رواية راائعة للكاتبة ايمي نور مكتملة لجميع فصول
المحتويات
بت يا فرح الحقى عندى ليكى خبر بمليون جنيه
لم تعيرها شقيقتها اهتماما تظل على وضعها مستلقية فوق الفراش وهى تضع احدى الوسائد فوق راسها لتقترب منها سماح هاتفة بغيظ وهى تدفع بالوسادة بعيدا عن رأسها
عاملة نفسك نايمة بقولك قومى يابت لو سمعتى الخبر هاا
قاطعتها فرح تتقلب فوق الفراش الى الجانب الاخر تهمهم بصوت يغلبه النعاس
تراجعت سماح بعيدا عنها قائلة ببطء وبكلمات ممطوطة
طيب براحتك انا بس حبيت اقولك ان صالح ابن الحاج منصور طلق مراااته
فور ان نطقت بكلماتها الاخيرة حتى هبت فرح جالسة فى الفراش متسعة العين پصدمة تهمس قائلة
انتى بتقولى ايه!
اللى سمعتيه نامى بقى ده لو عرفتى
ثم تحركت تهم بالخروج بعدها من الغرفة لكن فرح اسرعت بالنهوض وهى تتعثر بالاغطية تتجه نحوها بلهفة ممسكة بذراعها ضاغطة فوقه بقوة توقفها وهى تسألها بصوت متحشرج وكلمات متعثرة
مين قالك ط لقها ليه حص ل ايه
هزت سماح كتفيها دلالة عن عدم معرفتها قائلة
ارتعشت اناملها يخف ضغطها من فوق ذراع سماح تشعر بارتفاع حرارة جسدها فجأة ثم تفر من جسدها دفعة واحدة وهى تتراجع الى الخلف متعثرة بعيون متسعة مصډومة لتهتف بها سماح محذرة حين رأت حالتها تلك
بقولك ايه مش هنعيده تانى طلق مطلقش ميهمناش انا قلت اعرفك قبل ما تعرفى من برة غير كده تفوقى
وقفت مكانها تتذكر كل ما اخذت تحدث به نفسها يومها وهى تجلس فى غرفتها بعد ان قضت ليلة زفافه كاملة بقلب نازف وعيون انهكها البكاء
بعد انتهاء العزاء وانصراف المعازين تجمع عدد من رجال الحارة المعرفون بعلو بشأنهم وهيبتهم وحكمة قرارتهم داخل صوان العزاء تتركز اعينهم على ذلك الجالس فوق مقعده يحاول رسم الطيبة والمسكنة فوق ملامحه يناقضها طابع ملابسه الغير ملائم لحدث ۏفاة شقيقته واهتمامه الزائد بمظهره حد المبالغة بقميصه الاحمر زاهى وقد ارتدى معه بنطال ناصع البياض وحول عنقه سلسال من الذهب يكمل بها مع الخاتم الموجود فى بنصره هيئته والتى لاتدل على سنوات عمره والتى تجاوزت الاربعين ببضع سنوات وهو يتحدث بصوت خفيض يتصنع الالم به
كلام ايه اللى بتقولوه ده يا ناس دول بناتى قبل ما يكونوا بناتها وانا اللى مربيهم من يوم ما ابوهم ماټ وجم قعدوا عندى
تبادل الرجال النظرات فيما بينهم ثم استقرت على من يعدونه كبيرهم فى انتظار كلمته ليزفر الحاج منصور الرفاعى بقوة قائلا بصوت جاد وحازم النبرات
يعنى يا مليجى هتتقى الله فيهم واللى كان بيحصل ايام المرحومة مش هيحصل تانى
رفع مليجى رأسه سريعا يهتف بتأكيد ولهفة
طبعا يا حاج دول بنات الغالية وفى عنيا واى حاجة تحصل منى فى حقهم يبقى حسابى معاك واللى تقوله ساعتها هيبقى سيف على رقبتى
لا يا عايق من هنا ورايح حسابك هيبقى معايا انا وياويلك منى لو فكرت تزعل واحدة منهم
ارتعدت فرائص مليجى هو يحاول ابتلاع غصة الخۏف فى
حلقه والتى كادت ان تهلكه حين تعال هذا الصوت الحاد قوى وواضح النبرات من ذلك الجالس منذ بدء الحديث مراقبا اياه بصمت متحفز وعينيه لا تفارقه كعين صقر يستعد لانقضاض على فريسته دون رحمة يصدح صوته محذرا بتلك الكلمات جاعلا من جميع الحضور يهمهم استحسانا بعدها ليدرك مليجى انه وقع بين ايدى من لا يرحم وهالك لا محالة ان اخلف بوعده هذا
بعد مرور شهر على تلك الاحداث
وقفت سماح على باب غرفتهم تصرخ فى وجه شقيقتها الصغرى بغيظ
ما تخلصى يازفته خلينا نخرج من هنا قبل ما
متابعة القراءة