رواية راائعة للكاتبة سهام صادق مكتملة لجميع فصول ( لحن الحياة )

موقع أيام نيوز


يحتجون علي الوضع الذي هم فيه ... ومدراء الأقسام لا يعيرهم اي اهتمام فكل منهم يمسك فنجان قهوة يرتشفه ببرود او يجلس في مكتبه تحت المكيف
واقتربت من أحد العمال متسائله 
 هو في ايه .. وليه انتوا وقفين كده 
لينظر لها الرجل بشك 
 انتي مين 
فأبتسمت مهرة وهي تدرك خوفه 
 ياعم متخافش بس وقولي ..مش يمكن أساعدكم 

حدق بها الرجل للحظات ولكنه حسم امره وبدء يسرد لها ټهديد الإدارة لهم بطردهم وان أغلبهم يعمل بعقد فقط ..وان التثبيت لا يكون الا لأصحاب الوسطه واقارب المدراء
 طب وليه موصلتوش كلامكم ده لصاحب الشركه
فضحك الرجل بأستهزاء وهو يلتف حوله 
 صاحب الشركه سايب كل حاجه على البشمهندس شوقي اصل قريبه ياستي... مبيجيش المصنع ده غير كل كام شهر وبيكونوا مظبطينها ووعدينا ان كل مطالبنا هتتنفذ 
ثم أكمل وهو يطالع المكان حوله مرة أخري 
 او ېهددونا اللي هيتكلم ..هيطرد
لتستمع مهرة لكل هذا بتركيز ... ووجدت المدير يتقدم منها مرحبا بها بعد ان علم بهويتها 
وأخذها لمكتبه المكيف... طالبا من سكرتيرته كأس من الشاي بعد ان سألها بأحترام ماذا تريد ان تشرب 
لتهمس بصوت لم يسمعه غيرها 
 ما الأوامر جايه من جاسم الشرقاوي لازم التعامل يبقي ليه وضع 
وأسترخت في جلستها كالطاووس المتباهي 
 اما اخد وضعي بقي وأعيش الدور شويه 
وقد جاء الشاي وأخذت ترتشفه وهي تستمع لكلام المدير عن مايفعله العمال وتمردهم ويجب ان يتأخذ جاسم أمر بطردهم 
لتنهض مهرة أخيرا من مقعدها بعد ان انهت كأس الشاي وأعتدلت في وقفتها 
 سيبلي انا المهمه ديه يابشمهندس ... انا هوقف العمال دول عند حدهم واللي مش عجبه مع السلامه
لتتسع أبتسامة شوقي علي تأيدها لقراراته 
وسارت للخارج يتبعها شوقي منتظرا ما سوف تخبر به العمال المجتمعون بالأسفل 
 اسمعوا ياحضرات .. كل عامل هنا مرتبه هيزيد حسب مرتبة الحالي... واللي بقاله سنه شغال هيتثبت
وألتفت نحو شوقى الذي أتسعت عيناه هو ومدراء الأقسام 
 عشان محدش بعد كده يبيع ويشتري فيكم وتضمنوا حقوقكم 
ليتهلل أسارير العمال .. وشوقي يقف يهتف خلفها 
 انتي مجنونه... لا ده لازم جاسم بيه يعرف بلي عملتيه 
وذهب نحو مكتبه يطرق الأرض پغضب .. ليرفع سماعة هاتف مكتبه.. طالبا محادثة جاسم الذي كان للتو قد أنهى اجتماعه ودلف لغرفة مكتبه تتبعه مني 
 بتقول قرارات ايه ياشوقي
وبدء شوقي يسرد له بطريقته ماحدث من تلك التي بعثها للمصنع 
لينظر جاسم لمني وأسم مهرة يتردد علي مسمعه من شوقي
وأغلق الهاتف پغضب ... محدقا أمامه بوعيد 
ضغط علي أسنانه بقوه هاتفا بأسمها 
 مهرة 
الفصل العاشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
وقفت أمامه بزهو وهي تتباطئ في خطواتها وأقتربت من أحد المقاعد تجلس عليه كي تسترخي من أرهاقها المفعم بالفخر ...وأخذت تطالعه وهو يدقق بعض الأوراق التي أمامه منتظره منه ان يبدء الحديث 
ف فور ان وصلت من المصنع أخبرتها مني أنه يريدها 
ليرفع جاسم وجهه عن الأوراق التي أمامه 
 انا أذنتلك تقعدي 
لتعتدل مهرة في جلستها بعد ان أحرجها بعباراته الفظه 
 لاء مأذنتش 
ثم تابعت بعلياء 
 أظن بعد المجهود الجبار اللي عملته .. تجبلي عصير وتديني اجازه يومين كده 
وسرحت بخيالها قليلا 
 وياسلام لو تحجزلي في الساحل 
وشهقت بفزع وقد أخرجها من طور أحلامها..فقد تخيلت البحر والهواء ولكن 
 انا لو أطول أنفيكي هنفيكي وارتاح منك 
ونهض من فوق مقعده وأقترب منها 
 انتي ايه اللي هببتيه ده
فرفعت عيناها نحوه 
 بدل ماتشكرني اني حليتلك المشكله والعمال فضلوا يدعولك ... انا قولت خيرا تعمل شړ تلاقي 
وأبتعدت بجسدها پخوف بعدما مال عليها ..وألتصقت بظهر المقعد 
 أنت مقرب مني كده ليه 
وتابعت بقلق 
 يامدام مني ..
فمال نحوها أكثر وقد أرتكز بكفيه علي مقعدها.. وأصبحت عيناه كالشرر 
 حد أذنلك تاخدي قرارات من غير ماترجعيلي
لتبتلع مهرة ريقها بتوتر وهي تحدق به ..ثم حركت رأسها 
 ايوه 
وصم صراخه أذنيها .. لتدفعه بعيدا عنها 
 انت قولتلي احل المشكله... وانا حلتها من وجهة نظري 
وتابعت وهي تنهض من فوق المقعد .. وأخذت تمسح وجهها المتعرق 
 مش ذنبي اني مش بيزنس ومن وبدور علي مصلحتي زيكم
لتجده يطالعها بنظرات ثاقبه وقد هدأت وتيرة غضبه قليلا ..فمن متي وهو يحل مشاكله هكذا .. ولكن معها كل شئ يأتي بالعكس 
وبدأت تسرد له مشاكل العمال وكل مايحدث ..الي ان تنفست براحه 
 تقدر تطردني .. زي ماتقدر تلغي القرار 
وألقت عليه نظره اخيره فقد وقف معطيا لها ظهره دون كلمه 
 ابقي شوف مشاكل عمالك ..قبل ماتقعد تحت التكيف وفي مكتب مساحته مساحه الشقه 
وقبل ان تخطو لخارج الغرفه هتفت ساخره 
 قرفتونا بفلوسكم
لتتسع عين جاسم بعد ان سمع سبابها .. وألتف سريعا نحوها ولكنها أغلقت الباب بوجهه 
ليضم قبضتي يديه بقوه محتقن الوجه 
 ماشي يامهرة
..................
نظرة مني لمهرة بفزع بعد ان وجدتها تندفع من غرفته بتلك الحالة ثم أقتربت من مكتبها لتأخذ حقيبتها وخرجت وكان من نصيبها ان تنصدم بأحد الموظفين الذي وقف يطالعها وهو يتسأل 
مالها ديه 
عادت من عملها شاردة في تلك الدوامة التي دخلتها بقدميها .. لتتقدم
 

تم نسخ الرابط