رواية راائعة للكاتبة امل نصر مكتملة لجميع الاجزاء ( عينيكي وطني وعنواني )

موقع أيام نيوز

پصدمة وانفاسها تتلاحق بحدة لا تقوى على الدفاع عن نفسها أمامه والخۏف شل تفكيرها 
امال برأسه نحوها وعيناه تطلق شررا عليها
مكنتيش متوقعة صح 
صمت قليلا واصبح ينتفس بخشونة من انفه يحارب للسيطرة غضبه 
بقى انا ادهم المصري اللي يتهزلوا شنبات تيجي واحدة زيك وتعمل معايا كدة تعرفي يابت لولا بس اني عامل حساب سمعة عيالي لكنت دفنتك حية مع الكل اللي اسمه سعد احمدي ربنا بقى انك هنا اهو تكفري شوية عن ذنوبك 
هم ليتحرك ولكنه استوقفته تتكلم بتلعثم
هو انت عرفت اسماعيل منين
قال بسخرية 
تاريخك يامحترمة هو اللي دلني عليه و من خلاله عرفت بحكاية خالتك اللي اول مااسماعيل رمى في حجرها الفلوس كان هاين عليها هي نفسها تخدمه 
بس انا مراتك وسمعتي من سمعتك 
اردفت بتحدي فحرك رأسه هو بسأم 
هو انت فاكراني اهبل يابت انت مطلقة غيابي من ساعة مامشيتي يعني ماتخصنيس بشئ دلوقت من قريب ولا من بعيد والمهم بقى قبل ما انسى وامشي 
على حين غرة تفاجات بصغعة قوية منه على وجنتها كادت ان تسقطها أرضا لولا أنها تماسكت 
دي بقى عشان شروق مرات ابني ستك وتاج راسك 
اردف بها قبل ان يخرج ويتركها تشهق باكية الم الخسارة لكل شئ 
في نفس مكان الأمس كان جالسا عصام حول الطاولة الخشبية ولكن هذه المرة كان بجانبه علاء الذي كان ېدخن بشراهة وفي الناحية الأخرى فجر وهي كالتائهة تنظر امامها بشرود في اننظار القادم 
قطع الصمت عصام 
ايه الحكاية ياجماعة هو انتوا واكلين سد الحنك انهاردة ولا إيه
في ايه عصام مالك بس
قالها علاء بسأم فرد الاخر
يابني ماانا عمال ارغي وماحدش معبرني خالص

لا انت ولا الست فجر اللي كانت بتجري ورا العيال امبارح وكأنها زيهم 
رمقت علاء بنظرة ذات مغزى قبل ان تجيب 
معلش ياعصام ماهو امبارح كان شئ والنهاردة شئ تاني ويعالم بكرة هايبقى آيه
تجاهل علاء نبرتها المتهكمة ورد عصام وكأنه يريد طمأنتها
ان شاء الله خير يافجر ربنا ما بيجبش غير الخير 
السلام عليكم 
ارتفعت رؤس الثلاثة فجاة نحوها بعد أن أتت بطفلها كالعادة 
ردد عصام وفجر التحية اما علاء فتصلب مكانه مسهما بها وكأنه لايصدق وقوفها امامه 
اتأكدت بقى انها عايشة 
قالتها فجر بنبرة على وشك البكاء وهي ترى نظراته المركزة عليها وتابعت 
اقعدي يافاتن هو انت هاتفضلي واقفة ولا إيه
خلعت نظارتها فظهر كامل وجهها وهي تجلس امامهم وسألته
عامل ايه ياعلاء 
اومأ برأسه نحو الصغير
ماشاء الله ابنك ده
تدخل عصام بدعابة
امال يعني هايكون ابن الجيران مثلا في آيه علاء انت مش شايف الشبه 
اومأ بشبه ابتسامة قائلا
معلش ياعصام ممكن تقوم انت وفجر خمس دقايق بعيد عن هنا 
تفاجأ الثلاثة بمطلبه وكان الرد سريعا من فجر التي قامت منتفضة 
يالا بينا ياعصام خدوا راحتكم 
قالت فلم تنتظر عصام فقد تحركت مسرعة ذاهبة ما أمامهم اسرع عصام خلفها 
استني يافجر هو انت مركبة قطر في رجليكي
تتبعتهم فاتن بعيناها ثم اللتفتت اليه سائلة
هو في إيه بالظبط وانت مشيتهم ليه
تجاهل الرد وسألها 
انت عاملة إيه يافاتن 
على طاولة أخرى بعيدة عنهم بمسافة كافية جلست مع عصام على مضض بعد أن كانت مصممة على المغادرة من النادي تقضم على اطراف اظافرها وتهز بأقدامها تحت الطاولة دون ان تشعر بنفسها
براحة يافجر على نفسك هو إيه اللي حصل بس عشان تتعصبي كدة 
قال عصام وكان ردها بتشنج
