رواية راائعة للكاتبة سهام صادق مكتملة لجميع فصول ( لحن الحياة )
المحتويات
أصبحت في الأوان الاخيره منطفئة الروح ورغم سؤالها الكثير عن حالها ...لا تحكي لها شئ حتي لا تحزنها
قلبي حاسس ان فيه حاجه مش كويسه
فضمھا إليه بدفئ
هننزل ونعرف منها ..بس تمالكي نفسك كده وبلاش اول ما تشوفيها تندفعي بالكلام عن كنان
فتنفست ببطئ فمنذ لحظات كانت تهذي بأن كنان هو السبب ..بالتأكيد فعل شئ احزن شقيقتها
انا نازله اشوفها
وكادت ان تخطو نحو الباب ..فقبض علي مرفقها بضيق
بالمنظر ده .. انتي عقلك بيروح منك ساعات ..روحي غيري هدومك
فنظرت إليه ثم الي ملابسها ..فشهقت بقوه ثم ركضت من امامه
ايه قلة الأدب ديه
يارب الصبر من عندك .. لاحسن قربت اټجنن
فمهرة لو علمت بما فعلوه دون أخبارها ستنقلب عليهم بأعصارها وستغضب كم ان ورد بحاجه لها وهو بحاجه أيضا لها ليعرف سبب قدوم ورد ..
وسؤال يدور داخله ماذا حدث
وعندما انتبه لخطوات جاسم اقترب منه مصافحا اياه
فرفعت ورد عيناها نحو جاسم الذي تمتم علي الفور
إزعاج ايه ياأكرم انتوا أصحاب بيت
ووقفت ورد عندما وجدت شقيقتها تهبط بخطوات سريعه علي الدرج وقد استمعت لجمله جاسم وابتسمت داخلها لما قاله لشقيقها
واندفعت مهرة نحوها ټحتضنها بقوة وبكت بين ذراعيها ومهرة تنظر لجاسم واكرم وقد زاد قلقهم
وضمتها إليها أكثر
انا تعبانه اوي يامهرة... وعايزه اقعد مع نفسي لولا اصرار أكرم ان اجيلك كنت هروح علي شقتنا في الحي
فنظرت لها مهرة بعتاب
كده ياورد عايزه تكوني هنا وانا معرفش بوجودك
واقترب منهم جاسم متدخلا
ورد البيت هنا بيتك ولا انتي مش شيفاني اخ ليكي
ابدا والله
فأبتسم لها جاسم بلطف
خديها تستريح فوق
فأعترضت ورد فهي تريد العوده إلي شقة والدتها حتي لا تكون ضيفة ثقيلة عليهم ولكن مع إصرار جاسم صعدت مع مهرة التي كانت تود الانفراد بشقيقتها لتعرف ما بها
ونظر أكرم صوبهم وهتف بأمل
فطالعه جاسم متنهدا وهو يبحث عن رقم كنان ولكن فكر قليلا ..كنان هو من لا بد ان يقلق علي زوجته ويهاتفه
.............................................
كان كنان يركض في رواق المشفي بهيئته المشعثه ..لقد طعنت عائشة بالسکين .. مازال صدي تنفسها وهي تهاتفه تطلب مساعدته يخترق أذنيه
كان في تلك اللحظه يدور كالمچنون من أجل ان يتبع زوجته ولكن بعد هذا الخبر أصبح بين نارين
ايكون شقيق حقيقي وقد اتت الفرصه ليثبت لشقيقته انه يحبها ولو كان يعلم بوجودها لكن بحث عنها واعتني بها .. إلي الان لا يعرف كيف عاشت والدته حياتها وهي تحمل ذلك الذنب حتي والده خدعته فقد اخذت واحده من التوأم تربيها وتركت أخرى لوالدتها .. اشترت خالة شقيقتيه بالمال من أجل ان تخبرها أن احدي التوأمين قد ماټت حين وضعتها ...ولكن الخاله قد صحي ضميرها
واعترفت بذنبها بحق شقيقتها التي توفت قهرا بعد ان طردتها والدته من عملها بالمزرعه واقصتها لقريه بعيده
وانحني للامام ووضع يديه علي ركبتيه يتنفس بصعوبه وهو يقف امام غرفة العمليات ليجد احدى جارات شقيقته ومعها ابنها .. فهو لم يلحقها ولكن في طريقه هاتف المشفي ويبدو ان جيرانها قد لحقوها
واقتربت منه المرأة تطمئنه
لا تقلق بني ستكون بخير
ثم سألته
رأيتك من يومان عندها ..هل انت قريب لها
فحرك كنان رأسه مجيبا بصوت يكاد ان يسمع
انا شقيقها
لتنظر له المرأه بدهشة ف عائشة جارتها لعام ولأول مرة تعرف ان لها شقيق ومن هيئته علمت المرأة أنه ذو مكانه بالبلد
وهتفت تخبره بشكوكها
طليقها هو من فعل ذلك ..انا متأكده
ونادت علي ابنها والذي يبدو بعمر العشرين
ابني محمد رائه وهو عائد من عمله
فحرك الشاب رأسه مؤكدا
لقد كان سكير
فشعر كنان بأن رأسه يدور ..شقيقته مطلقه ..ما تلك الحياه التي يعيشها.
