نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

موقع أيام نيوز

أنت عملتي له إيه .
غزت الدموع عينيها تحجب عنها الرؤية وهي تقول بۏجع
_ قټلته بايدي يا وطن انهارده .
ضمتها وطن إلى صدرها وهي تربت على شعرها 
_ مش فاهمه منك حاجه يا هاله إيه اللي حصل .
ابتعدت هاله عنها قائلة بدموع 
_ هحكيلك كل حاجه من الأول ......
وبعد أن انتهت هتفت پضياع 
_ أنا مش عارفه إزاي قولتله كدا بس كنت مضايقه أوي يا وطن ومشوفتش قدامي أصلا إزاي يعمل كدا يضحك معاها بتاع إيه ويديها شوكولاتي ويتجاهلني .
كوبت وطن وجهها بين كفيها وهي تمسح بابهامها دموعها قبل أن تردف 
_ بصي يا هاله اللي عملتي ده غلط وأنا عارفه إنك عارفه بعدين هو منذر ده ملكك أنت يعني مش من حقه يكون صداقات وكدا .....
قاطعتها هاله بدموع وهي تقول باندفاع
_ أنا موجوده أهو مش كفايه .
قالت وطن وهي تضيق عينيها بشك 
_ هاله أنت غيرانه عليه .
أبعدت هاله يد أختها عن وجهها تهتف بتهكم
_ بس بقى انت كمان أغير إيه أنا بس مش متعوده يعني أبقى موجوده ويتجاهلني كدا ...بس ولأن جنات كلمتني في نفس الموضوع إن البنات والشباب في المدرسه والدرس مفكرين إني أنا ومنذر بنحب بعض فكله جه مع بعضه ولقتني بدعي عليه بس قلبي واجعني أوي يا وطن متخيلش حياتي من دونه أو إن يعدي يوم وما شوفهوش فيه أموت بجد وهو قالي إنه هيطمن عليا ومش هيوريني وشه تاني .
_ لا منذر مش هايعمل كدا أبدا أنت عارفه قد إيه هو متعلق بيك هو بس زعل شوي وهتصالحوا تاني متقلقيش .
ختمت وطن حديثها وهي تميل على جبهتها تقبلها ثم ابتسمت في وجهها وقالت 
_ هتقعدي تقراي ولا اطفي النور .
قالت هاله بهدوء 
_ لا هنام شويه حطي لي

