رواية راائعة للكاتبة مني لطفي مكتملة لجميع فصول...( جوازة نت )

موقع أيام نيوز


محطة وصول القطار تفاجئت منة بوجوده بعد أن تبادل السلام والتحية معهما قام بوضع حقيبتيهما في حقيبة سيارته ثم فتح الباب الأمامي لأم منة والتي قالت متطلعة الى منة بابتسامة
لا دا مكان مراتك هي اللي تقعد جنبك أنا هقعد ورا لتسارع منة بالركوب في الخلف وهى تقول
بقولك ايه يا ماما انت رجليكي وجعاكي اركبي يا ماما اركبي بلا مراتك حماتك هي اللي تقعد قودام ناظرة اليه بتحد جعله يكتم لعڼة كادت تفلت من بين شفتيه صعدت أم منة الى السيارة ونظرت الى سيف الذي يكاد يستشيط غيظا ولكن كبت غيظه بابتسامة مرسومة مزيفة وصعد هو الآخر الى مقعد السائق وانطلق سيف محركا السيارة باتجاه منزل منة 

لم تلتفت منة اليه طوال الطريق وكانت لا تشارك في الحديث الدائر بينه وبين والدتها الا اذا وجه أحدهما اليها سؤالا فقد تذرعت برغبتها بالنوم وألقت برأسها الى مسند المقعد خلفها مغمضة عينيها لترحل بالفعل في سبات عميق فهي لم تذق النوم بالأمس حيث خاصم النوم جفنيها وظلت ساهرة تفكر في حياتها المقبلة مع سيف وكيف تحد من غيرته الچنونية وحب التملك القوي لديه بينما طالعها سيف في مرآة السيارة الخلفية بنظرات متوعدة لتجاهلها له منذ مكالمتهما الهاتفية آخر مرة 
شعرت منة بشيء يداعب بشرتها الحليبية فأزاحته بيدها جانبا وهي تأفف من تلك الحشرة المزعجة التي أقلقت نومها ليعود ذاك الشيء لمضايقتها ثانية وبإلحاح مستفز رمشت منة بعينيها وهى تتذمر قائلة باعتراض واهن أضعف من مقاومة ذاك المتواجد بالقرب منها مطالعا إياها وكأنها الأميرة النائمة همست بصوت ضعيف
يوووه هش هش لتدغدغ أذنيها ضحكة رجولية خشنة فتحت منة عينيها دهشة ليقعا على عينين في لون الليل البهيم يطالعانها بشغف جعل الډم يسيل في أوردتها كالعسل الدافيء ولم تلبث أن انتبهت لتواجدها في سيارة سيف القابع امامها يداعبها بعينيه اعتدلت في جلستها ونظرت حولها قبل أن تستفسر وعيناها تفتشان هنا وهناك عن والدتها
ايه دا احنا وصلنا البيت ثم طالعته بإتهام يمور في عينيها اللوزتين وتابعت بلهجة لوم
ما صحتنيش ليه انتبهت الى المنديل الورقي الذي يحمله بيده فضيقت عينيها مواصلة هجومها
آه كان حلو انك تضايقني رايح جاي بالمنديل على وشي صح كان عجبك الموضوع مش كدا 
أجابها سيف وهو على وضعه المائل ناحيتها حيث كان نصف داخل السيارة والنصف الآخر خارجها فهو لم يستطع ايقاف نفسه وهو يراها تغط في سبات عميق فساعد والدتها على الصعود الى أعلى قائلا لها أنه سيلحق بها جالبا حقائبهما بعد أن يوقظ منة فانصرفت امها بهزة من رأسها مشددة عليه أنه سيتناول معهم طعام الغذاء 
أجاب سيف غامزا اياها بخبث
ما هو يا كدا يا اما كنت هصحيكي تمام زي الاميرة النائمة وعلشان احنا في الشارع ما عملتهاش أي نعم الشارع هادي ومحدش موجود دلوقتي لكن بردو دا بدل ما تشكريني انى طلعت محترم
وما انتهزتش الفرصة أجابت ساخرة بشكر مزيف
طاب يا سي محترم ممكن تبعد بقه علشان أنزل أجاب سيف ببراءة مزيفة
ما تنزلي هو انا حايشك ما انا بعيد أهو انا جيت جنبك ولا هي تلاكيك وخلاص مش فاهم أنا والله 
سكتت منة ناظرة اليه بنصف عين وهي ترغي وتزبد بداخلها ثم قالت بهدوء مصطنع من بين أسنانها المطبقة بقوة
هنزل بس ابعد انت بس شوية انا تخينة يا سيدي قلت ايه مش عارفة أنزل من النص شبر دامشيرة الى المساحة الضيقة التى لا تمرر عصفورا بجانبه أطلق سيف ضحكة عميقة وانتصب واقفا وهو يقول
ماشي يا منة هانم اتفضلي يا دبدوبة التخينة ما ان أفسح لها حتى خرجت مسرعة من السيارة واعتدلت أمامه واقفة قائلة بحنق
ولما أنا دبدوبة التخينة اتجوزتني ليه لم تترك له مجالا للرد وهمت بالسير لتلتف يده حول معصمها جاذب إياها لتقف أمامه ووجهه على بعد بوصات قليلة منها وأجاب ونظراته تشيع الفوضى في جميع حواسها
علشان بحبك فيكي تخينة بقه رفيعة طويلة قصيرة مش مهم المهم إنك منة حبيبتي وخلاص إضطربت من نظراته المغازلة وابهامه الذي يداعب ظهر يدها مثيرا فيها أحاسيس شتى وأجابت محاولة الهرب بنظراتها من أسر عينيه المشتعلتين
طيب ممكن بقه أمشي ماما اكيد مستغربة دلوقتي أحنا ليه ماحصلنهاش قال سيف بابتسامة جانبية وهو مستمر في مداعبته ليدها الناعمة كيد مولود صغير
لا مامتك عارفة ان ورانا مشوار هنعمله الأول على فكرة انا معزوم ع الغدا عندكم انهرده 
قطبت منة بحيرة سائلة
تشرف انما مشوار ايه وفين المشوار دا أجاب سيف وهو يبتعد عنها ليفتح باب السيارة الامامي داعيا اياها للجلوس بجواره
هتعرفي دلوقتي ممكن تدخلي بقه علشان نلحق مشوارنا انا انهرده واخده اليوم كله أجازة علشان نخلص المهمة دي 
انطلق سيف بالسيارة وبعد قليل أعادت منة سؤالها لسيف عن وجهتهما عندما أجابها بتلقائية
رايحين نشوف الشقة علشان ننزل نختار العفش
 

تم نسخ الرابط