رواية راائعة للكاتبة سارة المصري مكتملة ( مذاق العشق المر )

موقع أيام نيوز


فين 
نظر لها فى خيبة امل واستنكار وحزن جعلها تلوم نفسها للمرة الالف على ما فعلته تنهد في ألم وهو يزيح كفيها 
الحياة بينا بالطريقة دى بقت مستحيلة فعلا 
هتفت فى رفض واضح تستنكر ما يقوله وهي تضع يديها على ثغرها 
لا يايوسف متقولش كدة انت عارف انا قد ايه بحبك 
رد وهو يفتح باب سيارته ملقيا نظرة يائسة عليها 

بتحبينى واكتر حد بيوجعنى وانا بحبك ورغم كدة بتشكى فيا فى كل نفس الحب مش كل حاجة يا ايلينا للاسف اكتشفت ده متأخر 
دلف الى سيارته فتحسست زجاج النافذة ومالت اليه وهي على حافة البكاء 
طيب بس قولى رايح فين 
نظر لها نظرة مطولة أخيرة دون ان يرد قبل أن ينطلق بسيارته بعيدا عنها 
راقبت السيارة حتى اختفت لټنفجر فجأة بالبكاء وكأنها أخذت حبيبها الى مصير مجهول 
مصير أوقعه فيه غبائها الذي عجز حبها عن تقويمه وحركته غيرتها الى اتجاه واحد لارجعة فيه الفراق أليس هذا ما طلبته !!! 
ولكنه يحبها وسيسامحها 
لا كرامته التي طعنته فيها في مقټل كفيلة أن تشيع حبها الى الچحيم 
غبية غبية 
ظلت تردد الكلمة فى عقلها وهى تتذكر كل مشاهدها معه منذ زواجهما رقته حنانه حبه كيف تشك فيه كيف 
كيف لم تشفع له كل مشاعره فتدرء عنه كل هذه التهم فى بساطة 
لقد غفر لها لمرات ومرات حتى أخذها الغرور تعرف ان هذه المرة تختلف فقد تفوهت بما زاد عن الحد ورصيدها السابق من الاټهامات ليس فى صالحها تماما حاولت الاتصال به لمرات ومرات دون جدوى حتى أغلق هاتفه تماما وعلمت فى صباح اليوم التالى من زين انه سافر الى الاسكندرية لاستلام شحنه من الميناء هناك لم يكن هذا من صميم عمله ابدا هذا ما ادهش زين وهو يخبر الجميع بهذا بينما وحدها من كانت تعلم السبب مرت ايام ولم يعد 
وهى على محاولاتها بالاتصال به دون جدوى حتى أشفق هاتفه ذات مرة على حالها وأصدر رنينا كان هو صوت الأمل بالنسبة
اليها لم تصدق نفسها بالفعل حين قطع صوت الجرس لتفتح المكالمة 
لم يأتها صوته فهتفت فى قلق وهي تنظر الى الهاتف تتأكد أنه فتح المكالمة بالفعل 
يوسف 
يوسف ارجوك رد عليا 
وواصلت بصوت يقطعه نحيبها 
انا اسفة اسفة اسفة مليون مرة حبيبى بس ارجعلى بلاش تبعد ارجوك انا من غيرك تايهة ومش حاسة بالدنيا من حواليا ارجع بقا يا يوسف انهى المكالمة دون ان تسمع رده فواصلت تتوسل اليه بالرسائل عبر شتى الطرق بالماسنجر والواتس اب تعرف انها اخطأت وتستحق عقابه فليعاقبها بأى شىء الا ابتعاده على هذا النحو 
ارتمت على فراشها تنتظره ككل ليلة 
تكورت فى حزن وهى تتحسس مكانه الخالى الى جوارها فى ألم 
لم تنم براحة ابدا منذ ان تركها هكذا 
لم تمر ليلة ابدا منذ زواجهما الا ورأسها تتوسد صدره كانت دائما ما تنام على صوت دقات قلبه وكأنها تشدو لها بمشاعره كل ليلة وتستيقظ على صوتها
اشتاقت لرائحته لصوته لكل شىء
فيه 
انتظرت قدومه وهى حتى تعلم انه لن يأتى ولكنه أتى 
جاء بالفعل بعد منتصف الليل وفتح باب الغرفة فى هدوء وللحظة ظنت نفسها تحلم 
فليكن فلتتصبر بالحلم حتى تأتيها الحقيقة فليكن طيفه نعم الأنس لشوقها الجارف عله يداوي بعضا من حرقته 
اندفعت اليه وارتمت بين أحضانه وما ان لامست جسده حتى اتسعت عيناها في عدم تصديق وهي تهتف في سعادة 
انت يا يوسف دى حقيقة انا مش بحلم 
ابتعد عنها فى عڼف وهم ان يذهب الى الملحق الصغير فى جناحه فوقفت امامه قائلة فى لطف 
