رواية وبقي منها حطام أنثي مكتملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه المبدعة منال سالم و ياسمين عادل

موقع أيام نيوز

 

 

ما لسه بدري ياست تحية !!
ردت عليها تحية وهي تربت على ذراعها بود بدري من عمرك .. سلامو عليكو !
...................................
أوصدت ميسرة الباب وهي في قمة ذهولها ودهشتها مما حدث اليوم .. 
وتساءلت مع نفسها بتخوف عن ردة فعل مالك عندما يعلم بأمر گهذا ! 
فكرت في كيفية التصرف بمفردها ..وحل تلك المسألة بعيدا عنه ولكنها وجدت صعوبة في التصرف بدونه ..

لذلك قررت اللجوء إليه .. فهو الأخ الأكبر لها وسيشكل رأيه حكما فاصلا في الأمر برمته .
أسرعت نحو الهاتف وشرعت بالضغط على أزراره ثم وضعته على أذنها وهي تهتف بتلهف 
أيوة يامالك .. أسمعني يابني كويس
أصغى إليها مالك بكل حواسه واستمع لما قالته بتركيز جم .. 
هو كان يتوقع فعلا گهذا منه وقد أعد خطته من قبل للتعامل مع الموقف .. 
هو أراد الإنتقام من أخيها على فعلته القديمة في حقه وحق حبيبته ولكن سيفعل ذلك على طريقته الخاصة .. سيذيقه من نفس الكأس ويجعله يتجرع مرارة آلم البعد والفراق ..
فلن يكون ثمن الثلاث سنوات الماضية ثمنا هينا .
قطب جبينه وأنعقد ما بين حاجبيه ثم نطق بقسۏة من بين أسنانه 
وماله ياعمتي خليه ييجي ويطلبها مني.. وساعتها الرد هيكون جاهز !!!!!
.
منذ صبيحة اليوم التالي .. بل منذ أن سرد عليها مالك رغبته في إعداد حفل ميلاد للصغيرة وقد بدأت في التجهيز والاعداد ليوم مميز لن ينسى أبدا من الذاكرة ..
قامت روان بنفخ الهواء داخل البلونات المطاطية الملونة ثم ساعدت راوية في تعليق الزينة .. وحرصت على الانتهاء من كل شئ قبل موعد حضور إيثار حتى لا تكلفها فعل شيء ..
وما ان انتهت
روان من مهامها وخرجت لمحيط الحديقة .. حتى وجدت إيثار قد حضرت في تلك اللحظة وعبرت بوابة الفيلا.
كان مالك في هذه اللحظة جالسا بحجرة مكتبه ينهي بعض الأعمال الخاصة بشركته عن
طريق حسابه على مواقع التواصل الإجتماعي .. وكان بين الحين والأخر ينظر للحديقة عن طريق النافذة التي تطل عليها منتظرا حضورها بفارغ الصبر و متلهفا لرؤية طيفها الساحر ..
وقع بصره عليها أثناء ترحيب روان بها فذقذق قلبه فرحا وتلونت عينيه بوميض السعادة عندما لمحها ..
لم يطق الانتظار داخل مكتبه أكثر من هذا فقام بتلهف شديد بإرتداء سترته سريعا ووضع بها هاتفه المحمول ثم خرج من الحجرة على عجالة من أمره..
جاهد للحفاظ على توازنه أمامها ولكنه فشل في حضرتها سقط عنه قناع القوة ليظهر أمامها عاشقا أكله الشغف .. فتابعها من بعد مراقبا لحوارها مع روان و... 
هتفت إيثار وهي تتأمل المكان من حولها بإعجاب شديد من جمال تناسق الزينة وأنتشارها في المكان 
الله ! هو في مناسبة النهاردة 
أجابتها روان وهي تطالع المكان بحماسة شديدة 
عيد ميلاد ريفان النهاردة
عبس وجه إيثار نوعا ما واختفت بسمتها من على محياها ثم عاتبت رفيقتها بضيق 
طب ليه مقولتيش من بدري كنت جيبتلها هدية على الأقل! 
ردت عليها روان وهي تجذبها للداخل من ساعدها 
اي الكلام ده ياإيثار مفيش بينا فرق .. يلا تعالي نطلع نجيب ريفان عشان نحتفل معاها !
تعجبت إيثار مما تفعله الأخيرة واعترضت قائلة بإندهاش وقد ارتفع حاجبيها بذهول 
دلوقتي بس لسه بدري اوي!! 
أجابتها روان وهي تهز رأسها نافية 
بالعكس مفيش أجمل من الأعياد اللي بتتعمل الصبح
انصاعت إيثار لرغبتها وصعدا سويا لإحضار ريفان من الأعلى..
