رواية راائعة للكاتبة مريم غريب مكتملة لجميع فصول.... (فردوس للشياطين )
كل هاجة حاجة أصلا ..
ضحك سفيان و قال
طيب خلاص كفاية دلع أحسن مش هخليكي تتحركي من جمبي إنهاردة .. يلا أقعد إفطري و سامح علي وصول هياخدك و يوصلك و يرجعك كمان بعد ما اليوم يخلص لحد ما أجبلك عربية بسواق
إبتسمت ميرا و شدت لنفسها كرسي و جلست بجواره بدأت تأكل ... و بعد قليل لاحظت أمرا
فنظرت لوالدها و قالت بإستغراب
هي فين أنطي وفاء !
سفيان و هو يقرب فنجان القهوة من فمه
عمتك صحيت من بدري و راحت النادي . مش هتتأخر قبل ما ترجعي إنتي هتكون هنا
و دق هاتفهه في هذه اللحظة ...
ده سامح .. قالها سفيان و هو يلقي نظرة علي الشاشة المضيئة ثم نظر لإبنته و أردف مبتسما
كان سامح ينتظر ميرا بسيارته .. عندما تلقي إتصالا من وفاء
تآفف بضجر و رد بإقتضاب
ألو !
أيوه يا وفاء .. خلاص عرفت إنك وصلتي .. أنا بوصل ميرا للمدرسة .. لأ ياستي مش هتأخر .. مسافة السكة و جايلك
يلا باي .. و أغلق الخط و هو يزفر بضيق
وجد ميرا تخرج من باب المنزل و تتجه نحوه باسمة
رد لها الإبتسامة و مد يده ليفتح لها باب السيارة
صعدت بجواره و هي تقول بنبرتها الناعمة
Good Morning سامه سامح !
سامح صباح الفل يا قمر .. ها عاملة إيه إنهاردة
سامح و هو يشملها بنظرات الإعجاب
كويس طبعا . طول ما أنا شايفك ببقي كويس
ميرا بإبتسامة شكرا
سامح العفو يا حبيبتي . جاهزة لأول يوم في الدراسة
ميرا بحماسة كبيرة
أوووي . Im Ready جدااا
و أثناء حركتها تهدلت خصلة أمامية علي وجهها ليسبقها سامح و يمد أنامله ليرفع الخصلة خلف أذنها ..
تلكأت حركاته متعمدا و لكن ميرا لم تظن به سوءا بل أبقت علي إبتسامتها الرقيقة بينما كان يمسد علي وجنتها الغضة المخضبة بالحمرة الطبيعية
كاد يستغرق في الأمر لولا رائحة الخطړ التي تسللت إلي حواسه ...
طيب .. نتحرك بقي . إربطي الحزام يا ميرا
إنصاعت له و أحكمت ربط حزام الأمان
ليأخذ نفسا عميقا ثم ينطلق بإتجاه المدرسة الخصوصية ...
في منزل يارا ...
كانت نائمة في غرفتها و الهاتف لا يكف عن الرنين .. تآففت بضيق شديد و أمسكت به
كان أحمد إبن خالتها و مشروع خطيبها الإجباري ..
حسبي الله و نعم الوكيل ! .. قالتها يارا بلهجة ناعسة و ضغطت بقوة علي زر الرفض
ثم عادت إلي النوم ..
و هكذا دواليك ظل الهاتف يرن بإلحاح مرة تلو المرة تلو المرة .. حتي فاض بها
ألوووووو يا زرل إنت
إيه الزن ده عايز مني إيه علي الصبح يا صايع يا سمج . ما تروح تنام و لا شوفلك مصېبة تعملها . أنا زهقت منك يابني آدم ماسكة نفسي بقالي كتير و سايباكوا تهروا في الحوار المقرف ده بس خلاص أنا جبت أخري
مش هتجوزك . سآاامع يا حيوآااان يا بتاع البنات إنت مش. هتجوووووووزك
يا ساتر يا رب ! .. قالها صوت مختلف تماما
لتنتفض يارا معتدلة و تنظر إلي الرقم و هي تفرك عينيها بقبضتها ..
كان غير معنون بإسم ... فوضعت الهاتف علي أذنها ثانية و ردت بتلعثم
آ آا . م مين معايا !!
المتصل أكيد مش إللي مزعلك و هبيتي فيه من شوية
إلا صحيح مين الرزل السمج بتاع البنات ده إللي قولتي مش هتتجوزيه !!
