رواية راائعة للكاتبة شهد جاد الله مكتملة لجميع الاجزاء
ما حد من الجيران يشوفنا
توقف عن عبثه بمضض فمازال لم يرتوي ويقسم أنه لو استمر لأخر العمر لن يكتفي منها بينما هي أبتسمت تلك البسمة الآسرة التي تأسر قلبه وتدلت من السيارة فما كان منه غير أن يتبعها غافلين عن تلك ال القاتمة التي كانت تتربص بهم من بادئة وصولهم وظل صاها يتوعد لهم بأ الوع.
صباح يوم جد يحمل بين طياته الكثير لذلك العقلاني الذي لم تغفل ه لدقيقة واحدة منذ ما حدث فقلبه يأن بين أضلعه ولم ينفك عن التفكير بها منذ الأمس وكم ناجى الله كي يرأف بها وبقلبه الذي ينتمي لها رغم قناعاته.
فكان بمزاج عكر للغاية حين حاولت شقيقته تقنعه بأن يعمل على أحد سيارات الأجرة التي يملكها جارهم بشكل مؤقت إلى أن يجد عمل بأجر أفضل فما كان منه غير الموافقة وبالفعل اليوم هو أول يوم له و أن يخرج بالسيارة من منطقهم وجدها تقف أمامه وتلوح بها كي يتوقف تجمدت نظراته لوهلة لايستوعب كونها تغاضت عن حديثه الرادع لها بلأمس وظهرت أمامه من جد ورغم أن قلبه ارتعش أحفالا لرؤيتها إلا أن ملامحه ظلت صامدة حين توقف وصعدت هي بجانبه قائلة باقتضاب دون أن تنظر له
استغرق الأمر منه بضع ثوان كي يستوعب ما تحاول أن تفعله ولكنه فشل في فهمها لذلك هدر متسائلا
بتعملي ايه هنا يا ميرال مش اتكلمنا امبارح
تنهدت بعمق واجابته بكل إصرار وبنبرة مقتضبة
مقتنعتش... واتفضل وصلني علشان متأخرة وعندي محاضرات
ضړب كف على آخر
وقال بسخرية مريرة
أنت مچنونة رسمي
رفعت منكبيها وردت دون لحظة تردد واحدة
قول اللي أنت عايزه قول إني معنديش كرامة وقول كمان إني فرضت نفسي عليك وعلى بيتك وعلى حياتك بس انا مصدقت لقيتك وعمري ما هفرط فيك...وين أنت قولت أن دي مشكلتي لوحدي بس الحقيقة أن دي مشكلتك أنت لأنك قولتلي كده إني ات وإن كل اللي معرفوش يوني العيب فيهم مش فيا وانا اتعودت أصدقك
عدم الفهم كي لا يفتضح أمره
يعني إيه مش فاهم
يعني تسوق وتوصلني من سكات و اعمل حسابك انك هتلاقيني مستنياك هنا كل يوم
ومتقلقش شغل العداد بتاعك وهحاسبك زي الزباين العادية
مرر ه على ه وقال بكل عقلانية
اللي بيحصل ده غلط وأنت مش مدركة الوضع كويس
أجابته هي بثقة استمدتها منه مسبقا وبنبرة تقطر بالإصرار
لأ مدركة وعارفة الوضع اللي أنت تقصده كويس يا محمد ومش فارق معايا
حديثها لم يبدو منطقي له ولم يستوعبه عقله لذلك قال بنبرة صدرت منه حادة بعض الشيء
أفضل جنبك بصفتي أيه
كانت تشعر بمعاناته وتشعر بتلك الحړب الضارية التي تقوم داخله وكونها تعلم أنه مازال مت بمنطقه وقناعاته الراسخة إلا أنها حاولت أن تؤثر عليه قائلة
مش لازم نحط مسمى ...خليه اللي بينا مش مشروط وأنا عمري ما هتحامل عليك ولا هفرض عليك حاجة...وعلشان خاطري أدي فرصة لقلبك يقرر بالنيابة عنك...
نظر لها نظرة عميقة مطولة ورغم ذلك التشتت التي رأته في ه إلا أنها كانت تشعر أن خلف ذلك التردد شيء يعنيها ويكنه لها فما كان منها غير أن ترسل له بفيروز اها نظرات مطمئنة مفعمة بالإصرار جعلته يهمس بتنهه مثقلة وهو ينظر لأعلى يناجي ربه كي يلهمه الصواب
جاوبته وهي بحركة عفوية لم تتعمدها ورغم ذلك زلزلت دواخله وجعلت ه ټغرق ببحر اها
صدقني أنت اللي بتصعبها على نفسك وعليا انا مش فارق معايا حاجة غيرك...
إصرارها به جعل بصيص من الأمل يتسربل لتلك القناعات ويزعزع ثباتها وعندها تذكر حديث شقيقته بشأن السعي من أجلها و أدرك أنلذلك الحد سعمه ويجعله يفعل اتحيل كي يكون جدير بها
لذلك قرر أن لا ينهك نفسه بالتفكير أكثر فهو يعلم ما عليه فعله
أنت مچنونة وجنانك ده معرفش هيودينا على فين
أبتسمت واها تهيم به ثم قالت بإصرار عظيم نابع من تلك المشاعر
الجارفة التي تكنها له
مش مهم هنروح على فين المهم أننا نبقى مع بعض
تنهد تنهة مسهدة وأتسعت بسمته وهو يشملها بأهتمام وفيض اه وكم تمنى حينها أن يبوح بما يختلج بقلبه لها ولكنه منع ذاته فلن يصرح ويعطي ذلك الوعد الصريح منه إلا إذا كان جدير به وفي استطاعته مجابهته والتصدي لكافة عقباته بينما هي كانت تشعر بحالة من السلام النفسي غير عادية فلولا محادثة شهد لها بالأمس وحديثها عن مخاوفه وتلك القناعات الراسخة التي بها لم تكن تعلم فيما يفكر ولم تكن تشعر بتلك المعاناة التي تدور برأسه فحقا هي لا تكترث كونه لم يبوح لها بمكنون قلبه فيكفيها أنها ترى ذلك في اه وفي كافة أفعاله فهي ته ولا