نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

موقع أيام نيوز

وهو يستمع لحديث هاله ومنذر وبدأوا بمشاهدة تسجيل الكاميرات وما إن انتهوا أردف مروان بهدوء
_ تمام كدا اتفضلوا انتوا وأنا هتصرف ....
قاطعه منذر وهو يقول 
_ مع احترامي لحضرتك بس الموضوع مش هيقتصر على طرده هو حاول التعدي على زميلتي وكمان حپسها وحاول يبتزنا بالصور فأنا مش هامشي من هنا إلا لما البوليس يوصل .
شبك مروان أصابع يديه ببعضهما وهو يقول بهدوء 
_ منذر اسمعني اللي قولته كله هيتعمل متقلقش بس أنت شايف حالة هاله عامله ازاي وتلفوناتكم مبطلتش رن خدها وامشي وأنا هتكفل بالباقي متقلقش .
نظر منذر إلى هاله التي تبكي بصمت ف لانت ملامح وجهه ليقول 
_ تمام هفضل على تواصل معاك .
همست هاله بدموع 
_ هو ينفع اسمي ميتذكرش خدوا من هنا بس بلاش اسمي ينذكر.
نظر لها منذر وهو يقطب حاجبيه باستغراب
_ بس يا هاله .....
أردف مروان يقاطعه بهدوء 
_ هخلي الموضوع بشكل سري متقلقيش محدش من زمايلكم هيعرف حاجه بس طبعا أهلك لازم يكون عندهم علم باللي حصل معاك .
ابتسمت هاله بخفوت وهي توما برأسها
_ أكيد طبعا شكرا لحضرتك .
وبهذه الكلمات ختمت هاله حديثها وذهبت مع منذر وطوال الطريق وهما صامتان ما عدا هاله المستمرة بالبكاء توقف منذر وهو يقول 
_ كفايه يا هاله .
جلست هاله على الرصيف وهي تقول بدموع شديدة
_ متوقعتش أنه حقېر كدا أنا مصدومه أول مره اتعرض لموقف زي ده تخيل لو انت مجتش كان هيحصل لي إيه كنت هضيع حسبي الله ونعم الوكيل .
أطلق منذر تنهيدة قوية هو يعلم أنها مصدومه بمن عدته حبيبا وسلمته قلبها ثم جلس بجوارها وهو يقول بغصه ونبرة مبطنه بالسخرية 
_ مراية الحب عاميه معلش .
الټفت له هاله وهي تحدقه بعيون متسعة غاضبه ثم ضړبته على صدره پغضب شديد وهي تدفعه 
_ أنا

________________________________________
محبتوش افهم بقى .
حرك منذر رأسه بعدم تصديق وهو يتذكر الرساله واعترافها ثم ابتسم بسخرية وهو يردف 
_ واضح أوي يا هاله يالا قدامي على البيت.
_ انت مش مصدقني .
سألته هاله بنبرة خافته ضعيفه فاغمض منذر عينيه ثم نظر إليها وقال پألم في عينيه سرعان ما أخفاه تحت قناع اللامبالاة 
_ هاله دي حياتك أنت وأنت اللي هتخطيها لو سمحتي كوني صريحه مع نفسك وبلاش تنكري اللي كلنا لاحظناه انهارده إسلام بيقولي إن الكل مفكر إني أنا وأنت بنحب بعض مع أنهم لو بصوا كويس هيلاحظوا نظراتك أنت ل إسلام وحرصك إنك متفوتيش ولا كورس أو مراجعه ليه أنت اللي عطيتي فرصه لكل.. زي ده يحطك في موقف زي ده واهو حتى مطلعش بيحبك زي ما بتحبيه مجرد أنه وس.. كان عايز يصورك علشان يبتزك زيك زي غيرك أنا الومه هو ليه وأنت اللي ادتيه فرصه .
كانت هاله تستمع له وقلبها قد تمزق من الحزن هي تدرك أنها تصرفت بطيش ولكن هي لم تقصد كل هذا هي بسبب هذا الموقف أدركت من تحب بصدق ولكن أدركت متأخرا لتقول بدموع وهي تنظر صوب عينيه
_ تمام ما دام انت مصر إني واحده رخيصه وعطتله إشارة يبقى ......
وضع منذر يده على فمها ېصرخ بها پغضب 
_ اخرسي هاله اللي ربيتها مش واحده رخيصه أنت اتغيرتي أوي ...هاله اللي أنا عارفها مكنتش تعرف غير منذر وبس إنما أنت من وقت الثانوية وحالك اتشقلب وكل يوم أسمع عن حد شكل معجبه بيه فايوه أنت بتستهلكي مشاعرك في كلام فاضي والوس.. إسلام ده مكنش هيفكر فيك بطريقه مش كويسه لو ملاحظش نظراتك ليه !.