انتظر مالك على أحر من الجمر صعودها للأعلى ليخطو بقدميه بعجالة صوب المطبخ وأشار لراوية للبدء بالتنفيذ.. 
وهتف بتلهف 
يلا يا راوية شيلي معايا الحاجة دي بره !
ابتسمت له راوية قائلة وهي تتعجل في حركتها 
حاضر يامالك بيه
قاما الاثنين بنقل قوالب الحلوى المتعددة الأشكال والأنواع وأطباق الحلوى المختلفة للخارج وصفت على الطاولة المتوسطة الحديقة بشكل أنيق ومنظم ...
في هذا الحين .. كانت إيثار قد انتهت من إعطاء جرعتها العاطفية للصغيرة فحملتها بين ذراعيها بحب وهي تحركها بمرح قائلة 
روفي كملتي سنتين ياحبيبتي .. عقبال ما تكملي مليون سنة !
هتفت روان وهي تفرك كفيها بحماسة شديدة طب مش يلا ننزل بقى !!
نظرت لها إيثار بغرابة وهمست بإندهاش قليل وهي تداعب وجنتي الصغيرة لسه بدري ياروان
اعترضت روان وهي تتلوى بثغرها خوفا من فساد المخطط الذي رسمته 
آآ .... لأ ننزل دلوقتي أفضل! 
ردت عليها إيثار مستسلمة وقد انعقد حاجبيها بتعجب شديد لإصرارها الغير مبرر 
طيب اللي يريحك
هبطا سويا بصحبة الصغيرة بعد إصرار روان على إلباس الصغيرة ريفان فستانا ورديا رقيقا يتماشى مع التاج الصغير المرصع بفصوص ماسية والذي زينت به رأسها .. 
وعندما خطت إيثار عتبة الفيلا تفاجئت بوجود مالك بالحديقة والذي ظنته بالبداية غير موجود في المكان .. فأبعدت بصرها بإستحياء ثم تابعت خطواتها ببطء..
وكلما اقتربت خطاها منه زاد توترها من حضوره المؤثر عليها.. 
ولكنها تماسكت كي لا تظهر له جانبها الضعيف الذى يحن له في حين رسم مالك بسمته العذبة على محياه وهو يقترب منها ليقبل الصغيرة..
دنا منها ليطبع قبلة على رأس ابنته بينما كانت عيناه معلقة على حبيبته .. 
تقلصت المسافات بشدة حتى وصلت أنفاسه الحارة بالأشواق لطرف أنفها فدبت القشعريرة بأوصالها .. 
ابتعدت برأسها قليلا فتراجع هو الأخر برأسه بعد أن حقق مبتغاه وأثار توترها نحوه ..
مد يده ليلتقط صغيرته من بين يديها فتعمد مسك كفها مع ابنته ..
شعرت بالحرج الشديد من جرأته حيالها فتنحنحت بخجل و توردت وجنتيها بحياء ثم نطقت بجدية زائفة 
احم ! آآ.. أ أيدي
أفلت كفها وهو يبتسم لها ابتسامة خطېرة و تحرك نحو الطاولة ليجلس على أحد مقاعدها واضعا الصغيرة على حجره ..
ثم غمز بعينيه لشقيقته لكي تقوم بالتصرف.. وبالفعل تحركت الأخيرة على الفور لتقول بحماسة بائنة 
يلا عشان نطفي الشمع ياإيثار
ثم جذبت إيثار من يدها ودفعتها نحو الطاولة ..
نظرت لها إيثار بإندهاش وهتفت متعجبة 
دلوقتي !!!!
ردت عليها روان وهي تهز رأسها عدة مرات متتالية 
ايوة يالا
كانت تشعر بشيء مريب في الأمر وكأن الأخوين يحيكان أمرا لا تعلمه ..
تجاهلت شعورها وتعمدت الانتظار حتى تكشف ما سيؤول إليه الأمر ..
جلست بتردد على المقعد وجاورتها روان ..
دققت النظر على الطاولة لترى قالب الحلوى المطبوع عليه صورة للصغيرة تجمعها بوالدتها .. حكت غرة جبهتها بتفكير وتذكرت أنها قد رأت مثل تلك الصورة في الأعلى داخل إطار خشبي رقيق .
تعلقت عيناها بالقالب وشردت تفكر فيها ..
أثار فضولها وبشدة وجود ريفان مع والدتها في صورة واحدة تجمعهما سويا ..
تلك الصورة التي رأتها من قبل وحركت نزعتها الأمومية بالإضافة إلى شعور الغيرة ..
ما أثار ريبتها هو كيف ومتى تم أخذ تلك الصورة إن كانت الأم قد توفت قبل رؤية قرة عينيها 
هناك خطأ بالأمر .. 
ربما مالك ېكذب عليها وأراد الحصول على استعطافها ..
اغتاظت من كذبه .. وتحول وجهها للوجوم ..
_ لاحظ
مالك تحديقها بقالب الحلوى 
نعم حالة الشرود التي تمكنت منها كانت مرئية للعيان 