كررت يارا و قد بدأ القلق يساورها
مين معايا
سمعته يتنهد ثم أعلن بصوته القوى الجذاب
سفيان .. سفيان الداغر يا أنسة يارا ........... !!!!!!!!!!!
يتبع ...
89
كان بعض الطلاب قد بدأوا يصلون ... عندما أوقف سامح سيارته أمام بوابة المدرسة الخصوصية
كانت أقرب إلي مشروع إستثماري بحداثة إنشائها و فخامة بنائها بدت مثل مجموعة من البيوت المتشابهة تحيط بها الأشجار و الأجمات الخضراء
ينظر سامح إلي ميرا ليجدها متوترة الأعصاب فقال بإبتسامة
إيه يا ميرا ! شكلك بقي Nerves كده ليه
فين حماستك !
نظرت ميرا له و قالت مغالبة توترها
مافيش هاجة حاجة يا سامه سامح . Im Fine Dont worry !
سامح بلطف عموما أنا هبقي معاكي خطوة بخطوة . لو حصل معاكي أي حاجة كلميني هتلاقيني قدامك في خمس دقايق بالظبط . و كمان أول ما تخرجي هكون مستنيكي هنا في نفس المكان
ميرا بإبتسامة رقيقة
شكرا .. أوك . أنا هانزل Now
مد سامح و قال
خلي بالك من نفسك !
نظرت ميرا إلي و عقدت حاجبيها بغرابة ليتركها سامح فورا و يعتذر بإرتباك
Sorry كنت بودعك بس . و معلش أنا نسيت قواعد أوروبا No touching . أنا ضايقتك
ميرا لأ أبدا . مش مضايقة
إنت مش شخص غريب يا سامه سامح
Youre my fathers friend .. و إبتسمت مؤكدة
رد لها الإبتسامة و قال
طيب يلا . إنزلي عشان ماتتأخريش
ميرا باي
سامح باي . مع السلامة
و نزلت ميرا من السيارة و هي تعلق الحقيبة علي كتفها ..
راقبها سامح و هي تمر عبر جهاز كشف المعادن حتي ولجت إلي الداخل و إختفت عن ناظريه
تنهد بعمق ثم شغل محرك سيارته و إنطلق شاعرا بالكدر إلي شقته السرية حيث يقابل وفاء خلسة بها كلما سنحت الفرصة ...
ها هي تكرر نفس موقفها الغبي مرة أخرى و تذهب إليه بقدميها ...
و كأن قوى خفية في صوته و إسلوبه أجبرتها علي القيام
إبتلعت يارا ريقها بصعوبة و هي تقف أمام هذا المطعم المشهور تنظر من خلال الألواح الزجاجية إلي مضيفها الجالس علي طاولة صغيرة بمفرده
رأته هادئا يحتسي كوب قهوة ببطء و تلذذ واضح .. رغم أنها تأخرت عن الميعاد نصف ساعة تقريبا و لكنه بدا مسترخيا غير عابئ بتأخيرها المتعمد
و أخذت نفس عميق ثم مشت صوب باب المطعم ...
كان سفيان يضع عندما شعر بظل .. تطلع ليستكشف ماهيته فوجدها أمامه
هكذا يراها مثالا حيا
أهلا أهلا . يا صباح الخير يا أنسة يارا ! .. قالها سفيان مرحبا
و قام ليصافح يارا التي إبتسمت بتردد و قالت
صباح النور يا سفيان بيه . إزي حضرتك
سفيان أنا تمام الحمدلله . نعم ربنا مالهاش أخر .. إتفضلي إقعدي ... و أشار لها نحو الكرسي المقابل له
شدت يارا الكرسي و جلست بتمهل
جلس سفيان هو الأخر و واصل نظراته المتبجحة فيها كان يتفرس في كل شئ
و هنا ضړبت الطاولة بكفها لتدرء تلك النظرات عنها ثم قالت بإبتسامة صفراء
خير يا سفيان بيه .. حضرتك طلبت تقابلني و أديني قدامك أهو . خير !!
نظر سفيان في عيناها و إبتسم قائلا بنبرته العذبة
خير . كل خير يا أنسة يارا .. الأول تشربي إيه
يارا ممكن عصير فراولة
إستدعي سفيان النادل و أسند له طلبها ثم عاد لحديثه معها ..
سفيان أنا كنت قايلك عايزك عشان نكمل كلامنا في مسألة التحقيق
يارا ده صحيح !
سفيان بإبتسامة معابثة
بصراحة ده ماكنش هدفي خالص .. أنا كنت عايز أشوفك و أتكلم معاكي بعيدا عن قضية عمي نهائي لإن دي