رواية راائعة للكاتبة امل نصر مكتملة لجميع الاجزاء ( عينيكي وطني وعنواني )

موقع أيام نيوز

زي ما انتي شايفة كدة حلوة ومش باين عليها سن دا اللي يشوفها وهي واقفة مع خالتي سميرة يديها هي السن الاصغر دا غير انها متحامية بولادها الرجالة اللي بكرة يورثوا الجمل بما حمل مع بنات سميرة وتطلعي انتي من المولد بلاحمص لو ماخلفتيش عيل يشاركهم في الورث 
هبط قلبها بداخل وهي تتخيل سيناريو ما سيحدث بعد ۏفاة زوجها من زهيرة وابناءها الكارهين لوجودها من الأساس فتعود هي لحياة الفقر والعوز مرة أخرى! استفاقت من شرودها على صوت رجاء والدة سحر وهي تهتف على أبراهيم الجالس بجوار السماعات
في إيه ياعم هيما ماتشغلنا أغنية فرايحي خليها تفرفشنا كدة وتهيصنا عايزين نرقص دا احنا في فرح ياحبيبي 
من عنيا ياخالتي رجاء أحلى اغنية لأحلى رجاء 
بعدها بقليل 
جلس علاء بجوارها على اريكة ضمتهم هما الأثنان فقط ليلبسها خاتم زواجه بها ومعها محبس اخر من الذهب و أسورة جميلة زينت رسغها ليصدح صوت الزغاريد من النساء والفتيات التي اللتفت حولهم يشاهدن ويلتقطن الصور لهم بفرح تحول لهمهات منبهرة لرؤيته وهو يقبل كفها دون ان يأبه بهم ولا لخجلها الذي انعش قلبه بالفرحة بها أكثر اقبلت عليهم سحر وخطيبها رمزي بالتهنئة والتعارف مع علاء واللتقطت بعض الصور الجميلة لأربعتهم مما اثار غيرة حسين الذي سحب شروق من يدها لينحشرا بجوارهم على الاريكة مما أثار امتعاض علاء الذي كشړ بوجهه لهم فبادله حسين النظرة بكل برود وفاجأه بقلبة سمجة على وجنته مسحها علاء بقرف فانطلقت ضحكات شروق بقهقه هي والفتيات أصدقاءها والمدعوين وازدادت اللحظات الجميلة لتسجلها عدسات الكاميرات فتجفلهم سميرة فجأة برشة من الملح منعا للحسد تسير امتعاض الجميع وثناء زهيرة التي كان قلبها ينبض بسرعة خوفا من كم الفرح الكبير الذي أتى بعد سنوات طويلة عجاف 
تحول وجه حسين فجأة وهو يومئ بعيناه لعلاء نحو مدخل الباب ويهمس
دعيته ليه ياعلاء احنا مش قولنا قاعدة عالضيق وخلاص
أجفل علاء لحدة شقيقه فرد بدهشة هامسا هو الاخر
وافرض عالضيق ياحسين مدعيش انا بقى صاحبي
حاول التماسك وهو علاء يهنئه الإبتسامات ليخفى بها اشتعال من الداخل لقد فاجأه علاء حينما هاتفه في الظهيرة يخبره بعقد قرانه هو
واخيه على الشقيقتان كالعادة ذهبت لغيره ولم يجد الفرصة للتقرب منها كالعادة حظه العسر يحول

بينه وبينها وكالعادة يكبت مشاعره من داخله ليظهر العكس في الظاهر
دلف حسين يشاركهم الرقص مع شروق واشتعلت الأجواء حتى انهم سحبوا سميرة وزهيرة أيضا التي كانت تتمايل بخفة لظروف مرض ظهرها وعظامها بعبائتها التركواز وكأنها عادت طفلة صغيرة وقد خففت الفرحة عنها المها وتعبها غافلة عن اعين أدهم المصري الذي ارتكزت أبصاره عليها بحسرة وندم انسته طعم الفرحة بزواج أبناءه الاثنان 
