رواية راائعة للكاتبة امل نصر مكتملة لجميع الاجزاء ( عينيكي وطني وعنواني )
المحتويات
الذي تأخر على غير العادة
زهيرة وهي جالسة بجواره وتربت على ذراعه بخفة
الف حمد لله عالسلامة يانور عيني نورت بيتك ومطرحك
سميرة من الناحية الأخرى
دا انت هنا يابطل مع اكل زهيرة اللي يفتح النفس وشك هايورد وتبقى زي الفل
ايوة ياواد ياحسين دا الست الوالدة عليها طبق ملوخية يرد الروح
اردف بها شاكر وتابعت عليها فجر
قال حسين
مابراحة شوية عليا ياجدعان فتحتوا نفسي لاحظوا اني تعبان اساسا من أكل المستشفى ونفسي انطلق بقى
ردت زهيرة بلهفة
دا انت تؤمر يانور عيني من النهاردة هاعملك كل اللي نفسك فيه
كله ايه ياامي براحة ياغالية دا لسة تعبان ومايتحملش
قولوا ياعلاء دا فاكرها فرصة
مابلاش انت يامؤدبة وخليكي في حالك
رددت پغضب مصطنع فضحته ابتسامتها
الله يسامحك مش هارد عليك
دلف اليهم فجأة ادهم بعد ان فتح له ابراهيم
السلام عليكم ياجماعة عامل ايه دلوقتي يابني
اومأ له حسين وردد الجميع عليه التحية فسأله شاكر
مش بعادة يعني ياحج تتأخر كدة
اسكت ياشاكر ياخويا على اللي حصل الليلة اللي فاتت مايتحكي حتى في الروايات الحارة كلها صحيت في نص الليل امبارح على صوت صړيخ من المصنع القديم ولما دخلنا نشوف انا والرجالة لقينا البت لبنى الغلبانة بنت نشوى هي المقتولة
يانهار اسود معقول ودي مين اللي قټلها
طلع اخوها هو اللي قټلها واللي كانت بتصرخ هي صاحبتها دي امها ياعيني كانت عايزة تاكله بسنانها لولا الرجالة اللي حاشوها عنه وهو واقف زي اللوح بيبص بعنيه وبس خدناه ووادناه القسم وبردوا هو على حالته
ردد علاء
لا حول ولا قوة الا بالله اڼتقام ربنا جاله بإيده
في وقت لاحق
وبعد ان انصرف الجميع ظلت هي وحدها معه في الغرفة بعد ان استأذنتها زهيرة في مرافقته قليلا حتى تصنع له الطعام كانت تتلاعب بهاتفها متجاهلة النظر اليه
ايه يااستاذة هاتفضلي متجاهلاني كدة كتير
سأل وكان ردها بابتسامة
وافرضي مټخانقين ماتعرفيش تصالحيني
قال
بحزم وردت هي بهدوء قبل ان تعود لهاتفها
لأ عشان انا مغلطتش فيك انا قولتلك كنت تعبانة وانت مقدرتش اعملك ايه بقى اديني قاعدة جمبك اهو وبراعيك زي اي واحدة بنت اصول
صك على فكيه غيظا من تجاهلها ثم هتف پغضب
ماشي يابنت الاصول طب انا عايز اشرب
نهضت تتناول الكوب الزجاجي بجواره على الكمود تقربه منه
اتفصل امسك الكوباية مليانة أهي
قربي بقى ترفعي راسي وتشربيني
شهقت مستنكرة
اشربك ليه ان شاء الله ودراعك حلو ويمسك كويس دا غير ان التاني نفسه اتحسن
قال ببرود
بس دماغي لسة تعبانة ومتربطة يعني لازم اخد حرصي ولا انت عايزاني انده والدتي واقولها ان البت دي اللي أئتمنتيها على ابنك مش هاين عليها بوق مية تشربه
هتفت ضاحكة و متناسية ڠضبها
وقولها كمان على الحركات القرعة اللي بتعملها عشان تعرف مين ابنها
عادي اقول بس رد امي هايكون ايه بقى ساعتها هاتقول دا جوزك يامنيلة وكمان غلبان وعيان ولا نسيتي
لامانستش
نفت ضاحكة فاردف هو بانتصار
حلو قوي يالا بقى ياحلوة عشان تشربينى بس بضمير والنبي وانت قصدي ااا وانت بترفعي راسي!
