رواية راائعة للكاتبة داليا الكومي مكتملة ( غيوم و مطر )

موقع أيام نيوز

 


في ۏجع فريده وليس فقط لمجرد جملتها المتسرعة التى نطقتها اليوم بدون تفكير ...لا هى شاركت في ذبحها منذ سنوات ...ذبحتها اثناء خطبتها القصيرة لعمر في كل مرة كانت تراها غير سعيدة وتحبس دموعها ولا تتدخل لمساعدتها وانهاء تلك المهزلة لكنها كانت تريد مشاركة عمر لهم في الحمل فتعلقت بالزواج كأنه القشة التى سوف تنقذها من الڠرق ...كانت تظن ان حب عمر لفريده سيكفيها ولذلك تغاضت عن عدم سعادتها املا في تحسن الامور ..ذبحتها ايضا في كل مرة اتخذت موقفا سلبيا وتركتها تسيء الي نفسها قبل الاساءة الي عمر اثناء فترة زواجهما ...نعم هى المذنبة الحقيقية في تعاسة فريده ... حملتها فوق طاقتها بزواج لاتريده ثم تخلت عنها بعد هذا الزواج ... كانت تري الحواجز التى تبنيها فريده حول نفسها ولم تتدخل لاعادتها الي صوابها.. فريده لم تدخل قوقعتها بعد الطلاق لا بل دخلتها قبل ذلك بكثير ابنتها ضحت بنفسها من اجل احمد ومحمد وهى قبلت بالټضحيه بكل سهولة 

والآن فريده وحدها
تدفع

الثمن فحتى عمر لملم شتات نفسه وتماسك مجددا لكن فريده للاسف اصبحت كالكتلة الهشة ...لا عجب في انها تريد الهرب بعيدا ولكن لو نفذت قرارها بالرحيل فستفقدها للابد ...اه لو تعطى لنفسها فرصه وتفكر جيدا في الزواج من عماد ...انه شاب ممتاز ظاهريا لو فقط تعطيه بعض الوقت ليظهر داخله فلربما يثبت انه جدير بها لكنها للاسف تعلم جيدا ان فريده تحب عمر وانها ما ان فقدته حتى علمت انها خسړت حبا لن تعوضه مهما عاشت من عمر ...الامور تزداد تعقيدا وعودة عمر حركت الماء الراكد ففاحت كل الروائح من جديد ...انها ستظلم فريده في كل الاحوال سواء بموافقتها علي سفرها أو رفضها له ...فهى مجبرة علي الاختيار بين ارسال فريده الي المنفي وبين جعلها تعيش في البؤس والعڈاب وهى تشاهد عمر في حياته الجديدة ...ادركت جيدا انها ضعيفة ولن تشكل الدعم اللازم لها وبكائها بالامس مع والدتها شريفه جعلها ترتاح قليلا ... فهى قررت تسليم الحمل لشريفه ... ظلت تبكى علي كتف والدتها لساعات وحينها شاهدت بريق الحياه يدب فيها واخبرتها انها ستتولي ادارة الامور مجددا تنسحب من حياة ابنائها وتعجز عن
ادارتها وتلجأ لطلب المساعدة من الاخرين ...لكن هذا افضل من استمرارها في هدم حياة فريده لكنها لم تكن تتوقع أن تقسي شريفه علي فريده هكذا ... اجبارها علي قبول دعوة نوف كان اكبر من احتمالها فاڼهارت فريده بعدما ضغطت علي اعصابها بقوة ... لكنها للاسف لم تكن تستطيع الرفض بدون أن يعلم الجميع انها مازالت تحمل المشاعر لعمر... بدأت تعيد كلام محمد الخاص باحتمالية مرض فريده في ذهنها ... يا الله هل القدر سيكون قاسې ويكرر محڼة سنوات عمرها مجددا ... هى بحاجه للتحدث مع محمد لكنه تعلل بالاجهاد ونام علي الفور ...ثم لماذا هذا القرار الغريب الدى قررته والدتها عندما طلبت من عماد أن يطلب يد فريده من عمر ... لولا انها مدركة من رجاحة عقل والدتها لكانت شكت انها لربما اصابها بعضا من امړاض كبر السن كالخرف مثلا لكن لا فعقل والدتها موزون تماما وهى تعلم انها واعية تماما لكل كلمة تقولها وتعي الغرض منها ... حينما انهكها التفكير توضئت وصلت بخشوع صلاة الاستخارة وفوضت امرها الي الله كما تفعل دائما....
.
الانثى ستظل انثى خاضعة مهما حصدت من شهادات ...علي الرغم من بداية استقلال فريده النفسي والمادى الا انها اجبرت علي الخضوع ومقابلة العريس الذى رفضته مرارا ...قاومت بشدة ورفضت لكن رفضها قوبل بالاستنكار ...والدتها كانت صارمة وهى تخبرها ...
فريده انتى مطلقه ... يعنى رفضك الغير مبرر مش في مصلحتك ...انا مش هجبرك تتجوزيه لكن علي الاقل هستخدم سلطتى معاكى واجبرك تدى نفسك فرصه وتشوفيه يمكن ترتاحى له ...العمر بيجري يا فريده وانا مش هعيش للابد ... عاوزه اطمن عليكى قبل ما اموت ..اطمن انك محمية ومحبوبة وعايشة سعيدة مع راجل يحبك ويحميكى ....احنا وافقنا نقابل الراجل ... عاوزه تطلعينا عيال ادامه ... جهزى نفسك هتقابليه بكره لما يجى يتقدم وبعد كده خدى وقتك في التفكير براحتك ....
حبست دموع القهر ...ربما لو فقط لم تشترط جدتها ذلك الشرط المستحيل لكانت اذعنت لرغبتهم ووافقت علي رؤيته ومن ثم تتعلل بأي شيء وترفضه لكن معرفتها انه سيطلبها من عمراربكتها للغاية ...وموافقة عمر علي طلب جدتها قټلتها في الصميم ...الموقف المستحيل يذهب عقلها ويجعلها علي وشك الفقدان الكامل لعقلها...عماد سيطلب يدها من عمر وعمر سيطلب منه مهلة للتفكير .... ثم سيسألها بكل برود عن رأيها بل ولربما سيحاول اقناعها بالموافقة....هل لو بكت حينها أمامه سيفهم عڈابها أم سيزيد في اذلالها ...
انها مجبرة علي البقاء في المنزل طوال الوقت فهى الآن في فترة الاجازة التى تفصل بين النيابة والترقية هى
 

 

تم نسخ الرابط