رواية لحم ني كاتبة / ميمي عوالي
غادة اترعبت من منظر دولت ومنظرها فصعبت على ابراهيم اللى قال: دى فلوس مكافأة الخدمة بتاعة عمى الله يرحمه.. بابا كان عاملهملها وديعة ومدتهم خلصت الاسبوع اللى فات
دولت: انا اول مرة اسمع الكلام ده، وابوك كان مفهمنى ان عمك مالوش مكافأة عشان م١ت وهو لسه فى الخدمة ومالوش غير معاشه
و بعدين قالت بتفكير: وانا اللى استغربت لما لقيتهم بيقولولنا على المكافأة بتاعة ابوكم، قال وانا زى الهبلة فكرت ان القوانين اتغيرت، طب كان مخبى عليا ليه
رجعت بعينيها لغادة مالقتهاش ولا لقت علية، ولقت ابراهيم بس اللى قاعد مكانه فقالت له: انت كنت عارف بالوديعة دى
دولت بغيظ: والوديعة دى كانت فيها مبلغ كبير
ابراهيم: ما اعرفش، ممدوح بس اللى كان مع غادة وهم بيستلموها
دولت: وباعت الاساور الدهب
ابراهيم: لا، قالت انهم عاجبينها وسابتهم معاها
دولت بغل: ماشى.. هانت
ممدوح كان فى شقته متضايق جدا من كلام وتصرفات مامته، وبعد شوية سمع صوت جرس الباب، راح يفتح لقاها قدامه وشايله فى ايدها طبق فيه من الاكل اللى جابوه وقالت له: رغم انى زعلانة منك بس ماهانش عليا اسيبك من غير اكل، خد كل ياللا
دولت بتصميم: كل دلوقتى قبل ما يبرد ومايبقالوش طعم، ومش لازم تبقى على طول واقف قصادى كده
ممدوح وهو بيرفع ايده بكوباية القهوة: انا بشرب قهوة، يعنى خلاص معدتى قفلت دلوقتى، شوية كده هبقى ااكل
دولت: ليه خبيتوا عليا موضوع الوديعة بتاعة غادة
ممدوح بامتعاض لانه ماكانش عاوزها تعرف لمجرد وجع الدماغ: انا ماخبيتش حاجة يا ماما، انا اتفاجئت بالاستاذ بلال بيعرفنى وقت وفاة بابا الله يرحمه، وانا شبه نسيت بعدها لحد ماهو برضة كلمنى يفكرنى من اسبوع فات عشان معادها جه
دولت: وماقلتليش ليه الصبح
ممدوح: لانه موضوع مايخصنيش
دولت: ازاى مايخصكش، الفلوس دى احنا لينا فيها وابوك داراها عنى عشان ما اقولهووش الكلام ده
ممدوح: فلوس ايه دى اللى لينا فيها
دولت: الله.. انت مش لسه الصبح كنت بتقوللى ان عشان ابوك م١ت فى الخدمة يبقى المكافأة بتاعته دى ورث وبتتقسم بالشرع
ممدوح باستغراب: ايوة
دولت: وبرضة مكافأة عمك ورث ولازم هى كمان تتقسم بالشرع، وعمك ماكانش عنده ولاد غير غادة، يعنى ابوكم من حقه يورث معاها.. صح واللا غلط
ممدوح بفهم: امممم، صح طبعا
دولت: يبقى لازم الفلوس دى تتقسم بينها وبيننا
دولت بغيظ: ليه بقى
ممدوح: لان بكل بساطة صاحب الحق فى الورث ده واللى يبقى بابا الله يرحمه اتنازل عن حقه بنفسه بكل ارادته فى حياة عينه لغادة، فمش من حق حد فينا انه يطالب بيه دلوقتى
دولت بحدة: انا اطالب بيه
ممدوح: هتطالبي بيه مين بس
دولت: هطلبه منها وهى ملزمة تديهولى
ممدوح بغضب: هو انتى مافيش فايدة.. مش عاوزة تسيبيها فى حالها ليه انا عاوز افهم
دولت: حقنا وورثنا وعاوزينه.. فيها ايه دى
ممدوح بزهق: مابقاش حقنا خلاص، لان صاحب الحق اتنازل عنه
دولت: طب ابوكم كان اهبل
ممدوح: يعنى انا اهبل عشان سيبت نصيبى فى المكافأة ليكى انتى واخواتى
دولت بكبر: دى حاجة ودى حاجة
ممدوح بحزم: هى هى يا ماما، ومالناش اى حق فى مليم واحد من الفلوس دى، وارجوكى كفاية مشاكل لحد كده
دولت وهى رايحة ناحية الباب: ماشى يا ممدوح، براحتك
تانى يوم الصبح، ممدوح اخد علية ونزلوا مع بعض راحوا على الجريدة اللى طلعت فعلا قدام العمارة اللى فيها شقة ممدوح، يعنى يادوب عدوا الشارع
اخدها وطلعوا على مكتب رئيس التحرير وطلب من السكرتيرة انها تديله خبر بوجودهم، وبعد دقيقة واحدة دخلوا له وممدوح بيقول بابتسامة عريضة: اظبط ساعتك علينا.. فى المعاد بالثانية
الاستاذ سامى واللى عمره ناهز الخمسين وقف فى مكانه وقال بابتسامة: اهلا ممدوح.. فعلا فى معادك
ممدوح سلم عليه وشاور على علية وقال: ودى تبقى علية اختى اللى كلمتك عنها
سامى بترحاب: اهلا يا استاذة علية.. ان شاء الله تنبسطى معانا
علية: متشكرة اوى واتمنى انى اقدر اقدم اضافة للجريدة
سامى: انتى اكيد عارفة ان مهنتنا مافيهاش وسايط، وبعدين كمل بمرح وقال.. بس هنعتبر انك حالة خاصة
علية كشرت وبصت لممدوح اللى ضحك وقال: يابنتى ماتقفشيش كده، الاستاذ سامى قرا كل مقالاتك بتاعة جريدة الجامعة وعشان كده وافق على شغلك معاه
علية قالت لسامى بفضول: احلف.. عجبت حضرتك بجد
سامى: طالما فينا من حلفان.. يبقى لأ
علية بصد@مة: لأ ايه.. ماعجبتكش
سامى بضحك: انتى طلعتى خفيفة اوى، انا اقصد انى شفت منهم ريبورتاجين بس، لكن ناجى بقى هو اللى شافهم كلهم وقال عليكى موهوبة..
يتبع ……….
الي اللقاء في الفصل السادس 👏❤️