بعدها بيومان
كانت فاتن تنزل درج بنايتها مع فجر التي اصرت على مرافقتها لحفل عقد قران صديقتها التي لا تعلمها وهي مازالت مترددة
انا
مش عارفة بس ايه اللي خلاني اوافق واروح معاكي واحدة معرفهاش هاتقول عليا ايه بقى لما تشوفني
ردت فجر بسأم
يووه عليكي يافاتن ماقولتلك يابنتي الحفلة عالضيق عشان جات في السريع ومافيش حد هايعرفك هناك ثم ان سحر دي عسل هاتحبيها اوي لما تشوفيها ماهو انتي كمان لازم تخرجي وتشوفي الناس ماينفعش تفضلي كدة في قوقعتك
كن وصلن لمدخل العمارة فقالت لها مستسلمة
ماشي ياست فجر اديني هاخرج واشوف الناس واما اشوف بقى اكررها ولا احرم مااعملها تاني
ردت بثقة
لا ان شاء الله هاتكرريها وتكرريها كتير كمان بفستانك اللي يجنن ده وانت لوحدك تهبلي وادي علاء كمانا عشان يوصلنا وماتتعبيش في السواقة
بداخل سيارة علاء جلست هي وابنها في الخلف وفجر في الأمام بجواره وقبل ان تتحرك السيارة تفاجأت بفتح الباب الخلفي واقټحام عصام الجلوس بجوارها وهو يضع الطفل على أقدامه
مساء الخير عليكم عاملين ايه بقى
ردد الاثنان في الأمام التحية مبتسمين وكأنهم على علم
هو عصام كمان جاي معانا
سألت
بحسن نية لتفاجأ بنظراتهم الغريبة لبعضهم فتابعت بريبة
هو في ايه بالظبط
بصراحة بقى احنا قاصدين نعملك كمين
قال علاء وتابعت خلفه فجر بأستعطاف
بصراحة انا معرفتش نيتهم غير في اخر لحظة وماقدرتش اعترض
تعترضي على ايه وليه يعني الخطط دي
عشان انا من ساعة مافاتحتك وانت مردتيش عليا ولا ربحتيني بإجابة على سؤالي
قال عصام فرددت بمرواغة
ارد على ايه بس وجوزي مېت من ست شهر
طب وايه يعني ماانتي لسة صغيرة
قال علاء وتابعت فجر
ثم ان الحي ابقى من المېت
يافاتن وافقي بقى خلينا نربي العيال مع بعض
انت بتبسط الامور اوي ياعصام وانا بصراحة خاېفة
رد عليها علاء
خاېفة من ايه بس يافاتن عصام ابن ناس وهايعرف يقدرك ولو محصلش انا جمبك موجود افتحلك دماغه تاني عادي يعني
ضحكت على مزحته معهم وظهر بعينها التردد فاستغل عصام ليزيد الضغط برجاء
وبعدين بقى يابنت الناس ريحي قلبي اهو قالك هايفتحلك دماغي لو بس مقدرتيش عايزة ايه تاني
اكملت فجر
وافقي بقى يافاتن خليني افرح بيكي زي مافرحت بسحر
صمتت لحظات تنظر اليهم بتفكير وهم ينتظرون قرارها على أحر من الجمر ثم هزت برأسها موافقة جعلتهم يهللون بفرح وارتياح
خلاص بقى يبقى نكتب الكتاب عشان ماترجعيش في كلامك
بمجرد فتح فمها لتعترض
وغلاوة عبد الرحمن ياشيخة ماتعترضي امشي بينا يابني بسرعة والنبي
قال الاخيرة مخاطبا علاء الذي ادار محرك السيارة فورا ملبيا طلبه فهتفت فجر
هو ايه ده انا عايزة اروح فرح صاحبتي
يابنتي هاوديكي حاضر بس خلينا نجبر بخاطر الغلبان ده الاول ومش هاأخرك
ردد خلفه عصام وهو ينظر بمسكنة نحو فاتن التي لم تكبت ابتسامتها
اه والنعمة غلبان وامي مېتة كمان ونفسي في حنان شغل يابني الاغاني الله يرضى عنك ولا اقولك اغني انا وانتوا غنوا ورايا انهاردة فرحي ياجدعان عايز كله يبقى تمام
___
في القفص الحديدي تمسك يداه بقضبانه الصلبة يتنظر الحكم من رجل اشيب الراس ومتجعد الملامح ولكنه يملك السلطة ليقرر عنه مصيره يتفوه ببعض المواعظ ويردف بحثييات ليس لها ادنى اهمية لديه فالعقاپ قد صدر سابقا وليس الان من وقت ان بيده شقيقته في لحظة أغشي عنه بصره وبصيرته فخسر شقيقته الوحيدة كما خسر قبلها المال وسمعته والأصدقاء ثم تكتمل الدائرة بخسارة والدته أيضا والدته التي لم يقدرها ويعلم بقيمتها سوى الان في شدته الكبرى هذه وهي حاضرة اليوم بصف الخصم تنتظر القصاص العادل لابنتها من شقيقها بعد أن هجمت عليه وكانت تريد قټله بنفسها ولكن لما يأست أتت اليه تخبره انها مع فقد ابنتها لم يعد لديها اولاد ولكنها تنتظر عقاپ الله في من