نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة
المحتويات
مجامله شكلك أوفر .
رفع منذر حاجبه بمكر
_ وليه ما تكونش بتقول الحقيقه وبتضحك من قلبها ها بعدين مش شرط اللي يضحكني يضحكك ولا ايه .
نظرت هاله له بضيق ثم غادرت وهي تنفث دخان من أذنها وأصوات ضحكهم تلاحقها لتهتف نرمين بتساؤل
_ أنتوا لسه مټخانقين .
_ اممم يعني .
ضحكت نرمين وهي تضع يدها على جانب وجهها كأن أحد سيسمعها
بوقت الغروب
كان يصعد درجات السلم يحمل بيده كوب قهوة وبيده الأخرى كتاب ما يتجه إلى سطح البناية حيث يجلس كما العادة وصل إلى السطح وتقابلت عينيه مع هلاكه التي كانت تعطيه ظهرها بينما هي منكبة في كتابة شيء ما تقدم ببطء حتى لا تشعر به ونظر إلى ما خطته يداها
________________________________________
وهو يقول بضيق مصطنع
_ قومي ده مكاني أنا دايما بقعد هنا .
_ يخربيتك يا زفت أنت مش هتبطل أم الحركه دي بقى قطعت لي الخلف وشعري شاب بسببك .
رفع منذر إصبعه السبابه بوجهها
_ عارف لما بس خلصت مكنتش قومت على فكره أصله مش مكتوب باسمك يعني .
أنهت حديثها وهي تلملم اشيائها وقبل أن ترحل ألقت عليه نظرة غاضبه ثم رحلت ووصلها صوت ضحكاته لينبض فؤادها بقوة ومن دون وهي همست بدعاء له
_ الله يديم ضحكتك يا منذر .
نسيت أن أخبركم طوال الثلاث السنوات الماضيه كان منذر يشاكسها من حين لآخر وهما لا يزالان يدعيان أنهما متخاصمين .
_ هاله أنت متقدملك عريس وأنا موافق عليه .
نزل حديث والدها عليها مثل الصاعقة لتهتف بعدم تصديق
_ إيه بتقول إيه يا بابا بس أرجوك ماتهزرش.
كبت والدها ضحكته بصعوبه وهو يقول بملامح جامدة
_ مين قالك إني بهزر خلاص أختك واتجوزت من سنتين ونص وأنت ما بقتيش صغيرة وأنا عايز افرح بيك .
لمعت عيني هاله بالدموع وهي تنظر إلى والدتها التي تلتزم الصمت مرددة ببحه باكيه
قالت والدتها بهدوء وهي تخفي ابتسامتها
_ هنعمل خطوبه واتجوزي وكملي الباقي معاه هو موافق ما عندوش مشكله .
پغضب ووجه محمر ردت هاله
_ بس أنا بقى مش موافقه يا بابا .
تدخلت وطن في الحوار وهي تحمل صغيرها ذو السنتين قائلة
_ وأنت قابلتيه علشان ترفضي يا هاله .
بنظرات مستنكرة نظرت هاله لأختها وهي تقول
_ وطن وإن ما كنتيش عارفه كل حاجه أسفه لا مش موافقه .
ختمت حديثها وهي تتجه إلى غرفتها ولكن استوقفها صوت والدها يردف بعتاب
_ هاتصغريني مع الناس على الأقل قابليهم وإن ما عجبكيش ارفضيه أنت عارفه إني عمري ما اجبرك على حاجه .
اردفت هاله بغيظ
_ طب ولازمتها إيه يا بابا أنا رافضه من قبل ما أشوفه .
بإصرار هتف والدها
_ هاله ادخلي حالا غيري هدومك واجهزي علشان الناس على وصول وده آخر كلام عندي .
دخلت هاله غرفتها وهي تبكي باڼهيار في أحضان أختها
_ وطن أنا مش هقدر أنا بحب منذر مش عايزه غيره .
قالت وطن بهدوء
_ يا هاله هتفضلي طول عمرك تستنيه يعني ولا هتفضلي بس تحبيه في السر وخلاص قومي البسي بس وشوفيه مش يمكن يعجبك .
طالعتها هاله بنظرات ساخطة أثناء قولها
_ واثقه إنه مش هايعجبني ولا هابص في خلقته أصلا أنا مبحبش غير المتخلف منذر وبس .