________________________________________
تلفوني على الشاحن يا وطن واطفي النور معاك.
أومأت وطن ببسمة 
_ تمام أحلام سعيدة يا حبيبتي.
صباح اليوم التالي
نزعت الغطاء عنها وهي تتململ بضجر ما إن هاجمتها ذكريات ليلة أمس لتعتدل على الفراش تجذب هاتفها نظرت إلى الساعه كانت تشير إلى الثامنة والنصف وهي لديها امتحان لمادة الكيمياء اليوم وللأسف لم تتمكن من المراجعه زفرت أنفاسها في ضيق شديد ثم رفعت هاتفها وبحثت عن اسمه حتى عثرت عليه ضغطت على زر الإتصال ظل الهاتف يرن وما من مجيب اخفضت الهاتف تطالعه پصدمه هذه أول مرة تهاتفه ولا يرد .
ومض على عقلها كلماته البارحه لتهز رأسها پعنف وهي تبكي تطرد ذلك التخيل من رأسها هي لا تتخيل حياتها بدونه أنزلت قدميها عن الفراش وانتعلت خفها المنزلي ثم أمسكت بالعكاز واتجهت خارج غرفتها تقابلت مع والدتها التي هتفت بنبرة هادئة
_ صباح الخير يا حبيبتي عامله ايه انهارده .
اجابتها هاله بخفوت 
_ صباح النور ..بخير الحمدلله أحسن من انبارح .
ابتسمت والدتها براحه ثم أكملت رص أطباق الطعام وهي تقول
_ ادخلي بقى اغسلي وشك وصلي وتعالي افطري قبل ما تمشي على الدرس ولا هتعتذري ومتروحيش أحسن لو كدا اخلي أبوك يتصل على الأستاذ ويعتذر منه .
قاطعتها هاله ببسمة خفيفه 
_ مفيش داعي أنا حاسه نفسي كويسه أنا بس عايزه اغير ولو سمحتي يا ماما قولي ل منذر ياجي يراجع معايا لأن عندنا امتحان كيمياء وأنا من وقت ما راجعتها حاسه إني مش فاكره حاجه .
أومأت والدتها بهدوء وهي تتجه إلى باب الشقه بينما اختفت هاله خلف باب المرحاض .
خرجت من المرحاض تجر قدميها جرا وتوضات بصعوبه وما إن وصلت إلى غرفتها وسوس لها الشيطان بأنها متعبه ومن الأفضل أن تصلي عندما تكون قادره على الوقوف وكادت تنجرف وراء حديثه عندما ومض على عقلها حديث أو قول منسوب للامام الشافعي رأته على إحدى الجروبات الدينيه التي تتابعها على مواقع التواصل .
سيروا إلى الله عرجى ومكاسير ولا تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطاله .
لذا نفضت عنها وسوسة الشيطان وهي تبدأ بالصلاة حتى انتهت وجلست ترتل بعض الآيات القرآنية مع جملة من الأذكار والأدعية.
قاطع ما تفعله صوت والدتها تقول من خلف الباب 
_ منذر مش في البيت يا هاله .
تركت هاله المسبحه من يدها ونهضت تفتح الباب وقلبها يخفق بشدة تسأل والدتها عن صحة ما قالته 
_ مش في البيت إزاي قصدك إنه مشي على الدرس بس لسه بدري .
_ لا هو انبارح ابن عمته جه اخده عنده يقعد معاه يومين .
ازداد خفقان قلبها تطالع والدتها بعيون متسعة تهدد بالبكاء وهي تقول بصوت مخټنق 
_ طب ودروسه .
_ وأنا إزاي سابني.
همست بتلك الجملة داخل عقلها لتجيبها أمها وهي ترفع كتفيها قائلة
_ مش عارفه بقى هو بيت عمته هنا في وسط البلد مش بعيد يمكن هيقعد معاه وياجي على الدرس مثلا المهم أنت ما دام مش مراجعه حاجه متروحيش وابقى روحي يوم تاني مع أي مجموعه تانيه وأنا .....
امالت هاله رأسها تهتف بغصه 
_ لا أنا هروح لسه قدامي ساعتين إن شاء الله الحق أراجع فيهم وبابا هيوديني الإمتحانات على الأبواب وأنا كنت مأجزه شهر ونص مش هينفع أأجز اكتر من كدا .
طوال الوقت كانت عينيها شاردة تترقب ظهوره بفارغ الصبر ولكن انتظرت وانتظرت ولم يأتي حتى بدأ المعلم بتوزيع الورق عليهم وعند اللحظة الأخيرة اخترق عطره أنفها

________________________________________
لترفع رأسها وتطالعه بعيون دامعة بينما هو لم ينظر لها من الأساس فقط تمتم بضع كلمات يعتذر بهم عن تأخره ثم استلم ورقته الخاصه وسار متخطيا إياها وجلس في آخر الصف قرب نرمين وجماعتها .
هدد الضغط الذي جثم على قلبها بإيقاف مجرى تنفسها لتبدا بالسعال بشدة حتى أدمعت عينيها أحضر لها المعلم كوب من الماء امسكته من يده وما كادت ترتشف منه حتى سقط الكوب من يدها متهشما لمئات القطع فزعت هاله ورفع الطلاب أعينهم التي كانوا يدفنونها فوق الورقة الخاصه بالامتحان ينظرون لها بدهشة أخرجهم صوت المعلم يسألها وهو يلاحظ توترها ونوبة بكائها التي تكبح جماحها بصعوبة 
_ هاله انت كويسه لو كدا روحي أصلا والدك كلمني وقالي على وضعك أنت من الطلاب الأذكياء والمتميزين عندي وهضايق جدا لو تقديرك قل وعلشان نفسيتك أنا هابقى احطك في مجموعه تانيه هتمتحن الاسبوع الجاي ودلوقت اتصلي بوالدك ياجي ياخدك .
همست هاله بصوت بالكاد خرج من حلقها
_ بس أنا حليت وقربت أخلص .....
قاطعها وهو يقول بهدوء 
_ حتى لو بردو أنا شايف حالتك أنت تعبانه يالا روحي .
أومأت هاله برأسها بحزن ثم بدأت بلم اشيائها وسمعت إحدى صديقاتها تهتف 
_ يا مستر أنا ينفع ابقى امتحن مع هاله في المجموعه التانيه أصل والدها في الشغل دلوقت وهايبقى صعب ياجي ياخدها فأنا هروحها......
قاطعتها هاله تردف ببسمة لم تصل ل عينيها 
_ مفيش داعي يا جنات أنا هاستنى برا أما تخلصي .
وبهذه الكلمات أنهت هاله النقاش وهي ترتكز على عكازها وتسير ببطء للخروج من القاعه .
وأما بنهاية القاعه من الداخل 
كان منذر في حرب بينه وبين قلبه منذ أن وقعت عينه عليها وقلبه يؤلمه لتوجعها وللوضع الذي هي فيه بسببه وعندما لاحظ نظراتها صوبه كان سيضعف ويحادثها كما هما متعودان ولكن تذكر حديثها فوئد ذلك الشعور بداخله ولكن عندما أوقعت كوب الماء واستمع إلى نبرة صوتها هاج قلبه بداخله ېعنفه ولم تمر سوى دقائق منذ مغادرتها حتى وقف منذر قائلا 
_ أنا خلصت يا مستر ممكن أخرج .
تعالت الهمسات من حوله فلم يهتم منذر بهم وخرج من القاعه يبحث عنها وهو ينوي مصالحتها فهو يعلم أنها لم تقصد كما أنها بدت حزينه على ما حدث بينهم وقد أمسك نفسه بصعوبه عن الرد على اتصالها صباح هذا اليوم عندما هاتفته وأيضا سؤالها عنه وقد قرر أن هذا يكفي فقلبه لا يتحمل تجاهلها أكثر من ذلك وبينما هو يبحث بعينيه حيث تجلس وقعت عينه على ذاك المشهد الذي أفقده كل ذرة من ثباته .
كانت هاله تجلس على مقعد وهي منفطرة في البكاء بينما تقول بشهقات عاليه 
_ مش عارفه ايمتى حبيتك ولا إزاي ولا ده إعجاب مش عارفه.
ابتسم إسلام ابتسامه واسعه وهو يردف بفرحه بدت ظاهره بعينيه 
_ وأخيرا يا هاله اعترفتي تعبتي قلبي عقبال ما اعترفتي .
يتبع ....

