رواية راائعة للكاتبة أروي مراد مكتملة ( أسرار عائلتي )
المحتويات
في الخلف فأومأت مريم موافقة وهي تحاول كتم ضحكاتها على نظرات رسلان الحانقةلهما بسبب إصرارهما على عدم جلوس إحداهما بالمقعد الأمامي ليأخذا راحتيهما بالحديث فبدا وكأنه سائقهما الخاص .
لم تنتبه بدور إلى نظراته أو ضيقه وسكتت ناظرة إلى الطريق عبر النافذة حتى بدأت تشرد في حياتها التي تغيرت فور ظهور أبيها وإختفاءخالها منها والقصة التي سمعتها من والدها والتي تشعر أن وراءها قصة أخرى فهي متأكدة أن والدتها لم تتزوج منه إنتقاما لأخيها كماأخبرها .. وما سيساعدها على معرفة الحقيقة الكاملة هو
_ انت عملت ايه في حكاية الست الي شبه ماما الي شفتها في المول
نظر إليها رسلان من خلال مرآة السيارة مجيبا بهدوء
_ عرفت اوصل للمكان الي هي ساكنة فيه بس لسه مشفتهاش .. هروح بكرة
قاطعته بدور صائحة بلهفة
سكت رسلان وحول نظره
إلى الطريق دون أن يجيب وكانت هي تنتظر إجابته بلهفة حتى قال أخيرا
_ هفكر .
جلست بجوار إبنتها وخالها حول مائدة الطعام بعد إصراره على تناول الغداء معهم أولا ثم المغادرة لتجهز نفسها للسفر .. إنتبه عبد الرحمنإلى غياب عائشة وياسين فتساءل بإستغراب
_ امال عائشة وياسين فين
_ بدور ورسلان كمان مختفيين .
_ رسلان اخد مريم وبدور معاه وقالي انهم هيتغدوا برا بس ياسين مقاليش حاجة .
وفور إنتهاء عبد الرحمان من إلقاء كلماته دخلت عائشة بهدوء وألقت التحية ثم جلست بجوار خالد ونظرت إليه نظرة فهم معناها فأومأ برأسهثم وقف وتحدث مخاطبا عبد الرحمن
عقد عبد الرحمن حاجبيه بإستغراب وقبل أن يسأل عما حدث وجد خالد يخرج من غرفة الطعام سريعا ومعه عائشة فشعر بالقلق على حفيدهولم يستطع أن يمد يديه إلى الطعام من قلقه .. لكنه إبتسم عندما عاد خالد بعد دقيقتين ومعه ياسين وعائشة وخلفهم آخر شخص توقعواقدومه شخص جعل عيني محمد تجحظان وهو يهمس
إبتسمت يمنى وهي تنظر إلى عبد الرحمن قائلة
_ ايه يا عمي هو أنا مش مرحب بيا هنا والا ايه
نظر إليها عبد الرحمن بغموض ثم هتف وهو يشير لها بالجلوس
_ لا ازاي يا بنتي اتفضلي .
حولت أنظارها على جميع من بالغرفة وخاصة بثينة التي حاولت تجنبها قدر المستطاع بإستغراب من تواجدها هنا .. جلس كل واحد بمكانهوجلست يمنى بجوار عائشة ثم بدؤوا في تناول الطعام في جو ساده التوتر بسبب ظهور طليقة محمد فجأة وتحديدا في نفس الوقت الذيحضرت فيه بثينة .
لعنها في سره بسبب ما فعله ظهورها به في لحظة غير مدرك لحالتها التي لم تكن أفضل من حالته فهي أيضا تشتاق إليه ورغم زواجهامن آخر إلا أنها مازالت تحتفظ بمشاعرها ناحيته وكان قرار ظهورها هذا نابعا من غيرتها التي لم تنتهي عليه من هذه التي تدعى .. بثينة !
حولت أنظارها إلى هذه المرأة التي كانت قبل سنوات شابة صغيرة تتدلل على حبيبها .. وعندما علمت بقدومها الآن لم تستطع منع نفسها منالمجيء لتضع لها حدا إن حاولت التقرب إليه ثانية .. لكنها كانت تبدو هادئة ولا يظهر بأنها تنوي على شيء على عكس إبنتها التي لاحظتيمنى نظرات الإعجاب التي كانت توزعها على شباب العائلة بما فيهم خالد وعدي وكذلك ياسين !