اما نيرمين فكان بداخلها بركان يغلي من التجاهل وهي تشعر بقزمها وضالتها بينهم علاء الذي تمنته حتى المۏت وهو لم يعيرها ادنى اهتمام ها هو الان يرقص مع هذه الفتاة القصيرة بفرحة لم ترها على وجهه طوال سنوات معرفتها به حسين وهو يراقص شروق وعيناه تحاصرها ولا ترى غيرها وكأنها قطعة منه مشاعر جميلة حرمت منها وضاعت سنين عمرها بين شقاء في العمل وعلاقات خفية مع اشخاص استغلوها فيرحلوا بعد أن تنتفي حاجتهم منها ثم الزواج برجل بعمر اباها وقد ظنت ان الدنيا فتحت لها ابواب الهناء وها هو ايضا يبدوا انه قد مل منها حتى سعد الذي لطالما كرهته وکرهت علاقتها به 
لم يكلف نفسه حتى النظر اليها وكأنها ليست جميلة ولا تستحق الأهتمام كهاتين الفتاتين الملعونتين او حتى هذه المرأة العجوز التى خطفت قلب زوجها واعادت اليه الحنين اليها رغم بساطة ما ترتديه وتزين به وجهها 
سعد والذي كان ممسكا بكوب العصير يتناول منه وكانه العلقم بحلقه مع مراقبته لهم ولفرحهم انتبه على ورود مكالمة منها تجاهلها في البداية ولكن مع رؤيته لرسالتها انتفض خارجا من المنزل وذهب اليها بسرعة 
فتح بمفاتحه باب الشقة ليدلف داخلها بسرعة هاتفا عليها 
انتي يازفتة انتي هببت إيه في الشقة
خرجت اليه أمينة مهرولة من المرحاض 
انا مهببتش حاجة ياعنيا سباكة الشقة بتاعتك هي اللي مصدية وقديمة 
تسمر مكانه وهو ينظر إليها ولم يعي ماتقوله شعرها الحريري الأسود كان مبتلا وبشرتها النضرة دوما كانت ندية بشكل لافت 
هي إيه بالظبط اللى مصدية عشان انا اټخضيت لما شوفت رسالتك 
لوحت بيداها نحو المرحاض
انا بكلمك عن حنفية الحمام ياسعد دي باظت مني ومرداياش تتقفل بقالي ساعة عمالة احاول فيها وانشف بالمساحة عشان الشقة ماتغرقش 
تقرب منها حتى اشتم رائحة الصابون في شعرها فسألها
هو انتي واخدة حمام
واخدة حمام ولا عني ماكنت متزفتة حتى انت مالك مش تسمع الأول انا بكلمك في إيه
اظلمت عيناه وتبخرت رغبته بها في الهواء فقال مزرءا
على أساس إني مېت في جمالك يااختي دا انا بس كنت بجبر بخاطرك 
قالت ضاحكة بسخرية
ههه كتر خيرك ياشيخ ياسعد خش ياخويا الحمام وشوف حنفيتك لا ټغرق الشقة وتقع على اصحابها هي مش ناقصة 
جز على فكه غيظا منها قبل ان يتحرك نحو المرحاض فهتف ساخطا 
ېخرب بيتك ياشيخة بهدلتي الدنيا ېخرب بيتك ياشيخة
لوت شفتيها ولم ترد على سبابه وشتائمه وراقبته وهو يشمر بنطاله ويخلع قميصه في الأعلى ليضعهم على كنبة صغيرة في صالة الشقة قبل ان يدلف للحمام ويقوم بأعمال التصليح 
أجفلها مناديا 
هاتفضلي واقفة كتير كدة مكانك وتعمليلي فيها هانم اخلصي يابت اعمليلي كوباية شاي 
تحركت متاففة لتفعل ما أمرها به ولكنها توقفت فجأة على صوت هاتفه تناولته وقبل ان تهتف منادية عليه لتنبيهه استوقفها الأسم الغريب رددته بدهشة
ن م ايه ده هو عامل اختصارة للأسماء 
دققت جيدا في الرقم الذي لم يكن غريبا عنها فتذكرت صاحبته على الفور فمصمصت شفتيها مستنكرة همت بتركه حتى لا تتسبب لنفسها بمشاكل معه ولكن مع انتهاء المكالمة صدر صوت رسالة قادمة في الهاتف بتطبيق الوتساب بنفس الرقم لم تقوى على حجب فضولها نحو رؤية الرسالة فقرأت عايزة اشوفك ضروري ياسعد انا عارفة انك مستغرب بس انا محتجالك قوي فاضي بكرة اجيلك الشقة 
قضمت نعيمة على اطراف اظافرها بتوتر وهي تراقب نحو المرحاض وانشغال سعد في تصليح صنبور المياه فكتبت ترد باقتضاب
تعالي!
