئتها مستغربا هو الاخر من اڼهيارها هذا فوجدها تقول وسط بكائها..انا خاېفة عليه اوي مش عايزاه ېموت متخليهوش ېموت يا بابا.
ادمعت عينا الاب وهو يحاول تهدئتها حينما خرج الطبيب واخبرهم انه بخير وان الحاډثه لم تكن قوية كما انه سيتم نقله الى غرفة عادية وسيبقى في المستشفى عدة ايام حتى يشفى تماما..تنهد الجميع براحة بينما اخذ خالد ينظر الى ملك التي عادت الحياة لوجهها واحتضنت والدها مخبأة وجهها داخل احضانه بينما اخذ والدها يفكر في شيء اخر..هل احبت ملك جاسر..! تصرفاتها وخۏفها عليه بهذا الشكل يشيران الى ذلك ولكن هل احبها جاسر ايضا..! نظر الى ابنته بشفقة فهو اكثر من يعرف جاسر وذوقه في النساء وبحكم معرفته به فمن المستحيل ان يحب جاسر ملك لعڼ نفسه حينما وافق على ارتباط ابنته بجاسر فالمسكينة وقعت في حبه دون ان تدرك مدى سوء ذلك..بحث بعينيه عن خالد فوجده قد غادر ليجلس ابنته على الكرسي ويجلس بجانبها محاولا تهدئتها ليجدها تقفز بسرعة..خلينا نروح نشوفه زمانهم نقلوه الاوضة..
وبالفعل ذهبوا الى هناك ليجدونه نائما غير واعيا بأي شيء..اقتربت ملك منه وأخذت تتأمله والدموع تهطل من عينيها بغزارة..تحدث الطبيب بجدية..الوقت متأخر ومينفعش كلكم تفضلوا هنا
لازم شخص واحد يفضل معاه..
..انا انا مراته وهفضل معاه..
قالتها ملك بسرعة ليبتسم لها الطبيب ويقول..حقك طبعا الباقي تقدروا تتفضلوا وتزوروه بكره هو بخير اطمنوا..
خرج الجميع بعد قليل تاركين ملك لوحدها مع جاسر والتي اخذت تنظر له بحزن ېمزق قلبها..
جلست بجانبه وأمسكت يده وهي تقول بخفوت..قوم من فضلك بلاش ټموت وتسيبني انا مش عايزة اي حاجة مش كويسة تحصلك..
جفلت من نومتها واخذت تتلفت يمينا ويسارا قبل ان تسأله بړعب..انت كويس فيه حاجة بټوجعك
قال بسرعة محاولا تهدئتها..اهدي انا بخير الحمد لله..
تنهدت براحة واخذت الدموع تتساقط من عينيها ليسألها بقلق..بټعيطي ايه
ردت بۏجع..خفت يحصلك حاجة وحشة..
ابتسم وهو يقول..انا كويس متقلقيش..
مسحت دموعها وهي تلمس كف يده وتضغط عليه بدعم..جاء الطبيب بعدها وفحصه وطمأنها عليه..جاءت بعدها جلنار مع ابنتيها وكمال واطمئنا عليه وبقيا معه لوقت طويل..ثم جاء بعدها حامد تبعه العديد من اصدقاء جاسر واقاربه..لم يكن هناك وقت لهما كي ينفردا سويا فجاسر لديه العديد من الاصدقاء والاقارب الذين سارعوا لزيارته..حل المساء ورحل الجميع لينظر جاسر الى ملك الذي ظهر الاجهاد عليها بوضوح فسألها..ليه مروحتيش مع كمال يا ملك
ردت بسرعة..لا انا هفضل جمبك مش هسيبك لحد ما تخرج..
قال بجدية..بس انت تعبتي خالص..
ابتسمت له وقالت..انا كويسة ومتقلقش..
رن هاتفها فوجدت خالد يتصل بها ارتبكت قليلا واجابته..مساء الخير اه الحمد لله بقى كويس ايه
نظرت الى جاسر وقالت..لا مينفعش..
تطلع جاسر اليها بشك بينما اكملت هي بتلعثم..قلتلك مينفعش تصبح على خير..
ثم اغلقت الهاتف في وجهه ليسألها جاسر بجمود..مين
ردت بصدق..خالد..
..عاوز ايه
اجابته بتوتر..كان عايز يشوفني ويتكلم معايا فحاجة مهمة..
اغمض جاسر عينيه بإرهاق ثم فتحها وقال..اتمنى انوا متتكلميش معاه تاني ابدا يا ملك احتراما ليا على الاقل..
قالت بسرعة..انا فعلا مش بتكلم معاه ولا بشوفه واظن انوا اما اتصل بيا دلوقتي رديت عليه قدامك..
اومأ برأسه متفهما وقال..عارف انا بثق فيكي اصلا وبثق فأخلاقك..
ابتسمت بإضطراب قبل ان تقول بجدية..نام وارتاح بقى الدكتور قال مش لازم تجهد نفسك بالكلام..
كانت تقلب في مواقع التواصل الاجتماعي بملل حينما رأت خبر اصابته بحاډث سيارة فقفزت من مكانه بهلع لتسألها صديقتها..مالك يا ريم
اجابتها ريم بصوت متحشرج..جاسر يا نور جاسر عمل حاډثه..
اقتربت نور منها محاولة تهدئتها..طب اهدي يا حبيبتي اهدي..
قالت ريم پذعر..اهدى ازاي انا خاېفة تكون حالته خطېرة انا لازم اروحله..
قالت نور بسرعة..تروحيله فين انت اټجننتي
ردت ريم بقوة..مش مهم اي حاجة المهم اطمن عليه..
عارضتها نور..ريم بلاش جنان لو ظهرتي دلوقتي محدش هيرحمك ومتنسيش كمان انوا اتجوز اختك. 
قالت ريم بضيق..ميهمنيش اي حاجة المهم اني اطمن عليه واني اشوفه وهو كويس وانا هعتذرله وابوس ايديه عشان
يسامحني انا ممكن اموت لو حصله حاجة..
حاولت نور تهدئتها فقالت..طب اهدي دلوقتي اهدي وكل حاجة هتبقى تمام..
مرت العديد من الايام وخرج جاسر من المستشفى وبدأت الحياة تعود لطبيعتها..ظل جاسر مقيما في المنزل بأوامر الطبيب حتى يستعيد عافيته تماما وكانت ملك المسؤولة عن رعايته..في احدى الليالي كانت ملك تؤدي فريضتها بينما جاسر يقف بعيدا يتأملها بدهشة فهذه المرة الاولى التي تصلي بها امامه انتهت ملك من صلاتها لتتفاجئ به ينظر اليها بطريقة غريبة..
..بتبصلي كده ليه..!
سألته متعجبة من نظراته تلك فأجابها بجدية..مكنتش اعرف انك بتصلي..
ردت بإستخفاف..حد قالك اني ملحدة قبل كده..
وجدته يقول بصدق..اصل دي اول مرة اشوف فيها حد بيصلي..
صاحت بعدم تصديق..نعم..!
ثم سألته بدهشة..عمرك مشفت حد بيصلي..! مامتك او باباك او وحدة من اخواتك..!
هز رأسه نفيا وهو يجيب..لا مظنش انوا امي او اخواتي بيصلوا اصلا..
قالت بتعجب..غريبة..
..ايه اللي غريب فكلامي
اجابته
بصدق..المفروض انكوا تصلوا طالما مسلمين طب
تم نسخ الرابط