يوسف وحشتنى اوى انا هفضل اعتذرلك طول عمرى لو عاوز اوعى تبعد عنى تانى 
رمقها بنظرة لم تفهم لها معنا وحين همت ان تذهب خلفه أوقفها فى صرامة 
ما تجيش ورايا 
توقفت فى حزن وهى تراه يغلق الباب بينها وبينه وتساءلت هل حقا قد تسببت فى كل هذا الحزن البادى على وجهه سحقا لها 
وجهه كان شاحبا بشدة وهالة سواد أحاطت بعينيه العميقتين كأنه لم يذق النوم طيلة الليالى الماضية نظرت الى فراشهما وتنهدت فى الم هل سيفصل بينهما هذا الباب اللعېن طويلا 
لقد اشتاقت ان تنام على صدره ككل ليلة 
اشتاقت الى الراحة التى افتقدتها طيلة غيابه 
اشتاقت الى نبضات قلبه التى كانت تنام على صوتها نعم اخطأت ولكن 
قطع افكارها صوت نحيب مكتوم انتفض قلبها فى فزع حتى كاد يغادر صدرها أهذا الصوت له 
وضعت يدها على صدرها وسارت فى بطء لتفتح باب الغرفة فى حذر لتجده بالفعل هو 
يبكى وهو يبتهل لله فى صلاته 
دمعت عيناها لدموعه التى تراها للمرة الأولى انتظرت لحظات لم تستطع ان تطق صبرا بعدها 
حين شعر بها مسح دموعه وحاول تصنع القسۏة فقد شعر بانتهاك رجولته وهى تراه على هذه الحال 
انت ايه اللى جابك قولتلك عاوزة ابقا لوحدى 
ضمت رأسه الى صدرها وهمست في بكاء حار 
انا اسفة انا اسفة 
خلص رأسه بسهولة من بين كفيها طالع عينيه الباكيتين في لوم قبل أن يندفع في حړقة 
هوا انتى ليه كدة ليه على طول بتشكى فيا وفى حبى ليكى انتى عارفة انتى عملتى ايه 
ومسح وجهه بيده ليلقي بجملته وكأنه يطعن روحه بنصل حاد مزق ما تبقى به من تماسك فخارت نبرته 
انا رجعت شربت تانى فاهمة شربت تانى خنت عهدى مع ربنا وجاى ارمى بالذنب عليكى عشان مش قادر استحمله لوحدى 
وضعت كفيها على ثغرها وهي تتراجع لللخلف فابتسم فى سخرية 
اسكت بقا اوعى تقولى كدة تانى على نفسك 
كل ده بسببى انا انا ضغطت عليك اكتر من مرة بس انت مش كدة 
ورفعت وجهها مجددا وهى تتلمس وجنته تنفي ما شان به نفسه 
ترفض التخلي عنه 
يصدح عشقها له هذه المرة حتى على احساسها بالذنب تجاهه 
دموعك بتقول انك مش كدة ربنا هيقبل توبتك يا يوسف انت بس ادعيله قوله ان مهما حصل مش هتعملها تانى 
امسك بكفيها لينزلهما ويخبرها في تعب 
انا تعبت يا ايلينا تعبت من الحياة مع بعض بالطريقة دى و 
همست پاختناق تمنعه من مواصلة الخوض في هذا الطريق او حتى التفكير به 
اوعدك مش هيتكرر تانى انا اصلا مش عارفة عملت كدة ازاى 
ومررت اصابعها فى شعره وحنينها اليه يفوح كدخان متصاعد من ڼار عشق تأججت ولا سبيل الى اخمادها مطلقا 
اللى اعرفه انى بغير عليك پجنون والغيرة بتاكل فيا وبتحرقنى لما كل يوم كانت بتجيلى رسايل من الستات اللى كنت تعرفها وبيقولولى على علاقتك بيهم كنت بمۏت عارفة انه ماضى بس كنت بتمنى ارجع امحيه وابدل كل ذكرى ليك معاهم بذكرى ليا انا يمكن لما الصور اتبعتتلى فرغت غيظى كله فيك انت كنت وكأنى بعاتبك على كل حاجة فاتت ايوة يا يوسف بحبك پجنون عارفة ان كله ده جنان بس دى الحقيقة 
يمكن مكنش صح من الاول نرتبط وانتي مش قادرة تتخطى الماضى 
لوحت بكفيها تحاول أن توضح موقفها وتشرح له طبيعة مشاعرها المعقدة 
يوسف فيه فرق بين انى اتخطى الماضى واتقبله وبين ان الماضى اصلا
مش موجود احنا مبننساش الماضى مهما عملنا احنا بس بنتجاهله ونتعايش معاه الماضى ڠصبا عن الكل هوا اللى بيشكل الحاضر والمستقبل 
اشاح بوجهه يسألها فى امتعاض 
وده يدكى الحق كل لحظة انك تشكى فيا وتقلبى حياتى چحيم هوا ده حبك وتقوليلى غيرة غيرة من حاجة عدت وخوف من حاجة مش موجودة 