ضحكت وطن بشدة مردفة بنبرة حانية
_ قومي البسي ما تزعاليش بابا منك اللي خلاك وافقتي على وعده وقطعتي علاقتك بمنذر مش هاتوافقي تقابلي الناس اللي جايه ومين عالم مش يمكن يعجبك .
نهضت هاله عن الفراش أمسكت بالفستان واشارت لأختها صوب الباب
_ طيب يا وطن هاقابله وارفضه بعدها قومي بقى اطلعي برا أنت وابنك البكاء ده .
_ طالع لخالته مهي شكاءه بكاءه كدا كل حاجه تنوح عليها .
............................................................
ألقت السلام ودخلت وهي تحمل صينية موضوع عليها عدة أكواب كانت تخفض بصرها أرضا أشارت لها والدتها بالجلوس قربها ففعلت وما إن بدأوا بالحديث حتى رفعت رأسها ونظرت له پصدمه وقلبها يخفق بشدة داخل صدرها لتسمعه يهتف ببحه رجولية
_ احم عمي سمعت إن هاله رافضه تسمحلي اقعد معاها واحاول أقنعها .
كانت هاله
________________________________________
تنقل بصرها ما بينهم وهي تفتح عينيها على وسعها لترى والدها يومئ برأسه ثم خرجوا تباعا أضحت الغرفة خاليه من سواهما لكن بالطبع الباب مفتوح .
اخفضت هاله بصرها أرضا من التوتر والخجل اشياء كثيره سيطرت على كيانها وساد الصمت ولكن أصوات قلوبهم لم تصمت طويلا .
تخلى منذر عن صمته وهو يمد يده بكتاب ما وأتبعه وهو يهتف ببسمة واسعه ونبرة مبطنه بالحب تعشقها هي
_ هاله بصي لي احنا في رؤية شرعيه ومن حقي أشوفك كويس وأنت كمان .
بارتباك وتلعثم هتفت هاله
_ إيه أنت بتقول إيه .
ضحك منذر بخفه وهو يطالع معالم وجهها التي كستها حمرة الخجل
_ بقولك ارفعي رأسك ووريني عيونك اللي حرمتيني منهم يا مفترية .
فركت هاله في أصابع يديها وهي تضغط عليهم بينما تردد بتلعثم وصل له
_ أنا ...أنا لا ده شكله حلم اصحي يا هاله أكيد بحلم.
قهقه منذر وهو يمسح على عينيه وهو يشاهد تخبطها ذلك ليردف ببسمة لطيفة
_لا مش بتحلمي أنا هنا وده حقيقه بصي أنا بديلك فرصه توضحي لي كل حاجه مع إن شبه لمېت بالموضوع بس علشان قلبك يصفالي .
رفعت هاله عينيها له تهتف بنبرة باكيه
_ أنا قلبي مشالش منك أصلا .
تنهد منذر بقوة وهو يقول
_ من غير دموع ابوس ايدك ما تعيطيش أنا هنا علشان احط النقط على الحروف أنا مش هاعترفلك بحاجه كل حاجه في وقتها حلوه المهم أنا كل اللي هقوله سؤال واحد بس الورقة دي والكلام اللي فيها لمين.
أعقب حديثه وهو يخرج ورقه مطوية من جيب سترته ثم أعطاها لها مسحت هاله دموعها ثم أخذتها من يده و تحدثت بدهشة
_ أنت ... أنت جبتها منين .
بهدوء أردف منذر
_ هاله لو سمحتي جاوبيني على سؤالي .
عضت هاله على شفتيها من الخجل قائلة
_ الكلام اللي فيها أنا كتبته لحد غالي على قلبي وبس .
حافظ منذر على ابتسامته وهو يسألها بكل هدوء
_ الحد ده إسلام .
جعدت هاله جبينها بضيق شديد مردفة
_ لا طبعا أنا محبتوش وقولتلك كدا وأنت مصدقتنيش أنا بس كنت معجبه بشخصيته وكفاحه وإنه طالب مجتهد بس إنما مشاعر حب وكلام ده لا .
أومأ منذر برأسه بخفوت ثم سألها
_ طيب اقدر أعرف الحد ده مين .
ضغطت هاله على شفتيها وبهمس قالت
_ هاقولك في الوقت المناسب لو حصل نصيب يعني .