تبسمت بانتشاء وهي تمسح الرسائل وتعود بنظرها مرة أخرى تراقب قبل ان تذهب نحو المطبخ وتفعل ما امرها به 
خطت لداخل المنزل خلف زوجها وحريق مازل لم يهدأ ولم ينطفئ بعد بل ازداد اشتعالا وهي تراقب تجهم زوجها وشروده معها طوال عودتهم بالسيارة وتجاهله لإحاديثها المتقطعة معه حتى افقدها حماسها وفرحتها المصطنعة امامه بزواج ابناءه لكسب وده ولكن طفح الكيل ولم تعد بها قدرة على الصمت رمت حقيبتها على اقرب مقعد وجدته امامها تهتف عليه متخصرة قبل ان يصل الى الممر المؤدي لغرفته 
هو في إيه بالظبط انا عايز افهم 
استدار على صيحتها مجفلا يسألها عاقدا حاجبيه 
تفهمي إيه يانيرمين وليه الزعيق ده أساسا
اقتربت منه تردف بحدة
ما انا بسألك ياحبيبي عشان شايفاك مش معايا ولا حاسس بيا خالص وانا معاك 
زفر يرد عليها بسأم 
شكلك كدة فاضية ولا زهقانة وعايزة تتسلى بكلام فارغ وانا ماعنديش وقت ليكي وعايز انام 
قالها وهم ان

يستدير عنها ولكنها اجفتله صائحة بغير سيطرة
لدرجادي معدتش طايقني ياأدهم حتى كلمتين معايا مش متحمل تسمعهم هو انا لدرجادي بقيت تقيلة على قلبك 
اظلم وجهه بالڠضب واحتدت عيناه نحوها فهتف عليها پغضب 
في ايه يابت مالك هو انتي اتنجننتي ولا عقلك ساح منك معنديش دماغ انا لدلع النسوان على اخر الليل دلوقتي 
انتفضت داخلها من صيحته الهادرة فهي أعلم الناس بشدة ادهم المصري وقسوته
لحظة الڠضب تدفقت عيناها بالدموع علها تساعدها قليلا بمواجهته ضغطت على عيناها بكفيها تستدعي البكاء بحړقة وصوت شهقاتها تصدر بصوت عالي رقت ملامح أدهم قليلا رغم حنقه منها فقال ببعض الهدوء
يابنت الناس هو انتي حد قرب منك عشان تنصبي المناحة دي دلوقتي انا بصراحة مش فاهمك 
رفعت اليه عيناها المغرقة بالدموع ترد پبكاء
انا اللي معدتش فاهماك ياادهم دا انت كنت احن عليا من ابويا اللي اتحرمت منه وانا صغيرة ماكنتش بتعز عليا حاجة حتى لو طلبت عيونك 
سألها مضيقا عيناه بتفكير
اه وايه اللي حصل بقى 
ردت بمسكنة
اللي حصل هو انك كرهتني باين ولا مليت مني عيونك اللي فضحتك النهاردة وانت بتبص على مراتك القديمة خليتني احس بقيمتي عندك كويس اوي واعرف اني ماليش قيمة وسطكم انت وعيالك ومراتك 
طب انت حنيت لها ذنبي ايه انا عشان تبعد عني وتحسسني اني كنت السبب في فرقتك عن مراتك حبيبتك وعيالك 
أشاح بعيناه عنها صامتا لايجد ردا على كلماتها التي اصابت الحقيقة بداخله ولكنه يأبى الإعتراف فتابعت بمكر وهي تتقرب منه واضعة يدها على ذراعه فقالت بنعومة
انا مقصديش افرقك عنهم ولا اكرهك فيهم انا يس مش عايزاك تبعد عني ياأدهم حتى لو هاترجع لهم دا انا مقطوعة من شجرة وماليش غيرك في الدنيا دي كلها انت اهلي وانت نتسي كلها 
ربت بكفها على كف يدها التى وضعتها على ذراعه قائلا بلطف
انا مبعدتش عنك يانرمين ولا هابعد ياستي فبلاش تنكدي عليا وعلى نفسك وشيلي الفكر دا من دماغك انا النهاردة كان فرح ولادي فشئ طبيعي اني اسرح ولا اتلهي عنك 
كذاب تعلم انه جيدا انه كاذب ولكنها قررت مسايرته لتصل لغرضها 
طيب ما انا كمان كنت مبسوطة اوي بفرحهم النهاردة ولولا اني عارفة بوضعي معاهم لكنت رقصت ودرمغت الدنيا بس بقى انا عارفاهم مش طيقاني ولا هايقبلوا بفرحتي معاهم مع اني ربنا العالم اني بعتبرهم زي اخواتي واكتر وامهم بقى الله يسهلها 
رفع حاجبه بشړ وهو يسألها 
قصدك ايه يانيرمين على امهم بالجملة الاخيرة دي 
عادت لخۏفها من غضبه مرة أخرى فقالت بتردد
انا مقصديش حاجة وحشة طبعا ياادهم انا بس اقصد على قسۏتها معاك وتكبرها عن الصلح 
نزع يدها پعنف ليذهب عنها
اللي بيني وبينها مالكيش دعوة بيه يانرمين خليكي في نفسك انتي وبس 
قال الاخيرة من بين اسنانه قبل ان يستدير ولكنها جذبته من ذراعه توقفه
طيب ماشي خليني في نفسي وبس ياادهم انا قابلة بس بقى انا نفسي اخلف عيل منك 
التف اليه برأسه قائلا 
وماتخلفي يااختي انا مانعك 
قالت بلهفة
حلو اوي يعني هاتقبل تروح معايا عندك الدكتور بكرة
ابتسم بزاوية فمه يقول
واروح ليه عند الدكتور ياحبيبتي انا راجل سبق لي الخلفة قبل كدة يعني ماعنديش عيب شوفي انتي بقى نفسك ايه اللي مانع عندك
سقطت يدها عنه پصدمة وذهب هو من أمامها غير مبالي تأثير كلماته عليها 
كتمت اڼهيارها وهي بقبضتيها على جانبيها وعلى وشك الانفجار لقد رأتها في عيناه ادهم المصري لم يعد يريدها حتى لو انكر ذلك الشعور بالخطړ كاد ان يذهب
تم نسخ الرابط