نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

موقع أيام نيوز

مدرسة هنا في المنطقة دي بدرس اللغة العربية وعندي بنات زيكم كدا 
بحرج ردت جنات وهي تبتسم بخفوت 
_ ها أهلا وسهلا بيك معلش كل يوم بنسمع عن طرق للخطڤ فبصراحه قلقت لما شوفتك بتقربي من صاحبتي أنا أسفه على إساءة ظني 
رفعت السيدة عنها الحرج وهي تبتسم بلطف تبث كلماتها على مسامعهم 
_ أنت مغلطيش يا حبيبتي للأسف بقى ده الواقع بيختلط فيه أصحاب النوايا الحسنة مع السيئة لله الأمر من قبل ومن بعد محدش يابنتي في الزمن ده ومبقاش بېخاف ويشك في كل الوشوش اللي بيشوفها عمتا مش هاخركم أكتر من كدا ربنا يحفظ طريقكم شوفي صاحبتك لأنها تعبانه جدا 
بادلتها جنات الابتسامه وظلت تتبعها بعينيها حتى غابت عن ناظريها تنهدت ثم نظرت إلى هاله المستمرة بالبكاء وحينها جعدت جبينها باستغراب وهي تنظر إلى جانب وجهها قبل أن تسألها بعيون متسعة من الصدمه 
_ هو ضړبك 
بنبرة مثقلة أجابت هاله 
_ جنات روحيني مش قادره أقف ولا عايزه أتكلم ولا أنا قادره 
أومأت جنات بهزة بسيطة من رأسها وهي تساندها مردفة بنبرة هادئة 
_ حاضر مش هاسالك بس هنقول إيه للبنات سهام ورحاب كانوا بيشتروا حاجه من السوبر ماركت ده وجايين الكف باين أوي أنا مش قادره أتخيل إنه مد أيده عليك 
_ أنا استفذيته 
پغضب شديد همست جنات 
_ ولو بردو ده مايديلهوش الحق إنه يرفع أيده عليك 
_ خلاص يا جنات بقى البنات جايين أهم قفلي بقى على الموضوع ده
رفعت رحاب شنطة المشتريات وهي تخرج أحد الاكياس تهتف بنبرة متحمسه 
_ جبتلكم اندومي معايا وشيبسيهات وكمان كيت كات وجالاكسي مش خسارة فيكم 
رمقتها جنات بنظرة تهكمية أثناء قولها 
_ تشكرات يا حبيبتي تعبتي نفسك 
_ أنا نفسي أفهم أنت قارشه ملحتي ليه يا جنات
قالت سهام تقطع حديثهم 
_ طب يالا بقى علشان التلفونات مبطلتش رن وهنتنفخ في البيت كدا 
مدت رحاب يدها بإحدى قطع الشوكولاتة إلى هاله وهي تردف ببسمة صغيرة 
_خدي دي يا هاله عارفه إنك بتحبي النوع ده أوي 
نظرت هاله إلى يدها الممدودة لتلتمع الدموع في عينيها مجددا هذا نفس النوع الذي يقدمه منذر لها لتقول رحاب بحيرة عندما لاحظت دموعها 
_ هو أنا قولت حاجه غلط 
قالت جنات تداري الموقف 
_ لا يا حبيبتي بس هاله بقت پتكره النوع ده 
رفعت رحاب حاجبها بتهكم وهي تقول بغير تصديق 
_ إزاي دي مش عاتقه منذر وكل ما بيشتريها بتاخدها منه 
_ لا ما هي نفسها زهقت منها بقى بصي هاتي كيس الاندومي ده ويالا نمشي
أعقبت جنات حديثها وهي تشير بعينيها إلى سهام التي فهمت اشارتها ثم أوقفت إحدى عربات الأجرة وبعد استقرارهم بداخلها هتفت رحاب وكأنها تذكرت 
_ بت يا هاله خرجتي في نص الفيلم ليه ده كان فيلم يجنن 
كانت هاله تستند على زجاج نافذة السيارة بشرود تبادلت جنات وسهام النظرات لتردف سهام ضاحكة 
_ هاله بتزهق بسرعه وطلعت تتمشى شويه 
هزت رحاب رأسها وصمتت مضى بعض الوقت ثم ترجلت من السيارة وهي تودعهم ابتسمن لها بصفاء حتى غادرت

________________________________________
تنهدت سهام تهمس لجنات بصوت منخفض 
_ إيه اللي حصل 
بنفس الهمس اجابتها جنات 
_ معرفش إيه حصل بس شكلها خلصت يا سهام 