......................
هتفت مهرة للمرة العشرون تسأل شقيقتها عن سبب مجيئها
ياورد طمنيني طيب ..وضعك وشكلك مش مريحني ده مش منظر واحده جايه زياره عاديه
فتسطحت ورد علي الفراش الذي قد أعدته لها شقيقتها وضمت الوساده لها
ارجوكي يامهرة خلينا نتكلم بكره ..انا تعبانه
فأزداد قلق مهرة
تعبانه ..اخدك للدكتور طيب ..طب اخلي جاسم يطلبلك دكتور
وكادت ان تذهب وتخبر جاسم الا ان صوت ورد اوقفها
مهرة انا محتاجه انام في حضنك ..محتاجه أرتاح
فتنهدت بيأس من صمت شقيقتها
لاء مردتش تحكي ..قالتلي محتاجه ترتح
فنظر لها بتفهم وتسطح على الفراش ومد ذراعه
تعالي ياحببتي
وفور ان دعاها لحضنه ..انضمت إليه ودفنت وجهها بتعب بصدره
قلقانه عليها اووي ياجاسم ورد غيري ..ورد كتومه وبتيجي على نفسها عشان تسعد اللي قدمها وبتقدم تنازلات كتير عشان ترضي غيرها وده مخليني متأكده ان كنان جرحها قوي
وابتعدت عنه قليلا ورفعت جسدها عن حضنه وهتفت پشراسه وهي تضغط على أسنانها
اه لو قدامي دلوقتي كنت..
وقبل ان تكمل باقي عباراتها ..جذبها نحوه ضاحكا
ايه الشړ اللي انتي فيه .. وعلي فكره كنان أتصل بيا من شويه وكان باين علي صوته اللهفه .. واقدر اقولك ان الموضوع فيه سوء تفاهم مش اكتر ..كنان بيحب ورد يامهرة انا متأكد من كده
فنظرت إليه قليلا وقد اراحها ما اخبرها به بعض الشئ ولكن مازالت تتوعد لكنان
وأبتسم بعدما وجدها استكانت كالقطه الوديعه بين ذراعيه.
مهرة
فنظرت إليه پضياع ..فمال نحو جبينها يطبع بقبلة دافئة عليه
متفكريش كتير في الموضوع ... وتأكدي ان ورد اختي ومش هرضي ليها بأي إهانة من اي حد حتى لو كنان
فأبتسمت وهي متيقنه بذلك فبعد استقباله لشقيقتها وجملته التي قالها لها ..تأكدت اي رجل هو زوجها الذي أصبحت غارقة في عشقه
فالحب ليس كلمات فقط بل موافق تظهر أفعال وهنا ينحسم الأمر وتتأكد من حقيقة من أحببته ..وتدرك أذا كان ما تعيشه سراب أم حب حقيقي
ورفعت عيناها نحوه ثم طبعت بقبلة على خده برقه متمتمه
بحبك اوي ياجاسم
وابتعدت عنه قليلا واعتدلت في جلستها فوق الفراش ووضعت بيدها علي بطنها مبتسمه
انا نفسي يكون ولد ويكون شبهك فكل حاجه
ونظرت لبطنها داعيه
نفسي اجيب تلت ولاد ويكونوا نسخه منك انت وبس واجيب بنت شبهي في كل حاجه
قالتها بفخر ..فضحك وهو يضمها إليه
وليه نبلي العالم بمهرة تانيه ..كفايه واحده
فتملصت من بين ذراعيه
يعني انا بلوة .. يعني انت شايفني كده
وكده ان تكمل ما تتفوه به ..فوضع بكفه على فمها سريعا
لسانك ده مدفع بيشتغل .. لو استنيتي أكمل كلامي كنت هقولك أنك احلي واطعم وأرق بلوة
هتف بتلك الكلمات المتقطعة وهو يطبع بقبلااات رقيقه علي عنقها وكأنه يدغدغها ..
كانت بعالم اخر بين كلماته الهامسه وعاصفة حبه.
وفجأة وجدته يدفعها برفق عنه بعد ان صدح تنبيه هاتفه بأقتراب موعد اذان الفجر
ابعدي عني دلوقتي ياحببتي عشان الشيطان شاطر
طالعته دون فهم ولكن عندما وجدته ينهض من فوق الفراش ويتجه نحو المرحاض ...فهمت مقصده وابتسمت وهي تضع بيدها علي قلبها
هو انا عملت ايه حلو في حياتى عشان استاهل أتجوز الراجل ده
ومالت نحو الفراش تنتظر هي الأخرى آذان الفجر فقد اعتادت منذ زواجها منه ان تصليه في موعده فهو يقيظها معه كما كانت تفعل ورد معها ... في البدايه استعجبت من الأمر ولكن مع مرور الوقت
متابعة القراءة