لهوا انت مش واخد بالك دا قومنا من جمبهم من غير مايراعي شعوري ولا شعورك حتى هو احنا عيال صغيرين عشان يقومنا ولا هو ناسي اني مراته ولا يمكن عايز يحل نفسه مني
تمتم عصام باندهاش
يانهار
اسود ايه كل التحليلات دي يافجر ماحصلش حاجة لسة يابنتي ثم ان اللقاء ده كان لازم يتم مهما بعدت المدة او قصرت 
أشاحت بوجهها حتى كي تخفي هذا الألم عنه
عندك حق اللقاء كان
لازم وضروي يتم وحمد لله اننا لسة في اولها عشان يقرر براحته 
ضيق عينيه يسألها بحيرة
قصدك إيه مش فاهم 
نهضت فجأة مغادرة
قصدي اني عايزة امشي دلوقتي حالا لو افتكر يسأل عليا بعد مايخلص جلسته معاها قولوا روحت وهي متقبلة منك أي قرار ماشي
هم ليوقفها ولكنها لم تعطه فرصة بذهابها السريع عاد يجلس مرة أخرى وهو يفكر بفحوى كلماتها بوجوم 
بعد عدة دقائق أتى اليه علاء
خلصت جلستك مع فاتن 
اوما براسه بابتسامة راضية قبل أن يسأله 
هي فجر راحت فين
أجابه عصام
فجر بصراحة مشيت ومرديتش تستنى وبتقولك خد قرارك براحتك وهي متقبلة منك اي شئ 
بقى هي قالتلك كدة
قال باستنكار وهو يهز رأسه بيأس قبل ان يتحرك مغادرا 
انا رايح اشوف المچنونة دي وانت بقى خليك مع فاتن معلش 
ارتسمت راحة على ملامح وجهه حاول اخفاءها وهو يردد
ماشي تمام روح انت شوف خطيبتك وانا هاضطر اقعد مع فاتن !
على ارض صلبة في مكان يبدوا كمصنع مهجور كانت جالسة في إحدى اركانه ضامة ركبتيها الى تبكي وتنوح حظها السئ الذي لم يفارقها منذ مولدها حينما اتت الى الدنيا من أم لم ترغب بها فلا تعير العيب او الحړام او ألأصول ادنى اهتمام و لطالما قاست هي بسببها في عيشها من أعين الرجال الطامعة بها لمجرد معرفتهم بأن والدتها هي محاسن عملت في عدة مهن حتى لايصبح مصيرها مثلها فتمنت من قلبها ان تتزوج من رجل في الحلال فينتشلها من هذه البيئة الموبؤة فتعيش كبقية النساء ولكن حتى هذه كانت غالية عليها فكان نصيبها الزواج من رجل مدمن على المخډرات والتي سجن بسببها وعادت هي لوالدتها مرة اخرى 
رفعت رأسها تكفكف دموعها وتحمد الخالق انه نجاها من القبض عليها امس حينما عادت متأخرة من عيادة الطبيب ولكنها عادت للتشرد وهي لا تجد مكان يأويها 
تنهدت قانطة وهي تنظر للهاتف الذي اوشك شحن بطاريته على النفاذ وهو يصدح باتصاله فتحت على المكالمة تجيب بياس
ايوة ياسعد عايز ايه تاني مش ناوي تحل عن دماغي بقى
وصلها صوته
مالك بس ياامينة دي جزاتي يعني اني عايز اطمن عليكي بعد ماعرفت باللي حصل لوالدتك و نيرمين لما كبست عليهم الحكومة لليلة امبارح 
لا بصراحة قلبك طيب قوي فيكي الخير 
الله يسامحك ياامينة انا مش هارد عليكي بس اسمحيلي اسالك بحكم العشرة عاملة آيه وبتباتي فين دلوقتي بعد مااخوات جوزك كمان استولوا على بيتك
رفعت رأسها للسماء قائلة بدموع حاړقة 
حتى دي عرفتها 
قطعت الجملة وازداد نشيج بكاءها فاستغلها فرصة ليلقي عليها الكلمات المواسية 
خلاص ياامينة اهدي يابت الناس انت بس لو تقوليلي على مكانك كنت اساعدك 
في المصنع القديم 
انتفض منتبها على جملتها
ايه بتقولي فين ياأمينة 
اردفت صاړخة 
بقولك في المصنع

القديم اللي في اخر الشارع عندكم واللي كنا بنشتغل فيه زمان انا والبنات قبل مايفلس شوفت الدنيا بقى اهي لما داقت عليا ملقتش غيره 
معلش ياأمينة ماتزعليش هادبرلك انا حتة تاني تنامي فيها 
اغلقت المكالمة وهي تتمنى بداخلها ان يفي بوعده معها فقد احتمت هي بجدارن المصنع لمعرفتها الأكيدة من مداخله ومخارجه ولكن البرودة نخرت عظامها ليلة أمس ولا تريد تكرار مأساتها ولكن مهلا هذا سعد! 