حرمها وحرم حفيدتها الصغيرة منها لايوجد فرد واحد في القاعة الكبيرة ليهون عليه أو يعطيه بعض الدعم سوى المحامي الذي يحادثه مجاملة من أجل أجره أخيرا نطق القاضي بحكمه لتنقلب القاعة بالهرج والأصوات المكبرة وصوت والدته وهي تزغرط بالدموع الباكية أمامه وبقلب موجوع جعل الجميع من أهل منطقته وأناس لا يعلمهم يلتفون حولها ليهونوا عليها مصابها وهي الصغيرة ابنة الراحلة تردف بدموع النصر لقرب الٹأر لحق ابنتها من ابنها العاق والظالم فيتلقى نحوه نظرات الحقد والكره من أناس يعلمهم وأناس لا
يعلمهم وهو يبادلهم بتبلد وعدم مبالاة كالعادة وفي خضم هذا البلبة الصادرة امامه انتقلت عيناه فجأة اخر القاعة وفي ركن منفرد راها أمامه ترتدي ملابس فاخرة وتغطى نصف وجهها بنظارة سوداء وكأن صاعقة ضړبته تمتم أسمها مذهولا پصدمة
فاتن فاتن فاتن
كان يعلو صوته بوتيرة متصاعدة وهو يتحرك في القفص كالمچنون يريد الذهاب اليها والتأكد بنفسه مما يراه حتى اثار استياء الحراس الذين كتفوا حركته وسحبوه بالقوة للمغادرة وهو يهذي كالمچنون بإسمها يقاوم ويترجاهم بدموع باكية لتركه
سيبوني اروح لها سيبوني اشوفها ابوس إيديكم سيبوني اتأكد دي حقيقة ولا خيال سيبوني سيبونيييييي
في وقت لاحق من اليوم عاد من عمله بالمشفى خطا الى حديقة المنزل الفسيح في المنطقة الراقية بخطوات مسرعة توقفت امام زوج الأطفال وهو يمرحون بألعابهم وخلفهم المربية المكلفة برعايتهم
حبايب قلبي
قال وهو يقترب منهم فيرفع كل واحد منهم على حدة ليقبلهم ثم اللتفت للمرأة الأربعينية
عاملين معاكي إيه سنية
اجابته المرأة بابتسامة
حلوين ياباشا وربنا يخليهم بس البت العفريتة دي عدت الولد بعد ماكان مؤدب وامور هو كمان بقى عفريت زيها
دوت ضحة كبيرة وسعيدة منه قبل ان يرد
حبيبة ابوها جينات التأثير
في البشر ورثاها عنى المهم عينك عنهم ماتغفلش تمام
هو انت هاتوصيني عليهم دول في عنيا يادكتور
تسلملي عينكي
اردف بها وهو يقبلهم مرة اخيرة قبل ان يدلف لداخل المنزل وقعت عيناها عليها في قلب الصالة الفسيحة وهي بجوار النافذة الزجاجية التي شملت الحائط بأكمله ممسكة بيدها طرف الستارة التي غطت معظمها وكشفت عن جزء بسيط تنظر منه لخلف المنزل حيث حوض السباحة الكبير بشرود خطا اليها على أطراف اصابعه حتى اذا اقترب همس بأذنها
الجميل
سرحان في إيه
شهقت منتفضة وتلقفها هو داخل بعبث فخرج صوتها مع انفاثها الاهثة
حرام عليك والنعمة شيبتني بجد
تمتم لها بصوت مرح
سلامت قلبك ياقمر ان شالله انا
دفعته بقبضته تريد زحزته عنها بخجل
ابعد ياعصام البيت كله خدامين مش خاېف لحد يشوفنا
ومايشوفونا ياستي دا احنا حتى متجوزين يعني لو تفتكري
ياعصام مش كدة طب الولاد لو دخلوا فجأة طيب هايبقى إيه منظرنا قدامهم
هز برأسه نافيا قبل ان يطبع طويلة على وجنتها مصدرة صوت عالي جعلتها تنظر اليه فاغرة فاهها مذهولة من مداعبته الجريئة لها فقال بتسلية
مساء الفل أولا على فاتنة البر والبحر وفاتنة قلبي كمان
تبسمت سعيدة بتدليله لها تبادله مزاحه
مساء الورد على دكتور حياتي واحلى عوص
ضغط على شفته وعيناه تجول يمينا وهو يسارا
لولا بس قاعدين في الصالة وانا مهما كان برضوا جرأتي لها حدود
طب الحمد لله ان في حدود
قالت فصمت هو يتنهد من العمق قبل أن يديرها الى النافذة مرة اخرى وهو خلفها يتنفس عبيرها قائلا
اخمن انا لوحدي واقولك انت كنت سرحانة في إيه
إيه
سألت واجابها على الفور
أكيد كنت سرحانة في سعد واللى حصل معاه صح
اومأت برأسها
من ساعة ما شوفته الصبح وانا صورته ماراحتش من عيني قد مااتمنيت طول عمري ان ربنا ينتقم منه قد ماصعب عليا النهاردة وهو واقف في القفص بياخد جزاة عمله وكل اللي في القاعة بيدعوا عليه وأولهم والدته فعلا يمهل ولا
متابعة القراءة