_ أنت بتقول إيه هو كان هيتقدم لي مشافنيش زي البنات اللي يعرفها بس أنا اللي رفضت لأني مش مستعدة دلوقت .
نظر لها منذر پألم وهو يقول بداخل عقله 
_ هو ده بس سبب رفضك .
تحدثت عينيها بما اخفته
_ لا مش ده السبب لاني بحبك يا غبي .
مسح منذر على وجهه ثم نظر إليها بجمود
_ هاله زي ما قولتلك دي حياتك وأنت حره المهم يالا اركبي علشان نروح ونحكي لعيلتك اللي حصل .
قالت هاله وهي تمسح دموعها 
_ أنا هروح لوحدي .
نهض منذر وطالعها بنظرات مستنكرة
_ نعم لوحدك هاله قومي يالا معايا .
أعادت هاله حديثها وهي تتحاشى النظر إليه 
_ اتفضل روح أنا هروح لوحدي .
شد منذر على شعره پغضب ثم مد يده وأمسك بيدها وهو يردف بضيق
_ مش هكرر كلمتي تاني قومي يالا وإلا هاسحبك .....
قاطعته هاله وهي تحاول سحب يدها من قبضة يده 
_ أوعى سيب أيدي أنا مش بقرة هاتسحبني وراك كدا .
زفر منذر أنفاسه وهو يحاول تهدئة ذاته ثم أردف بنبرة هادئة نوعا ما
_ لا بجرة وهتفضلي بجرتي الحلوب يالا .
من بين كل ما يمكن أن تقوله وجدت هاله نفسها تردف بغباء 
_ بقى عندك بقرة غيري .
نظر لها منذر ثواني بذهول وهو يستوعب معنى حديثها ثم قهقه ضاحكا حتى أدمعت عينيه في حين خفق قلب هاله بقوة عندما اخترقت ضحكاته فؤادها ليردف منذر بعد أن تمالك ذاته 
_ لا مفيش بقرة زي بجرتي الحلوب دي أنا مربيها وبعدين التانيه دي الحب دي يا هاله ميتقالش عليها بقرة .
رفعت هاله يده الممسكة بيدها ثم غرزت أسنانها بها وهي تصرخ به پغضب 
_ هتفضل جح ش طول عمرك .
تاوه منذر

________________________________________
وهو يطالع رسمة الساعه في ساعده والتي حفرتها أسنانها ليقول پغضب
_ بجرة عليا الطلاق بالتلاته هتفضلي طول عمرك حل وفه يا هاله .
اردفت هاله وهي تنهض تعدل ثيابها ثم وضعت حقيبتها على كتفها 
_ حل وفه في عينك يا جح ش أنت قال الحب يا هاله حابتك عقربه تكون سامه يا بعيد أنت وفرقع لوز بتاعتك دي .
ضحك منذر بشده واتجه إلى الدراجه وهو يقول بمرح
_ يا بت دي هاتبقى مرات أخوك احترميها.
انحنت هاله تحمل إحدى الأحجار الصغيرة ثم ألقتها عليه پغضب شديد ووجهها محمر من الڠضب لتزداد ضحكات منذر فقالت هاله بغيظ 
_ أنت عايز ټحرق دمي يعني يعني من بين كل بنات حواء ملقتش غير نرمين يا منذر .
ابتسم منذر وهو يدير المفتاح في الدراجه 
_ ومالها نرمين يا بجرة بنوته رقيقه وعامله زي بسكوت نواعم مش زيك يا جعفر العمده أنت .
قبضت هاله على يدها بقوة ثم انحنت تحمل قطعة حجارة أخرى وما كادت تلقيها عليه إذ صدح صوت بجوارهم
_ ارمي الطوبة يا بنتي عملك ايه الواد ده وانا اجبلك حقك منه .
نظرت هاله إلى الرجل العجوز وهي تشعر بالحرج ثم اخفضت يدها لتقول بخبث 
_ بيعاكسني.
اتسعت حدقة عينه پصدمه ليقول بحنق
_ آه يا متخلفه اعاكس فيك إيه ياللي مفكيش ريحه من الأنوثة أنت يا بجرة .
لمعت الدموع في عينيها لتقول بغيظ
_ شايف يا عمي قلة أدبه انسان بجح .
قال الرجل وهو يوزع أنظاره ما بينهما 
_ لا ملكش حق البنت كيف القمر عمتا امشي يا بنتي وانا هلملك شباب الحته يروقوا .