تنهدت في عمق 
يمكن عشان محستش بده لكن تخيل يا يوسف تخيل انى كنت متجوزة قبلك حد تخيل انه كان من حقه انه يلمسنى و 
هنا اشتعلت النيران بعينيه وكانت كافيه لحړق القصر بمن فيه وهو يقاطعها فى ڠضب 
اخرسى 
ورغم انها ارتجفت قليلا من صرخته المفاجئة الا انها ابتسمت فى النهاية فى ظفر قائلة 
شوفت اديك حتى الخيال مش قادر عليه 
رد فى استنكار 
دى غير دى 
هزت كتفيها في بساطة 
ده اللى الرجالة بتحاول تقنع نفسها بيه بس دى هيا دى المشاعر واحدة يا يوسف الاتنين بيحبو وبيغيرو وبيتجرحو بنفس الطريقة 
واقتربت منه فى دلال وهى تلامس صدره محاولة تلطيف الاجواء 
خلينا نبدأ من جديد يا يوسف واوعدك ان ده مش هيتكرر تانى حتى لو شفت بعينى هستنى واسمعك انزل يدها في حزم وهو ينظر الى الباب 
ارجوكى يا ايلينا احنا محتاجين شوية وقت 
ابتسمت فى خجل وحكت رأسها 
فأشار الى الباب برأسه ليكرر طلبه بوضوح أكثر 
روحى نامى انتى دلوقتى 
تظاهرت بالبلاهة حتى اللحظة الأخيرة وسألته بارتباك 
هنام لوحدى 
لم يرد فلمعت عيناها وهى تشعر بصعوبة تجاوزه لما حدث على كل حال يكفيها حصولها على بعض من الراحة بعودته فقد ازاحت كثيرا من هم التفكير في مكان وجوده 
انسحبت فى هدوء وعلى فراشها تدثرت جيدا وهى تقاوم الارق بكل طريقة ممكنة 
تغمض عينيها بقوة وتخفى وجهها بوسادتها وتتقلب يمينا ويسارا 
لم تعرف برودة من قبل للطقس فى شهر مايو ما هذا الصقيع الذي يضرب بأوصالها 
نظرت الى الباب فى غيظ لا يمكنها تخيل وجودهما معا ولا يفصلهما سوى هذا الباب اللعېن 
نهضت فى حزم فليكن ما يكن اذن فتحت باب الملحق بهدوء شديد نظرت الى الفراش الصغير الذى ينام عليه وهو يخفي وجهه بالوسادة يبدو انه يقاوم ببسالة ما ټقاومه بدورها لا بأس ستسلم هى اولا اقتربت على اطراف اصابعها حتى وصلت اليه أزالت الوسادة من على وجهه برفق وتمددت بصعوبه الى جواره محاولة التكيف مع هذا المكان الضيق نظرت الى وجهه وهو نائم وتساءلت ترى كيف ستكون الحياة بدونه لابد وان تروض هذا الحب بداخلها حتى لايفتك بهما اكثر 
اخذت نفسا عميقا كم افتقدت رائحته 
كم افتقدت حنانه 
فى حياتها لم تعرف حنانا يغدق هكذا بلا حساب كحنانه هو كيف كانت ستفرط به 
مدت يدها فى تردد الى وجنته فشعرت به يفتح عينيه فجأة 
انا اسفة يا يوسف اسفة بجد 
تنهد وهو يعبث فى خصيلات شعرها فى قسۏة 
انا مريض بيكى فعلا مريض 
وبعد مرور ثلاث سنوات
الفصل العشرين 
جلست على حافة البانيو وهي تضع يدها على صدرها في قلق أو ربما في يأس أوصلها الى ذروة قلق أصبحت تحيا به و تواجهه كل لحظة 
لم يعد لديها الجرأة للقيام بالخطوة وأملها الضعيف يعافر كل مرة ليدفعها دفعا فتستجيب له خانعة 
وهل لديها شيئا تخسره 
ان كان بقدر حلمها وقلبها الذي ېتمزق في خيبة كل مرة فلابأس ان غامرت بهما من جديد عل القدر ينصفها 
نظرت الى العصا البلاستيكية المسماة باختبار الحمل بعيدا وهي تخشى أن تمد يدها لتتفاجىء بنفس النتيجة 
ثلاث سنوات مرت وهي تحاول وتحاول تخرج من عيادة طبيب الى مشفى طبيب اخر تخضع لمحاولة تلو الأخرى 
تدور في حلقة مغلقة تنتهى دوما بابتسامة سمجة وكلمة خلى املك فى ربنا كبير 
هى ايمانها بالله لاحدود له ولكنها فى النهاية أنثى وتتمنى هذا الطفل بغريزة الأم الفطرية التي زرعها الخالق بها 
تريد هذا
الطفل من يوسف بالذات 
تتمنى أن
 

تم نسخ الرابط