كان يتمشى على الكورنيش يركل الحجارة پغضب شديد توقف بعد وقت واستند بمرفقيه على السور ينظر إلى النيل بعيون شاردة رفع يده التي صڤعتها وظل يحدق بها لثواني هو نفسه لا يدري كيف فعلها لكنها استفذته لفعلها 
آفاق من شروده على ارتفاع نغمة هاتفه ليمد يده إلى جيب بنطاله يخرجه طالع الاسم المتصدر أعلى شاشه هاتفه لثواني قبل أن يقرر الاجابه وما إن فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه حتى وصلته حملة سباب اكتفى هو حينها بالصمت حتى انتهى محدثه ثم قال 
_ خلصت 
وصله صوت علاء يردف بضيق شديد من بروده 
_ آه خلصت يا خويا أنت فين كدا وليه طلعت تجري شوفت البنات هنا في السينما بس مشوفتش هاله معاهم 
وكل ما وصل إلى علاء صوت تنهيدة منذر القوية قبل أن يجيبه بضيق 
_ شوفتها واتكلمنا وانتهينا ومشيت بدون ما تبص وراها سابتني ومشيت بكل بساطة 
استمع له علاء بصمت حتى انتهى ثم قال 
_ أنت فين كدا 
_ أنا مروح يا علاء فاصل ومحتاج انام سلام هابقى أكلمك بالليل 
_ بقولك يا اسطا نزلنا هنا 
قالتها جنات للسائق لتحدق بها سهام بتعجب وهي تقول 
_ بس لسه بدري على عنواني
ببسمة صغيرة وهي تغمز لها ردت جنات 
_ عارفه بس إحنا خلاص اخدنا الاجازة وكل واحده هتروح في مكان ومش هانشوف بعض لفترة فعايزة اتمشى معاكم الشويتين دول يالا بينا 
رحبت سهام بالفكرة وهي تبدي إعجابها بتفكير جنات وحينها رسمت بسمة لطيفه على وجهها ثم ترجلوا سويا من السيارة ثم هتفت سهام بتساؤل 
_ إيه اللي حصل اتكلمتوا
نظرت هاله لسهام مردفة بنبرة مهمومه 
_ خلصت الحكاية خلاص وما اظنش هيوريني وشه بعد كدا 
ربتت جنات على كتفها قائلة 
_ من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه 
سقطت دموع هاله وهي تردف ببحه باكيه 
_ ونعم بالله كان نفسي يكون هو العوض بنات آه أنا أعجبت بشخصيات بعض الناس بس عمري ما تخطيت حدودي معاهم كنت باخدهم ك قدوة أو بعيش سني زي ما بيقولوا حاجه بيني وبين نفسي وبس دي مشاعر وفترة الكل بيمر بيها أنا مكنتش هاغضب ربنا عليا مهمها حصل ولما حبيت منذر حبيته بيني وبين نفسي ما روحتش وقولتله أو حاولت الفت نظره ليا ما عملتش أي حاجه غير إني بقيت بتجنبه ارضاءا لوالدي اللي أدرك بعد 17 سنه إنه مكنش ينفع يجبر منذر إنه أخ ليا وإن كل ده غلط في غلط 
صمتت هاله لثواني تبتلع تلك الغصه في حلقها قبل أن تكمل بعيون لامعه 
_ أنا ومنذر مكنش بيناتنا علاقة حب يعني وكل كلامنا حب مثلا كان على يدكم كل حاجه أنا معملتش حاجه أشيل عليها ذنب كل ما في الموضوع إنه كان بيهتم لأنه مطلوب منه ده زي ما أهالينا عودونا من صغرنا وفرضوا علينا طول عمره جدع وشهم معايا ولا اتخطى حدوده ولو حصل فده كان خارج عن إرادتنا وأنا هنا بتكلم عن وقت تعبي لما رجلي كانت مکسورة 
أخذت هاله نفسا عميقا ثم أخرجته على مهل وهي تكمل بۏجع بائن 
_ المهم إن كلام بابا صح وكان لازم نراعي حدود ربنا أكتر من كدا وأنا مش هاعمل شيء يوطي رأسه في الأرض هاركز على دراستي واحقف حلمي ولو ليا نصيب في منذر هاخده وبس ومن النهاردة مش عايزاكم تفتحوا الموضوع ده تاني إذا سمحتوا 