بعد إنتهائهم من تناول الغداء إختفى محمد من بينهم تماما تجنبا لمواجهتها وجلست يمنى مع إبنتها حيث الجميع وهي سعيدة لترحيبهمبها متناسين ما حصل سابقا .. إلى أن جاء موعد ذهاب بثينة والتي ودعت الجميع حتى إبنتها ثم خرجت من بوابة القصر لكن صوت يمنىالتي تبعتها أوقفها
_ استني .
إستدارت إليها بثينة بهدوء ثم قالت بإبتسامة
_ مش عارفة انت هنا ليه بس واضح انك لسه بتغيري على محمد مني حتى بعد إنفصالكم بس متقلقيش أنا مبقتش بحبه ولا بفكر في
قاطعتها يمنى قائلة بحدة رغم الراحة التي سيطرت عليها عند سماعها لكلماتها
_ أنا مش جاية عشان كده لان مبقاش في حاجة بيني وبين محمد .. أنا بس جاية أقولك اني مش
هسكت لبنتك لو فكرت تلف حوالين أولاديوالا جوز بنتي زي ما مسكتلكيش زمان .
تجاهلتها بثينة وهي تتابع طريقها لكنها في الحقيقة كانت قلقة وخائڤة من أفعال إبنتها .. بينما إستدارت يمنى إلى خالد الذي خرج خلفهاوهمست له بهدوء
_ روحني دلوقتي يابني ..
وقف بسيارته أمام منزل دينا لتنزل منها بدور ومريم بعد أن قضوا كامل اليوم خارج القصر فقد أخذهم بعد ذهاب مريم إلى المكتبة إلىمطعم فاخر لتناول الغداء ثم إلى البحر .. ولا ينكر أنه ورغم عدم حبه للخروج شعر بالسعادة لرؤية فرحتها ولتواجدها تحت أنظاره طوالالوقت .. لكن الرحلة إنتهت وعاد هو إلى القصر تاركا إياها مع مريم عند صديقتها .
دخلت الفتاتان المنزل بعد أن فتحت لهما علا الباب وأوصلتهما إلى غرفة هناء حيث تجلس هناك رفقة دينا وفور وقوع عين بدور عليها ركضتنحوها وهتفت بلهفة
_ كنت فين يا هناء دينا قالتلي انك كنت مختفية انت كويسة
نظرت إليها هناء بإستغراب ثم حولت أنظارها إلى دينا التي تنحنحت قبل أن تلقي عليهم ذلك الخبر
_ هناء فقدت الذاكرة يا بدور .
رفعت بدور رأسها إلى دينا وطالعتها پصدمة بينما همست مريم بعدم تصديق
_ فقدت الذاكرة ازاي وايه الي حصل
رفعت دينا كتفيها بجهل ثم قالت مخاطبة هناء وهي تشير إلى بدور
_ دي صاحبتي الي حكيتلك عنها والي جنبها دي أخت ابن مرات أبوها الاولى في الرضاعة .
أفاقت بدور من صډمتها ثم خاطبت هناء ثانية بتساؤل
_ يعني بجد انت مش فاكراني
أومأت هناء برأسها وبدأ الضيق بالظهور على ملامحها فحاولت دينا تغيير الموضوع قائلة بمرح عندما لاحظت قبول مريم وبدور لبعضهما
_ ايه ده هو انتو اتصالحتوا أخيرا
نظرت بدور إلى مريم ثم إبتسمت وأومأت برأسها فتنهدت دينا بإرتياح ثم أشارت لهما بالجلوس على السرير قائلة
_ اتفضلوا اقعدوا انتو لسه واقفين ليه
جلست كلتاهما ملبيتين دعوتها ثم بدأت دينا الحديث قائلة بعد أن لاحظت إحمرار وجنتيهما دلالة على تعرضهما لأشعة الشمس لفترة
_ هو انتو كنتو فين
_ كنا بنتفسح مع رسلان وأبشرك بدور قررت انها هتوافق عليه خلاص !
قالتها مريم بحماس فصححت بدور قائلة
_ أنا لسه بفكر ومخدتش قرار على فكرة !
نظرت إليهم هناء بعدم فهم فإنتبهت إليها دينا وشرحت لها بهمس
_ رسلان الي هو ابن مرات أبوها الاولى خطبها من اسبوع كده وهي لحد دلوقتي مش عارفة توافق والا لا .
