رواية راائعة للكاتبة شهد جاد الله مكتملة لجميع الاجزاء
المحتويات
وغادر المكتب لتظل هي ثابتة على تلك الأريكة التي بزاوية بعة بمكتبه تراقب معالم ه الصارمة والجدية لحد كبير اثناء مناقشتة مع العاملين بسير العمل وإعطائهم أوامر قاطعة بتنفيذها وكم لامت ذاتها سابقا حين اتهمته بسوء إدارته وقللت من شأنه لم تمر دقائق وأنشغل مرة آخربمراجعة الأمور المالية مع المحاسب اؤول عن ذلك فكان يعمل دون كلل وبمثابرة غريبة جعلتها لا تستطيع أن تزيح باها عنه ولكن هو لم ينتبه لها بل كان يصب كافة تركيزه على ما يفعله.
أنت بتتعب اوي مكنتش فاكرة الشغل صعب كده وين ده شغل فرع واحد أومال بتعمل أيه في الفروع التانية وازاي عارف توفق بينهم كده
ولا يهمك كله يهون علشانك يا مغلباني
تأملته بنظرات نادمة تشعر بالخزي من ذاتها و ټلعن تشكيكها به كونه يطمع بها وينسب أملاكها له كما كانت تعتقد ولكن قد حدثها مساعده عن مثابرته التي رأتها بأم اها لتوها وعن كونه يبذل مجهود خرافي كي يصبح ذلك الصرح بهذا الشكل الرائع والمشرف وكم وبخت ذاتها حين ادركت أنه رغم مجهوده إلا أنه لم ينسب شيء لذاته بل أخبر كل العاملين أنه ليس المالك الأصلي بل أنه يره فقط والأغرب أن جميعا يعلمون كونها هي مالكته.
أنتشلتها جملته من شرودها مما جعلها تحاول نفض تلك الأفكار التي تؤلمها وتشعرها بالخزي من نفسها ثم أبتسمت بسمة باهتة لم تصل لاها وطلبت أول شيء جاء بخاطرها
أنا عايزة أروح أشوف البحر
أومأ لها ببسمة دافئة و وعدها بذلك عودتهم
أما عن صاة الفيروزتان فقد ظلت ملازمة غرفتها وقد قررت أن تعود
حقا تشعر أنها على حافة الجنون من تناقضه وكم حاولت أن تجد تفسير لكل ذلك ولكن دون جدوى فكان صراع محتد يقام برأسها ولا تستطيع ردعه حين تعالى رنين هاتفها بنغمة تخصصها لرقمه وعندها كفكفت دمعاتها وهرولت بلهفة عارمة تتناول هاتفها وهمست بصوت مازال يحمل أثار
موقع أيام نيوز
البكاء
محمد...
أتاه الرد من الطرف الأخر مخالف لكل توقعاتها
أنا شهد يا ميرال أنا خليت طمطم تاخد منه التلفون بحجة اللعب علشان أكلمك وبصراحة أنا عندي علم باللي حصل بينكم
أفتكرتك هو
هو حالته صعبة يا ميرال من ساعة ما مشيتي وهو قافل على نفسه ومش عايز يتكلم
هو ليه بيعمل فيا كده يا شهد أنا به والله به ومش هعرف اعيش من غيره
هقولك بس عايزاك توعديني بحاجة الأول...
كانت تشعر بالتشتت والضياع في آن واحد فكيف لتلك القناعات والهواجس التي عششت بداخلها لسنوات أن تندثر بيوم وليلة وتدرك كونها جميعها بالية حقا الأمر يصعب عليها تصديقه او استيعابه دفعة واحدة فمن ناحية والدته التي لم تخدع ابيها كما اعتقدت وتزوجته برغبة من والدتها ومن جانب أخر علمها بمرض والدتها واستسلامها وكون كافة الخلافات التي كانت تدور بينها وبين أبيها جميعها كانت لأجل أن تخضع للعلاج وليس كما اعتقدت هي أما هو فقد أدركت كونها كانت تتحامل عليه هباء وتتجاهل مشاعره وعطائه ولا تقدر احتوائه لها في سبيل ذلك الأنتقام اللعېن الذي لامحل له من الصحة وكم لعنت ذاتها على غبائها فاليوم اقتلع كافة قناعاتها وأثبت لها دون قصد أنه لن يطمع بها ولا بأموالها بل أن أملاكها عبء ثقيل على كاهله.
كان ذلك ما ور برأسها وهي تجلس بجواره تتأمل على مداد بصرها مياه البحر الهائجة التي تشابه ثورة دواخلها بينما هو كعادته احترم
صمتها واراد أن يعطيها مساحتها الخاصة ولا يتطفل عليها فقط كان يجاورها يستمتع بتلك اللفحات الباردة التي تثلج قلبه المولع بها رغم كل شيء فنعم اندثر غضبه وحاول أن يتناسى كل ما مر به معها سابقا فوالدته أخبرته بدوافعها ورغم أنه كان يود أن يعاتبها بشأنها ولكنه فضل أن تبادر هي عندما تكون مستعدة لذلك وبالفعل توقعه كان بمحله حين همست هي
كنت عارف أن أمي هي اللي طلبت من مامتك تتجوز أبويا
تناول نفس عميق وأجابها
اه كنت عارف
لتعاتبه هي
وليه مقولتليش...
نظر لها وقال بنبرة رغم ثباتها ولكنها استشفت
متابعة القراءة