رواية راائعة للكاتبة أروي مراد مكتملة ( أسرار عائلتي )

موقع أيام نيوز


إبنة أخته .
رفعت هناء حاجبيها متمتمة بإستغراب 
_ عريس وأنا فاقدة الذاكرة 
أومأ عامر بهدوء وقال وبصره مركز على ملامحها 
_ ايوه ايه المشكلة 
ظهر الضيق على وجهها ونفت برأسها هاتفة بإعتراض 
_ لا لا أنا مش موافقة .. مش عايزة اخد قرار مهم زي ده وأنا فاقدة الذاكرة .
_ ليه 
_ لان أفكاري ممكن تتغير لما الذاكرة ترجعلي وممكن أندم على قرار زي ده .

أومأ عامر بتفهم فزفرت هناء بإرتياح لكنها تفاجأت به يردف ببرود 
_ بس انت كده كده هتتجوزيه حتى لو بالعافية .
رفعت هناء بصرها إليه پصدمة بينما أردف عامر بحزن حاول إخفاءه 
_ متبصيليش كده أنا عايز مصلحتك يا هناء وانت مش هتقدري تفهميني لانك مش عارفة حاجة ولما ذاكرتك ترجعلك هتشكريني على انيغصبتك على الجوازة دي .
ألقى كلماته تلك ثم وقف مغادرا غرفتها في نفس الوقت الذي دخلت فيه دينا وإستغربت من وجود خالها هنا .. إنتظرت خروجه ثم أغلقتالباب سريعا عندما إنتبهت إلى ملامح هناء المصډومة وتقدمت منها متسائلة پخوف من أن يكون عامر قد أخبرها بما حصل لها قبل فقدانهاالذاكرة 
_ مالك يا هناء خالو قالك حاجة 
طالعتها هناء لثوان قبل أن تفيق من صډمتها وتهتف پغضب 
_ خالك عايز يجوزني ڠصب عني وأنا في الحالة دي يا دينا ! هو اټجنن والا ايه 
فتحت دينا فمها پصدمة لكنها سرعان ما تذكرت حديثه مع جدها في ذلك الموضوع وفكرت سريعا بأنهما قد إتخذا القرار الصحيح فهتفتبما جعل هناء تكاد تجن 
_ وايه المشكلة طيب 
صړخت هناء بنفاذ صبر 
_ يعني انت مش عارفة المشكلة فين يا دينا أنا فاقدة الذاكرة عارفة يعني ايه فاقدة الذاكرة 
تفهمت دينا ڠضبها فحاولت تهدئتها قائلة 
_ اهدي طيب انت وافقي على الخطوبة ولو خالو أصر انكم تكتبوا الكتاب على طول أنا هحاول اقنعه يأجله لحد ما تتقبلي الموضوع وممكنذاكرتك ترجعلك قبل كتب الكتاب .
_ ولو مرجعتش 
فكرت دينا قليلا ثم أجابت 
_ بصي انت حاولي تتفقي مع العريس ده انه ميقربش منك إلا لما الذاكرة ترجعلك وبعدها انت هتختاري تكملي معاه والا لا .
قوست هناء شفتيها بعدم إقتناع بينما أردفت دينا بثقة 
_ بعدين أنا متأكدة ان خالو مستحيل يغصبك على حاجة إلا لو كان متأكد انها لمصلحتك يعني اعملي الي قالك عليه ومتقلقيش ..
وقفت بالدراجة الڼارية أمام القصر ثم نزلت منها ونزعت الخوذة عن رأسها وهي تشعر بأنها تكاد تطير من السعادة التي تسبب فيها رسلانفي هذه الليلة .. إستدارت إليه فوجدته واقفا هو الآخر وهو ينظر إليها بإبتسامته التي عشقتها ثم قال وهو يقترب منها 
_ استمتعت 
أومأت برأسها إيجابا ثم أخفضت رأسها خجلا قبل أن تتفاجأ به يقبل جبينها بحنان ثم يبتعد عنها قائلا 
_ وأنا برضه إستمتعت اوي انت مش عارفة وجودك جنبي وقدام عيني يعنيلي ايه !
شعرت بدور بقلبها يكاد يتوقف بسبب سرعة خفقانه إثر تلك الكلمات التي ألقاها على مسامعها ولكن وقبل أن تبدي له أي ردة فعل سمعكلاهما صوت خطوات تقترب منهما فرفعا رأسيهما ليجدا آخر شخص تمنيا رؤيته في هذه اللحظة .
تجهم وجه رسلان عندما وقع نظره عليه وتمتم بضيق 
_ عايز مننا ايه يا فادي 
إبتسم فادي وهو يقف أمامهما إبتسامة لم يستطع أحدهما فهمها وقال 
_ جيت
اباركلكم على جوازكم .
رمقه رسلان بحدة منتظرا إكماله لكلامه عندما إختفت إبتسامة فادي وحل مكانها نظرة غريبة وقال 
_ متقلقش أنا مش هعمل حاجة وهسيبكم في حالكم بس كنت محتاج أتكلم معاكم في حاجة ..