أومأت هناء بتفهم ثم إلتفتت إلى بدور وتحدثت مخاطبة إياها
_ وانت مش موافقة ليه انت برضه بتحبي حد تاني
نفت بدور برأسها بينما تمتمت مريم بإستغراب
_ برضه
ثم إستدارت إلى دينا وأردفت بتوقع
_ لا تكوني انت بتحبي واحد تاني وعشان كده رافضة يامن
سكتت دينا ولم تجبها لكن هناء التي أومأت برأسها أكدت لها توقعاتها فتساءلت مخاطبة دينا
_ ويبقى مين حبيب القلب الي رافضة ابننا عشانه
تضايقت دينا وهي تشعر بالسخرية التي غلفت نبرة مريم لكنها أخبرتها بما أخبرت به هناء قبل قليل .. وعند إنتهائها هتفت مريم بحكمة
_ على فكرة ده ممكن يكون بيلعب عليك وحتى لو كان بيحبك بجد ممكن تكوني
بالنسباله مجرد حب مراهقة وتلاقيه دلوقتي نسيك .. والمفروض انك كواحدة عاقلة متضيعيش العريس المناسب الي بين ايديك عشان أمل ممكن يتبخر في لحظة لو عرفت مثلا انه متجوز .
أخفضت دينا رأسها متمتمة بصوت منخفض قليلا لكنه وصل إلى مسامعهم
_ بس أنا مش هعرف انساه واحب يامن ومش عايزة اظلمه معايا !
_ بس انت مش مدياه فرصة أصلا عشان يخليك تحبيه
قالتها بدور بإندفاع وشفقة على حالة إبن عمها لكن مريم قاطعتها بهدوء
_ على فكرة انت لو حاولت تنسي الواد ده وبطلت تتابعي أخباره وصوره على السوشيال ميديا هتنسيه بسهولة .
رفعت دينا رأسها إليها وتساءلت بتعجب
_ عرفت ازاي اني لسه بتابعه
تجاهلت مريم سؤالها وتابعت
_ انت مش بتحبيه أصلا انت موهمة نفسك انك بتحبيه .. حصلت معايا قبل كده لما كنت معجبة بصاحب أخويا لما كنت في تالتة اعدادي ولماقولت لصاحبتي اني بحبه قالتلي انه مجرد إعجاب مش حب واني هنساه بسرعة بس أنا فضلت معجبة بيه لمدة سنتين تقريبا لحد مااكتشفت اني مش بحبه فعلا واني كنت موهمة نفسي اني بحبه عندا في صاحبتي مش أكتر .
شردت دينا في حديثها قليلا حتى أفاقها صوت بدور التي أردفت
_ انت مش عايزة تعرفي يامن عرفك ازاي
تساءلت دينا بفضول
_ ازاي
_ لا ماهو مش أنا الي هقولك لو عايزة تعرفي إسأليه هو في الرؤية الشرعية .
ثم أضافت بحماس
_ هاا أقوله انك موافقة
فتحت باب غرفته فجأة وهي تصرخ
_ آآآدم !!
تفاجأت بصوت صراخه وصړاخ يامن الذي صدر منهما فجأة فعلمت أنهما كانا يشاهدان فلما مرعبا ودخلت هي في وقت مناسب جدا .. إبتسمت بتسلية ثم دخلت وإقتربت منهما قائلة وهي تخاطب يامن
_ عرفت اني
هلاقيك هنا .
تطلع إليها يامن بإستفسار فإبتسمت بحماس وأردفت
_ تديني كام
مقابل أحلى خبر هتسمعه في حياتك
_ حسب الخبر بقى .
قالها والإستغراب باد على وجهه فهتفت بدور بسرعة
_ دينا وافقت تديك فرصة .
رمش يامن بعينيه بعدم إستيعاب وقال وهو يضع يده خلف أذنه حتى يتأكد من أنه إستمع جيدا
_ قلت ايه معلش
إبتسمت بدور وهي تكرر ما قالته
_ قلتلك دينا وافقت تديك فرصة .
تسمر يامن في مكانه للحظات حتى إستوعب أخيرا وعيناه تتسعان شيئا فشيئا ثم صاح بفرحة وهو يقف مكانه
_ احلفي !
همست بدور وهي تحاول أن تكتم ضحكاتها
_ والله .
_ ده انا اديك حياتي كلها لو الخبر ده طلع صح !
انت هتعمل ايه ياض !
_ دينا وافقت يا آدم ! وافقت !
شعر آدم بالإختناق وحاول إبعاده عنه وهو ېصرخ
_ ابعد عني يخربيتك ھموت !
إبتعد عنه يامن أخيرا ثم أردف وهو يتجه للخروج من الغرفة
_ أنا هقول لبابا عشان يطلبها من خالها تاني !
إنتهى من كلماته وإختفى من تحت أنظارهما تاركا إياهما ينظران إلى إثره بقلة حيلة .. وسرعان ما
متابعة القراءة