ببسمة لطيفة هتف منذر
_ هايحصل بإذن الله شوفي كدا الكتاب ده .
_ قبل ما اخده وأشوف اللي فيه الحاجات اللي كتبتها دي لمين وانت حبيت نرمين فعلا ولا لا .
نظر منذر لعينيها مبتسما وهو يرد على سؤالها
_ زمان قولتهالك وهاعيدها تاني حواء بتمثلها أنثى واحدة بس من اربع حروف ومطلعه عيني ولو بحب نرمين بعمل ايه هنا يا متخلفه أما بخصوص كتاباتي فأنا هقول نفس اجابتك في الوقت المناسب هقولك خدي الكتاب بقى .
أخذته من يده وما إن فتحته وقعت عينها على خاتم خطبة جميل يتوسط زاوية مربعة من الكتاب واسفلها جملة مزركشه
موافقة تكملي حياتك معايا ونجيب بجرة صغيرة نوسع انتاجنا
ضحكت هاله بشدة وانسابت دموعها وهي تطالعه بعيون دامعة
_ رومانسيتك بتبهرني يعني اتوقعت تكون كاتب حاجه حلوه كدا إنما أنت محدش يتوقعك.
وضع منذر يده خلف عنقه قائلا بنبرة هادئة
_ المهم موافقه ولا .
بخجل أومأت برأسها تاكيدا .
كانت تسير في الممر المؤدي إلى غرفة العمليات لديها تدريب عملي اليوم وستدخل العمليات
________________________________________
لأول مرة عندما شهقت فجأة حينما وضع أحدهم يده حول خصرها وسحبها إلى إحدى الغرف كادت تصرخ لتسمعه يهتف ببحه عذبه
_ هششس ولا صوت وحشتيني على فكره .
نظرت هاله إلى باب الغرفه المفتوح وهي تقول بتوتر وخجل
_ منذر حد يشوفنا الناس .....
قاطعها منذر وهو يضمها إلى صدره ويديه حول ظهرها
_ اياك تجيبي سيرة الناس دي تاني يولعوا الناس أنا استنيت اللحظة دي من سنيين طويلة عارفه يعني إيه أنا اتسحلت جنبك وعذبنا بعض وبعد ما كله انتهى جايه تقولي الناس احنا خلاص كلام الناس ده يبلوه ويشربوا أنا تعبت علشان أقدر اضمك كدا براحتي وفي أي مكان أمسك إيدك و .....
قالت هاله وهي تشعر بالخجل
_ يا منذر بابا هنا و ....
قبل وجنتها قبلة حانية وهو يهمس بجانب أذنها
_ بلا بابا بلا ماما أنت مراتي فاهمه يعني إيه يعني ما اسمعش صوتك خالص ودلوقتي احضنيني بضمير عايز اشحن طاقتي.
ضحكت هاله بخفوت وهي تضمه إليها بحب قائلة بمغزى
_ احنا كاتبين الكتاب انبارح يدوب ها ودلوقت يا زوجي العزيز ورانا تدريبات عمليه يعني المفروض إننا نستعد ليها .
أطلق منذر تنهيدة قوية وهو يقبل جبهتها بحب بينما يضمها إليه وبمشاكسه قال
_ ما احنا بنستعد أهو انا بشحن طاقتي لما بضمك لقلبي.
طالعت عينيه بعمق مردفة بحب شديد
_ مكنتش أعرف إنك بتحبني أوي كدا .
_ ده أنا بعشقك يا بجرة عشق الجاموسه للبرسيم .
ابتعدت عنه هاله ترمقه بنظرات ساخطة وملامحها كلها مشمئزه ليضحك منذر عاليا وهو يعاود ضمھا من جديد
_ بهزر معاك بجيتي قفوشه أوي .
بانزعاج تمتمت هاله
_ يعني انت تكتبلي اشعار وقصائد وخواطر على الورق ولما تيجي فيس تو فيس يبقى ده غزلك ليا لا مش لاعبه سيبني بقى .
أخرجها منذر من حضنه وهو يكوب وجهها بين كفيه مردفا وعينيه على خاصتها
_ كل الحب اللي في قلبي ليك مش هتحتويه مجلدات ولا كلام يلخصه حبك كبير يا هاله حبك متلبسني ومسيطر عليا أنا بعشقك يا بنت الناس الطيبه.
أسندت هاله رأسها على
متابعة القراءة