كتمت هاله ضحكة كادت تنفلت من شفتيها وهي تقول 
_ لا خلاص حصل خير المسامح كريم يا عمي ده أخويا بس وأنا بهزر معاه .
ابتسم الرجل قائلا 
_ ربنا يخليكم لبعض يالا سلام عليكم.
ردوا السلام عليه ثم قال منذر وهو يحدقها بشړ 
_ أنا بعاكسك يا هاله ليه ياختي اتسيط في نظري .
ذمت هاله شفتيها بضيق وهي تقول 
_ وهو أنت بتشوف أصلا اتنيل يا أحول .
حرك منذر رأسه بيأس ثم قال 
_ اتنيلي يالا خلينا نغور .
شهقت هاله باستنكار وهي تشير إلى الدراجه 
_ نعم أنت عايزني اركب وراك الموتسكل ليه فاكر نفسك كريم عبد العزيز.
نظر لها منذر بطرف عينه قائلا بملل
_ خلصتي هبل يالا اركبي.
وضعت هاله يدها على كتف حقيبتها وهي تغمغم بخجل 
_ لا طبعا أنا اتحرج .
رفع منذر حاجبه بسخرية مرددا
_ يا اختي بطه وايه كمان .
_ بس يا منذر .
كرمش منذر وجهه وهو يضيق عينيه
_ بس يا منذر والبقرة اللي كانت متشعلقه فيا جوا دي كانت إيه .
احمرت وجنتيها خجلا لتهتف بغيظ 
_ دي لحظة كدا بقى وراحت لحالها والمفروض تنساها المهم لأننا اتاخرنا أنا هاسبقك وأنت تعالى ورايا بالموتسكل .
ختمت حديثها وهي ترحل فابتسم منذر بقلة حيلة .
................................................
بعد مرور بعض الوقت
توسطت الأريكة تنظر إلى قدميها ودموعها تهبط بصمت ضمتها أختها إلى حضنها وهي تربت على ظهرها
_ أنت كويسه .
أومأت هاله برأسها فقالت جنات 
_ إيه اللي حصل معاك ومنذر مدخلش ليه نفهم ايه اللي حصل .
ردت وطن على تساؤلات جنات
_ بابا وماما مش هنا فهو مدخلش علشان كدا .
ابتسمت جنات بإعجاب ثم انتبهت على سؤال سهام القلقه 
_ هاله أنا أسفه اني مشيت بس هو اللي قالي إنك مشيتي ده غباء مني كان المفروض أتأكد بنفسي .
رفعت هال
رأسها وقالت ببسمة صغيرة
_ أنا مش زعلانه منك يا سهام أنا بس مصدومه من اللي حصل مش قادره اتخيل إنه طلع بالوطينه دي .
اردفت جنات بحيرة 
_ يا هاله طب فهمينا هو ليه عمل كدا .
تنهدت هاله بعمق ثم بدأت تقص عليهم ما حدث حتى انتهت فهتفت جنات معقبه على حديثها 
_ انسان زبا.. بمعنى الكلمه الحمد لله إن ربنا باعتلك منذر في الوقت المناسب ودلوقت هو فين .
اجابتها هاله بخفوت
_ هو مع أستاذ مروان متحفظ عليه عقبال ما البوليس ياجي .
تزامن حديثها مع انفتاح بوابة الشقة لتطل منه والدتها وهي تردف بضيق
_ كان مشوار مهبب والبت انهارده كان عندها امتحان ومن التوهه نسيت اتصل عليها .
جاءها صوت زوجها ردا على حديثها 
_ يا ستي كان ضروري وبعدين إحنا وصلنا أهو.
لم تنتبه على حديث زوجها فقد كان نظرها حيث ابنتها المڼهارة في البكاء بين أحضان أختها وطن لتهرع ناحيتها تقول پخوف 
_ مالك يا قلب ماما بټعيطي ليه الامتحان كان عامل إيه يا بنات .
انتبه والد هاله لوجودهم ثم أغلق باب الشقه واتجه إليهم ليقول هو الآخر 
_ في إيه مالكم كدا .
نهضت هاله والقت نفسها بين أحضان والدها تبكي بشده عانقها والدها وهو يسألها بقلق 
_ مالك يا حبيبتي .
نظرت والدتها إلى وطن تهتف بنبرة قلقه 
_ أختك مالها يا بت ما تنطقوا سيبتوا أعصابنا.
أمسكت وطن بيد والدتها تقول 
_ اطمني يا ماما هاله كويسه وحلت كويس في الامتحان .
ارتخت ملامح وجه والدتهم تقول بتنهيدة
_ الحمد لله يا رب ...طيب ده. كويس في إيه
تم نسخ الرابط