قصة وريقة الحناء كاملة ( جزئين )

موقع أيام نيوز

منها خالتها تماما 
ووجدت السلالم قد كنست أيضا فأمسكت بقبضتها بعضا من الطحين وذرته على وجهها وساعديها وملابسها 
ثم دخلت مسرعة إلى غرفتها وجلست تنتظر عودة خالتها وابنتها إكرام 
لتقوم بسؤالهن عن أحوال الحفل وما حوله من مباهج وعمن حضرنه من الصديقات والمعارف 
وعمن تغيب عنه مثلها وعن غيرها من الأمور التي ستتظاهر بعدم إطلاعها عليها.
أقبلت إكرام وأمها وهن شاردات الذهن من جمال تلك الفاتنة التي سلبت العقول 
فاستقبلتهما وريقة الحناء والمكنسة بيدها كما لو أنها لم تغادر البيت ولم تكمل عملها بعد 
وأخذت تسألهن بلهفة عن الحفل ومباهجه التي لم تتمكن من رؤيتها وعمن حضرنه من الصديقات والجيران.
فقالت خالتها تجيبها لو كنت جئت وشاهدتي الذي شاهدناه كنت ما صدقتي عيناك.
فسألتها وريقة الحناء بلهفة ماذا حدث ماذا حدث أرجوكما أخبراني ماذا حدث
همت إكرام بالكلام فقاطعتها أمها قائلة بنت مجهولة لا يوجد في مثل جمالها كأنها نزلت من السماء 
دخلت فجأة إلى حلبة الرقص وأخذت ترقص وترقص وقد أفسح لها الجميع المكان
بعد أن توقفوا عن الرقص 
وأخذوا يتابعون رقصها الذي شد أنظارهم وسحرت قلوبهم بجمالها 
حتى أن إبن السلطان لم يغفل عن متابعتها والتحديق بوجهها لحظة واحدة.
ثم صمتت قليلا وكأنها تستعيد شريط الأحداث وواصلت حديثها قائلة 
ومثلما دخلت إلى المكان فجأة فقد خرجت منه فجأة 
حتى أنها أثناء خروجها داست على قدمي بحذائها الذي وقع منها وأسرعت منصرفة دون أن تلتقطه.
فتناوله إبن السلطان الذي حاول اللحاق بها
وقد سمعته يقول وهو يتفحص الحذاء ويقلبه بين يديه 
سأبحث عن صاحبة هذا الحذاء وسأتزوج بها يالها من فتاة محظوظة.
تظاهرت وريقة الحناء بالحزن على ما فاتها من مباهج الإحتفال فيما هي تكاد أن تطير من الفرح وهي تسمع عن إعجاب إبن السلطان بها 
ورغبته بالزواج منها وتنهدت بحسرة قائلة
ليتني جئت معكم لأتفرج على تلك الفاتنة 
واستمتع برقصها 
ثم أردفت مازحة أو ليتي كنت مكانها.
ضحكت خالتها من أمنيتها وأجابتها ساخرة ما الذي سيوصلك أنت ابنة الراعي إلى مستواها 
إذا كنا نحن ومن يكبرنا شأنا لم نتمكن من مشاهدتها إلا من أحد الأركان البعيدة 
حيث كنا نتلقى الدفع والركل بالأيدي والأرجل من كل داخل وخارج للقاعة.
ثم أمسكت أصابع قدمها وأخذت تضغط عليها بيدها وتنهدت قائلة 
أه يا قدمي كادت الفتاة أن تهشم أصابع قدمي بحذائها الذي داستني به.
في اليوم التالي خرج إبن السلطان يرافقه عدد من الحراس لتفتيش بيوت القرية بيتا بيتا 
يبحث عن الفتاة صاحبة الحذاء الأبيض ويقيس الحذاء على كل فتاة يتم عرضها عليه 
وكان كلما قام بقياسه على فتاه يجده إما أكبر أو أصغر من مقاسها وكان قد طاف بجميع منازل القرية ولم يتمكن من العثور عليها 
وبدأ اليأس يتسرب إلى نفسه وقبل أن يهم بالعودة 
ظهرت له المرأة العجوز فجأة وأخبرته بوجود منزل يقع في أطراف القرية لم يقم بزيارته وكان هذا البيت هو بيت والد وريقه الحناء.
فتوجه إبن السلطان ومن معه إليه وعندما وصل خبر قدوم السلطان إلى منزل وريقة الحناء 
خاڤت خالتها بأن يتصادف مقاس هذا الحذاء مع مقاس قدم وريقة الحناء.
فأمرتها بأن تختفي بداخل التنور الذي يقع بغرفة سطح المنزل وأبرزت ابنتها إكرام لابن السلطان 
لكي يقيس الحذاء على قدمها فلما قاسه وجده صغيرا.
فسأل أمها قائلا هل لديها أخت أخرى
فأنكرت أم إكرام ذلك قائلة لا ليس لها أخت إنها ابنتي الوحيدة.
لم يقتنع إبن السلطان بكلامها وساوره الشك بعدم قولها الحقيقة فطلب منها السماح له بتفتيش غرف البيت 
وعندما لم يجد بها شيء أوأمت له العجوز بالصعود إلى السطح وتفتيش غرفة المطبخ التي تقع هناك.
فصعد ومن معه إلى السطح وعندما شعرت وريقة الحناء باقترابه منها أخرجت له قدمها من عين الموفى.
فجلس يقيس الحذاء على قدمها والعجوز وخالتها تراقبانه من بعيد 
وعندما كان الحذاء مطابقا لمقاسها فرح بذلك إبن السلطان وقام بإخراج وريقة الحناء من الموفى 
وأخذها إلى أبيها يطلب الزواج منها فوافق الأب على تزويجه بابنته وتم تحديد يوم الزفاف.
اغتاظت أم إكرام من اختيار إبن السلطان وريقة الحناء زوجة له فقررت أن تزف له ابنتها إكرام بدلا من وريقة الحناء 
فاستعدت بخطة
تم نسخ الرابط