نوفيلا يوميات مراهقه الحلقة الرابعة بقلمي نورهان ناصر
يا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل عشق بالفتى
كيف يصنع يداري هواه ثم يكتم سره
ويصبر في كل الأمور ويخضع
كيف يداري والهوى قاټل الفتى 
وفي كل يوم قلبه يتقطع
نظرات عينيه وضحت ما يدور بداخله من نيران كز منذر على أسنانه وانقبض فكه پغضب شديد وهو يشاهد هذا المشهد على مقربة ومسمع منه 
أما عند هاله 
رفعت رأسها مصعوقة تنظر إلى إسلام بفزع لتنهض وقبل أن تتحدث بكلمه توضح له سوء الفهم وجدته يخرج علبة صغيرة مخملية اللون يتضح ما بداخلها للعيان وهو يتشدق بفرحه 
_ أنا مش عارف ابدا منين بس أنا حقيقي مبسوط جدا في الأول فكرت اهتمامي بيك لأنك طالبه ممتازه بس بعدين بقيت مش مجرد طالبه عندي في حاجات ليك اتكونت في قلبي 
ومن بعيد أغمض منذر عينيه بۏجع وانسابت دمعه من عينيه سرعان ما مسحها ثم أولاهما ظهره وركض خارج المبنى وهو لا يرى أمامه قلبه ېحترق بداخله واعترافها يتردد على مسامعه ليغمض عينيه پعنف ويسمح لذاته بالاڼهيار سنين يرافقها ولم تشعر به شعر أنه استهلك مشاعره لشخص لا يستحق لذا فضل الإنسحاب من حياتها 
أصوات عاليه وأناس يلتفون حوله بينما كانت عينيه ضبابيه ينسدل عليهما ستار من الدموع وهناك خطوط حمراء تسيل على جبينه لم يشعر بأي ألم يضاهي كسرة قلبه للمرة الثانية 
ابتعدت هاله عنه خطوه للخلف وهي تهز رأسها بالنفي تحاول إجلاء حلقها لو كانت كما كانت تظن أنها معجبه به لكانت أسعد انسانه الان ولكن كل ذلك تغير بادراكها لحقيقة أن لا أحد خفق فؤادها لأجله سوى المشاكس منذر رفيق الطفولة لتهتف بملامح جامدة 
_ أنت إزاي تسمح لنفسك تقولي الكلام ده يا أستاذ يا محترم أنا هنا طالبه وبس ومن النهارده مش هحضر أي كورسات ليك أنا مش بحبك 
قاطعها إسلام بعيون غاضبه وهو يردف بانزعاج واضح 
_ أنت بتقولي إيه مفيش داعي تنكري أنا عارف إنك معجبه بيا ولاحظت نظراتك أكتر من مرة وبعدين أنا هاستناك لما تدخلي الجامعه متقلقيش مفيش حاجه هتم دلوقت لو مقلقه من الموضوع هتكلم مع
تم نسخ الرابط