طرق على الباب وهو يضع رأسه عليه مرت دقائق حتى فتح الباب وظهر مروان أخيه الأكبر من خلف الباب يهتف بدهشه وهو يتثائب 
_ مالك شكلك عامل زي اللي طلع من معركه خسرانه 
لا يدري مروان ماذا فعلت جملته هذه بأخيه هو بالفعل كان يحارب في معركة محسوم أمرها من البداية لذا بدون تعقيب على حديث أخيه دلف منذر بخطوات بسيطة ثم اتجه إلى غرفته يمشي والحزن رفيق ملامحه تحت استغراب والدته لتسرع بوضع ما في يدها وتتجه نحوه فتحت الباب ووجدته يرتمي على سريره يطالع سقف الغرفة بعيون شاردة 
_ لايمتى يا منذر 
رفع منذر رأسه وطالع والدته باستغراب لسؤالها لتهمس هي بنبرة حانيه وهي تحرك أناملها على وجهه بلطف 
_ فاكرني مش عارفه اللي هنا وتاعبك من زمان 
أعقبت حديثها وهي تشير إلى موضع قلبه أطلق منذر زفيرا حارا من جوفه وهو يقول بنبرة مټألمة 
_ مش بأيدي يا أمي هو أنا غلطت لما فكرت فيها كدا هل أنا خونت الأمانة اللي عمي سلمهاني لما حبيت بنته 
رفعت والدته وجهه بين يديها لتنظر إلى عينيه مباشرة 
_ الحب مش بأيدينا يا بني ده رزق من عند الله وأنت مغلطتش أبدا الحب مش حرام ده أفضل الخلق كان بيعشق السيدة عائشة المشاعر سلطانها بيد الله مش بأيدينا إحنا احنا مطلوب مننا نهذبها وبس ما نخلاهاش تتحكم فينا وتوقعنا في المعاصي فقط أنت فاهمني مش كدا 
أومأ برأسه فتابعت والدته بنبرة هادئة 
_ومش عايزاك تفكر كدا أنت ما خونتش حد يا حبيبي 
غص حلقه وهو يردف بنبرة متعبه 
_ ما خونتش إزاي وهو عطهاني أخت ليا وأنا في حياتي ما اعتبرتها أختي آه يمكن واحنا صغيرين كنت أحسها أختي بس مشاعري اتبدلت أو تقدري تقولي اتوضحت أكتر إني بحبها من حوالي شهر عمي قدامك قالي أنا بعتبرك ابن ليا وعايزك دايما أخ لهاله أنا موجوع يا أمي حاسس بالذنب لأني بحبها وإحساس بالخيانه ماليني 
اعتدل منذر في جلسته وهو ينظر إلى عيني والدته 
_ قولي لي يا أمي أعمل إيه شوري عليا 
احتضنت والدته وجهه بين كفيها وهي تردف ببسمة لطيفة 
_ اتمسك في حبك أنت مغلطتش يا حبيبي وبعدين هاله مش أختك ولا عمرها كانت أو هتكون مفيش حاجه اسمها زي أختي دي حدود ربنا مينفعش نتخطاها أو نعملكم أخوات بالڠصب فأنت مغلطتش لما حبيتها حط ده في بالك لو حد غلط يابني فهو إحنا لما سبناكم تكبروا سوا كل يوم مع بعض بدون ما نراعي حساب ليوم زي ده آه انتوا مغلطوش ولا عملتوا شيء يخزي الرأس بس بردو اختلاطكم ببعض كان غلط رغم إن كل مرة بتتقابلوا بتكونوا تحت عيونا هنا على العموم اللي حصل حصل بقى أنا من تحت لتحت هفتح الموضوع مع نجات اجس نبضها وتقبلها للموضوع 
وضع منذر كف يده على يد والدته التي بدورها تحتضن خده 
_ لا يا أمي ما تتكلميش معاهم خصوصا في الظروف دي هاله انهارده چرحتني چرح عميق مش عارف

________________________________________
أقوم منه طلبت مني اطلع من حياتها وامشي لأني وجودي غلط وهي رافضاه تخيلي بعد 17 سنه بتقولي أنت غلط وأنا مش عايزاك 
توسعت حدقة عينها پصدمه مرددة 
_ لا يمكن أصدق إن هاله تقولك كدا طب ده هاله روحها فيك يا منذر وبحس في عيونها مشاعر ليك 
ابتسم منذر بحزن وهو يقول بسخرية 
_ هاله ومشاعر ليا آه يا أمي انهارده شوفت
تم نسخ الرابط