_ تتكلم معاهم في ايه 
قالها أكرم الذي خرج للتو بعد سماعه لصوت الدراجة الڼارية وإستمع إلى جملة فادي الأخيرة فإلتفت إليه هذا الأخير ثم جال بنظره حولالثلاثة قبل أن يقول مخاطبا أكرم 
_ أنا جاي أقولكم الحقيقة كاملة ..
وقفت أمام المرآة تنظر إلى هيئتها بعد إرتداء ملابسها البسيطة والمحتشمة إستعدادا لمقابلة ذلك العريس الذي أجبرها عمها على مقابلته .. دخلت زوجة عمها في تلك اللحظة وإنتبهت إلى التذمر البادي على وجهها لكنها تجاهلت ذلك قائلة 
_ أخت العريس عايزة تتكلم معاك شوية اقولها تدخل 
طالعتها ملاك بإستغراب ثم أومأت برأسها بعد برهة من التفكير فخرجت بسمة من الغرفة وإنتظرت ملاك لثوان حتى تفاجأت ببدور تطلعليها ببسمة صغيرة وهي تهتف 
_ عروسة أخويا جاهزة 
دققت ملاك النظر إليها وهي تشعر بأنها رأتها من قبل وحاولت تذكرها لكن بدور إختصرت عليها عناء التفكير وأردفت معرفة بنفسها 
_ أنا بدور أخت الدكتور أمجد وانت شوفتيني معاه مرة فاكرة 
أومأت ملاك فور تذكرها لها متسائلة بغباء 
_ اها افتكرت بس انت بتعملي ايه هنا
إبتسمت بدور وهي تدخل الغرفة وهتفت بمرح وكأنها تحادث طفلة 
_ أنا لسه قايلالك عروسة أخويا يبقى أنا مين 
_ أخت العريس !
قالتها ملاك بعفوية فأردفت بدور بذات المرح 
_ وبما اني أخت الدكتور أمجد يبقى مين العريس
_ واحد من أخوات الدكتور أمجد !
طالعتها بدور پصدمة فإسترسلت ملاك بتبرير 
_ مانا مش هصدق يعني ان الدكتور أمجد هو العريس .
ضحكت بدور وهي ترى ملاك تنظر إليها بعدم إستيعاب وقالت 
_ بس هو العريس فعلا !
سكتت ملاك قليلا ثم تمتمت بهدوء 
_ هو والا مش هو ميهمنيش أنا مش عايزة اتجوز أصلا .
تساءلت بدور بإستغراب 
_ ليه 
إلتزمت ملاك الصمت رافضة الإجابة
على سؤال بدور فتنهدت هذه الأخيرة ثم هتفت 
_ أنا عارفة انك مش بتحبي تعملي صحاب ومش هطلب منك تقوليلي السبب بس أنا عايزاك تدي أخويا فرصة انه يسمعك .
_ انت مش فاهمة حاجة يا بدور أنا مش عايزة ادخل في علاقة مع أي حد مش بس اعمل صحاب أنا ٱسفة .
وقفت ملاك عند إنتهاء كلامها وهي تتجه خارج الغرفة عندما إستمعت إلى نداء زوجة عمها لها فسارت بدور خلفها بعد أن تنهدت بإستسلاموقررت ترك الباقي لأمجد لمحاولة إقناعها .
كانت تجلس أمامه بصمت كما كانت منذ دخولها وتقديمها للمشروبات تستمع إلى الحديث الذي كان يدور بين عمها والضيوف بعدم إهتمامفهي تنوي الرفض منذ البداية .. وبقيت على ذلك الوضع حتى بعد خروجهم وتركها رفقة أمجد لوحدهما لكن هذا الأخير قطع هذا الصمتوتنحنح قائلا 
_ عاملة ايه يا ملاك 
أجابت ملاك بهدوء 
_ الحمدلله يا دكتور .
_ دكتور ايه خلاص ده كان زمان أنا دلوقتي أمجد بس !
قالها أمجد محاولا خلق بعض المرح في حديثهم لكنه وجدها تتجاهل كلامه مردفة 
_ أنا آسفة يا دكتور بس أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي وعمي هو الي أجبرني اقابلك ..
تفاجأت به يحافظ على مرحه قائلا 
_ كملي طيب .. بعدها هتقوليلي انك لما عرفت ان العريس هو أنا قررت توافقي .
قال الأخيرة بغرور مصطنع فرفعت ملاك حاجبيها بإستنكار بينما تغيرت تعابير أمجد إلى الجدية فجأة وأردف بتساؤل 
_ صليت إستخارة 
طالعته بإستغراب ثم نفت برأسها فقال 
_ طب هسمع ردك لما تصليها بقى .
كاد ينادي والده وجده بعد إلقائه لتلك الكلمات لكنه وجدها تهتف سريعا 
_ انت هتتعب معايا اوي يا دكتور صدقني !