وسريعا استشف ما تفكر به .. لذا قرر أن يسرد عليها قصة الصورة قبل أن تظن به الظنون ..
الټفت برأسه نحو شقيقته وحك مؤخرة رأسه وهو يقول بهدوء 
عارفة ياروان !
انتبهت له أخته وكذلك إيثار فتابع قائلا 
الصورة دي انا عملتها بعد ما ريفان اتولدت بشهر .. كنت مصور مامتها وهي حامل فيها وشايلة عروسة بنفس الحجم !
ابتسم بمرارة وهو يضيف 
كانت فرحانة أوي إنها حامل ومش مصدقة نفسها !
ثم انخفضت نبرة صوته وهو يكمل بحزن واضح 
بس فرحتها مكملتش وماټت بس .. بس مرضتش أحس إن الفرحة دي انتهت بمۏتها فلما ريفان اتولدت صورتها معايا بنفس الطريقة وبنفس الزاوية وخليت المصور 
يركب الصورتين على بعض ..
تنهد بعمق وهو يختم حديثه 
كان يهمني يكون في ذكرى جميلة تجمع ريفان بمامتها الله يرحمها !
رغم حسن نيته مع ابنته ورغبته في تخليد ذكرى حب زوجته لطفلتهما التي لم يكتب لها أن تراها إلا أنه أشعرها بالغيرة من ذلك الاهتمام ..
هي لم تحظ بمثله ..
هي كانت تعاني .. تجاهد للملمة شتات أمرها ..
اجتهدت وبشدة في الحفاظ على جمود تعابير وجهها وثبات نظراتها رغم النيران المستعرة بداخل روحها ..
أضافت روان وقد شعرت بالشفقة على تلك الراحلة 
الله يرحمها يارب
عاود مالك التحديق بإيثار فرأها جامدة لكن عينيها تكشفاها ..
هي تغار .. هو متأكد مما رأه فيهما ...
نهضت روان عن جلستها مبررة أنها ستحضر مشروب المياه الغازية ثم تركتهما بمفردهما بعد أن حملت الصغيرة بين يديها وهي تقول بمرح 
مالك هات روفي وحط إنت الشمع في التورتة
نهضت إيثار فجأة وهتفت بجدية وهي تجاهد للإبتعاد عن مكان وجوده بأقصى قواها 
آ.. روان انا هجيبه خليكي
اعترضت روان وهي تصر على الذهاب بالصغيرة للداخل 
لا خليكي انا جاية على طول
وقبل أن تهتف بها إيثار كانت قد انصرفت سريعا
تنهدت بضيق وأشاحت بوجهها للجانب الأخر متجنبة حدقتيه اللاتين تعلقتا بها ..
كانت تشعر بظل عينيه وهو مسلط عليها مما أشعرها بالحرج الشديد ولكنها جاهدت حتى لا تظهر له ذلك ولكنها فشلت .. 
فأمرها كان مكشوفا وواضحا له وضوح الشمس بينما لم يستطع هو منع إبتسامته التي غزت محياه. 
هي كما أعتادها دائما حتى وإن اعتراها بعض التغيير تنكشف أمامه ..
.. تأهبت لتنهض بعيدا عنه لتتجنب تأثيره ولكنها تفاجئت بكفه يحاصر كفها فاستدارت نحوه پصدمة وهمس بلهجة عاشقة 
ماتسبينيش !
انفرجت شفتيها بذهول و جحظت عيناها 
ها !
ابتسم لها مالك بعذوبة معهودة منه وهو يتوسلها 
قصدي ماتمشيش !
سحبت إيثار كفها منه وهتفت بتوتر 
هشوف روان عشان أتأخرت
نهضت عن مكانها سريعا لكي تتجاوزه ولكنه قطع عنها الطريق بوقفته أمامها ..
ارتكبت أكثر منه وتوترت .. فتأمل الحمرة التي احتلت موضع غمازتيها .. ثم مد أنامله ببطء لېلمس غمازتها فتراجعت فورا خطوة للوراء ..
تحقق حلمها الذي رأته في غفوتها هي تمنت اقترابه منها .. ولكنها تخشى إستسلام مشاعرها الجريحة له ..
دنا منها أكثر فأبتعدت.. 
حاصرها فجأة من خصرها بذراعيه ونطق بتلهف واضح وعيناه تلمعان بوميض الحب 
تتجوزيني!
انتفضت بل ارتجفت وارتعش كيانها بالكامل ..
أكان وهما ما قاله 
أعرض عليها الزواج 
أصابت كل ذرة في جسدها قشعريرة غريبة عقب كلمته المباغتة تلك .. 
بدت وكأنها تلقى على مسامعها للمرة الأولى ..
تصارعت أنفاسها اللاهثة وتلاحقت من فرط التوتر والخۏف ..
رغبت في مقاومته في الرفض .. 
لكن قلبها يأبى الانصياع إنه مالكك .. إنه من تعشقين إنه حبك الأول والأخير ..
ارتفع صدرها وهي تطالع ملامحه كالمسحورة ..
لكنها سريعا أجبرت نفسها
 

 

تم نسخ الرابط