انسيت هي من هو سعد
انتفضت فجأة تتناول هاتفها بدون تفكير لتضغط على احد ارقامه سريعا فاجابها الطرف الاخر 
الوو ابوة ياأمينة ازيك 
التوتر مع تشتت نظراته بالإضافة الى العرق الذي انتشر على جبهته وبعض مناطق بشرته جميعهم أظهروا حجم صعوبة ما ينوي التفوه به وهي جالسة أمامه بصمت في انتظار سماعه ومعرفة سبب صرفه لفجر وعصام وطلبه الجلوس معه بمفردها 
انا مش عارف ابدأ كلامي معاكي ازاي بس بصراحة مكنتش اتوقع انها حاجة صعبة اوي كدة 
قطبت مندهشة من كلماته فسألت 
هي إيه اللي صعبة بالظبط
تنفس بعمق قليلا قبل ان يجيبها وهو ينظر اليها مباشرة
الإعتراف بالغلط يافاتن انا من ساعة ماعرفت من فجر امبارح انك لسة عايشة وما موتيش ودماغي بتعيد وتزيد في اللي حصل مني معاكي من عشر سنين 
اللي فات ماټ ياعلاء وكل حاجة نصيب
قالت فقاطعها هو ملوحا بكفه
معلش ارجوكي سيبيني اكمل انا عارف اننا مكنش لينا نصيب في بعض لكن انا بتكلم عن غلطي في حقك من
اول صداقتي بواحد ابن ضيع مستقبلك بفتنة كبيرة عملها و صدقتها انا بغبائي لغاية اهانتي و طردي ليكي من المحل 
خرجت كلماته الاخيرة بخفوت وهي شاحت بعيناها قليلا تؤلمها الذكرى قبل ان تعود اليه مقاطعة
ممكن ماتجيبش السيرة دي تاني لان انا بصراحة كييفت نفسي عشان اقدر اعيش اني انساها واشطبها نهائي من حياتي 
اومأ برأسه موافقا 
عندك حق بس دا بالنسبالك عشان كنت انت الضحېة لكن بالنسبالي انا لايمكن هاقدر انسى اني كان ليا يد في ظلمك حتى لو مش بالقصد 
صمت قليلا ثم اردف
انا بعتذرلك يافاتن وبتمنى انك تسامحيني عشان اقدر اعيش انا كمان 
ابتسمت قائلة
ان كنت انت غلطت في صداقتك بواحد زي سعد فاانا كمان غلطت في حق نفسي لما هربت من بيت والدي وحطيت نفسي موضع شبهة لما جبرت عصام يخليني في شقته يمكن ساعتها بحكم سني كنت شايفة المبرر قوي عشان اهرب من جواز ابن عمي بجوازي منك لكن دا ما ينفيش غلطي عشان كده بقولك انسى 
اطرق برأسه متأثرا بكلماتها التي القت على قلبه بعض الراحة ثم رفع راسه اليها قائلا 
عندها حق فجر تحبك اوي كدة دا انت لو شوفتيها في بداية معرفتي بيها مكنتش بتطيق تبص في خلقتي ولما كنت اجي اكلمها كان وشها يحمر ويخضر من الڠضب وتحسي كدة ان نفسها تولع فيا 
ضحكت من قلبها فضحك هو أيضا معها
المچنونة دي هي طول عمرها كدة حمقية أوي في اللي يخصها وميهمهاش بس انت باين عليك بتحبها اوي عشان دا ظهر من لمعة عنيك اللي طلت فجأة لما جبت سيرتها 
لم يرد ولكنه لم يقوي على اخفاء ابتسامة انارت وجهه لمجرد ذكر اسمها اردفت هي بكلمات خرجت من قلبها
ربنا يهنيكم ببعض ياعلاء انت تستاهلها وهي تستاهلك 
تنهدت بثقل وهي تستعيد كلماتها معه و التي لم يمر عليها سوى دقائق ولكنها كانت كفيلة بفتح جراح الماضي وذكريات نقشت في القلب مرارتها هي تحمد الله انه وقف معها بأن وهبها من يأخذ بيدها ويعطيها فرصة أخرى للحياة بكرامة ولكنها لاتنكر خطئها الذي بسببه اعطى فرصة لهذا المچرم لفعل جريمته معها 
لحقتي تسرحي
اردف بها عصام وهو يعود لجلسته أمامها التفتت اليه هي بابتسامتها المعهودة ترد
انا لو مسرحتش وافتكرت اللي فات ابقى
متخلفة ومعنديش احساس انت ترضهالي دي
اطلق ضحكة مدوية نافيا بتحريك راسه
لا ياستي بعد الشړ عليكي من التخلف وعدم الإحساس 
بس انا شايفك يعني بتهزري اهو وعلاء كمان وشه اتعدل قبل مايمشي اسف يعني لو بتدخل هو الحديث مابينكم كان عن إيه
لا ياسيدي مافيش تدخل اصل الموضوع مش مستاهل يعني هو كان ضميره تاعبه من ناحيتي فكان عايز يعتذر وانا رديت عليه باللي يريحه 
اردفت
تم نسخ الرابط