نظر إليها أمجد بإستغراب فإسترسلت ملاك حديثها قائلة 
_ أنا عندي عقد نفسية معرفتش اشيلها وهتعبك معايا اوي .. كفاية اني السبب في م وت ماما وبابا .
قالت جملتها الأخيرة بصوت منخفض لم يصل إلى أمجد ثم رفعت بصرها إليه فوجدته ينظر إليها بملامح عادية ثم يقول بهدوء 
_ وأنا مستعد ابقى الدكتور النفسي بتاعك واسمعك واحاول اشيل معاك العقد دي .
وقبل أن يسمح لها بالرد أو الإعتراض كان يسترسل بنفس النبرة 
_ صلي إستخارة يا ملاك ولو مرتحتيش ساعتها يبقى من حقك ترفضي ..
بعد عودتهم إلى القصر جلس أمجد مع بقية أفراد العائلة بجسده بينما كان عقله شاردا في حديث ملاك يفكر فيما يمكن أن يكون قد حدثلها ليترك في نفسها عقدة تمنعها من الدخول في أي علاقة كانت سواء علاقة صداقة أم زواج .
أطلق من بين شفتيه تنهيدة طويلة ثم تابع الحديث الذي يدور حوله والتي فتحته براءة موجهة حديثها إلى والدها 
_ عمو رسلان اتجوز خلاص وعمو أمجد كمان هيتجوز وانت وعمو أدم هتتجوزوا امتى 
نظر إليها أدهم بحاجب مرفوع وعلق آدم على حديثها ساخرا 
_ انت هتاخدي دور جدو في الموضوع ده والا ايه 
أجابته براءة بعفوية 
_ لا بس بابا وعدني انه هيتجوز سرين وأنا اتحمست
شوية .
رفع أدهم كلتا حاجبيه پصدمة ثم صاح مكذبا إياها 
_ أنا وعدتك الكلام ده حصل امتى 
رفعت براءة كتفيها قائلة 
_ لما قولتلك صالحها واتجوزها عشاني ساعتها قولتلي انك هتفكر في الموضوع ده بعدين .. وبعدها معاملتك اتحسنت معاها لما اشتريتلهاالفستان الي عجبها وعرفت انك وافقت .
_ أولا أنا كان قصدي اني هفكر في موضوع الجواز والبنت الي هتجوزها مكنتش قاصد سرين .. وبعدين تعالي هنا انت عرفت منين انياشتريتلها الفستان 
وقبل أن تجيبه براءة كانت بدور تتدخل في الحوار متسائلة بدهشة 
_ انت بجد عايز تتجوز سرين يا أدهم 
نفى أدهم برأسه سريعا مرددا 
_ محصلش والله انت هتصدقيها !
_ وهي هتكدب ليه في موضوع زي ده 
_ هي مكدبتش هي بس فهمت الموضوع غلط .
تمتم أدهم بتذمر وهو يرى الشك في عيني بدور لكنه تفاجأ بأحد يضرب كتفه بخفة قائلا 
_ انت مكسوف كده ليه يابني قول بس انك عايزها وأنا اخطبهالك بكرة لو عايز .
إستدار أدهم إلى والده الذي كان يحدثه بإبتسامة جادة وحاول الإعتراض لكن براءة
قاطعته وهي تصرخ بحماس 
_ ايوة يا جدو خلينا نروح بكرة !
حاول أدهم الإعتراض للمرة الثانية لكن بدور هي من قاطعته هذه المرة مخاطبة إياه 
_ نصيحة مني يا أدهم متفكرش لانها مش هتوافق .
_ ومتوافقش ليه ان شاء الله أنا مفيش حد يرفضني !
صاح أدهم بإستنكار وغرور فقلبت بدور عينيها وأجابت 
_ بإختصار كده لانك مش نوعها المفضل .
لم ينل حديثها إعجاب أدهم عندما فهم بأنها تقصد أن هناك من هو أفضل منه في نظر سرين فتحدث بعناد 
_ طب ايه رايك بقى اني هتقدملها وهتوافق !
رفعت بدور حاجبيها بدهشة ثم إبتسمت قائلة 
_ هنشوف .
في صباح اليوم التالي إستيقظت بدور بكسل بسبب سهرها طوال الليل وهي تشاهد صور عقد قرانها مع رسلان كما أصبحت تفعل كلليلة .. أخذت حماما سريعا وإرتدت ملابسها ثم نزلت إلى الدور الأرضي بحماس فاليوم هو الجمعة وهي تمني نفسها بأن تقضي معه ولوبعض الوقت على إنفراد .
لكن حماسها تلاشى سريعا وهي تدخل قاعة الجلوس لتجد جميع الخادمات بالقصر تقفن أمام عبد الرحمن جنبا إلى جنب كفتيات صغيراتتنتظرن سماع العقاپ الذي سيلقيه عليهن والدهن.
إقتربت بدور من أمجد والذي كان يجلس ويراقب الوضع في صمت كما يفعل الجميع وسألته بهمس 
_ هو في ايه 
وضع أمجد سبابته أمام شفتيه ثم أشار
 

تم نسخ الرابط