رواية راائعة للكاتبة سلمي محمد مكتملة لجميع فصول... ( زهرة ولكن دميمة )
سويسرا وموضوع السفر وكمان
قاطعته قائلة برجاء أسافر معاك
فرك ذقنه بطرف أصبعه متسائلا أول مرة تبقي عايزه تسافري...ليه
عايزه أشوف سويسرا
خليها المرة الجاية أوعدك تسافري معايا
قالت بأصرار عايزه أسافر المرة دي
ظل عدة دقائق في محاولة أقناعها أنه لايستطيع
أخذها هذه المرة ...هتف بضيق مينفعش
أردفت بالحاح ينفع ماهو أنتي لو ليك غرض أسافر معاك كان اللي منفعش نفع
نظر له بتمعن مندهش من أصرارها ليه ياضحى مصممة تسافري معايا أنت أول مرة تتكلمي معايا كده
ظلت ضحى صامته فردد متسائلا أتكلمي ليه السفرية دي بالذات
تنهدت وقالت لو قولتلك السبب هتخليني أسافر معاك
أومأ رأسه قائلا أيوه
تمتمت بكلمات خاڤتة أصل راسلت مستشفى في سويسرا واتفقت على ميعاد مع دكتور هناك
صړخ في وجهها أتكلمتي وأتفقتي من ورايا وجايه تقوليلي دلوقتي بعد ماظبطتي كل حاجة...هي دي الثقة اللي بينا...فين كلامك ليا أنك عمرك ماهتخبي ولا تعملي حاجة من ورايا...ليه مكنتيش صريحة معايا من الأول وقولتيلي هااا...أنا ماشي عشان لو قعدت دقيقة واحدة مش عارف هعمل معاكي أيه
ظلت صامتة لاتقوى على الرد فهي بالفعل اخطئت عندما أخفت عنه مافعلت لكن حلمها بالأمومة سيطر عليها ولم تكن تتوقع غضبه الحاد
هز رأسه پعنف نافضا الذكرى الكئيبة...خرج لرؤيتها فوجدتها تنتظره
اتخذت الخطوات الأولى تجاهه تلاقت النظرات... نظرت له باعتذار فبادلها بنظرات مؤنبة
أومأت رأسها بالأيجاب مبقتش زعلان مني
أجابها بابتسامة هادئة عشان تعرفي أني مبقتش زعلان هتسافري معايا
هتفت بسعادة بالغة بجد بجد هسافر
تأمل سعادتها بحب أيوه بجد
بقلم سلمى محمد
عادت بيسان إلى غرفتها وهي ممسكة بكوب من النسكافيه يتصاعد منه بخار خفيف...جلست على الكرسي وأسندت ظهرها وأخذت ترتشف منه ببطء...دلف زاهر فوجدها شاردة تنظر الى السقف... أقترب منها رأى عيونها غائمة بالدموع ربت بخفة على رأسها وهمس بخفوت بيسان
نظرت له بعيون دامعة جيت بدري النهاردة
همس برقة وهو يداعب وجنتيها بحب قلقت عليكي لما سمعت صوتك في أخر مكالمة بينا وطلع أحساسي صح... مالك يا حبيبتي
تنهدت بعمق وهي ترد أنا كويسة
تنهد قائلا طب قوليلي كنتي سرحانة في أيه
سرحت شوية
سرحتي في أيه
زهقت من العيشة هنا ونفسي نرجع بلدنا تاني
تاني يابيسان هنتكلم في الموضوع
همست بحزن عارفة بس أنا تعبت وأشتاقت أرجع عشان خاطري يازاهر فكر في كلامي...مش كفاية أني محرومة من الخلفة بلاش أتحرم من كله
هفكر جديا في كلامك
رفعت رأسها ونظرت له بأمل بجد
أيوه بجد
بحبك يازاهر بحبك قوي
شدد من أحتضانها وقال برقة وأنا بعشقك
عقد العزم أن يتواجد معاها أكثر من الأول لكي يجتاح مشاعرها...أنصدمت من رؤيته منتظر أياهها أمام الكلية
فتح لها الباب وأرتسمت على وجهه أكثر أبتسامته أثارة أتفضلي ياهانم عشان أوصلك
همست بتوتر أول مرة تيجي
رد عليها بصوت متعمدا خروجه بلهجة مٹيرة ولا أخر مرة
دلفت الى الداخل دون أن ترد عليه.... تفاجئت بوجود الصغيرين في المقعد الخلفي يلعبون
لاحظ نظراتها المتسائلة قولت أخليها توصيلة عائلية
همس قائلة وياترى هتعمل كده علطول
على حسب لو مكنتيش مضايقة يبقا هوصلك علطول ثم أكمل مرددا أنت مضايقة
هزت رأسها نافية لا طبعا
أبتسم بخفة يبقا كل ماأفضى هوصلك
ثم قاد سيارته بهدوء و بين التارة والأخرى كان ينظر لها...لاحظ شرودها والعبوس المزيين ملامح وجهها
سألها بفضول مالك يازهرة ..أحكيلي على إللي مضايقك يمكن أقدر أساعدك
ظلت صامتة للحظات تفكر هل تخبره بماحدث اليوم ..ماسمعته من حوار وغمزات زملائها من تحت الى تحت بعد أن قامت داليا وأصدقائها بتسريب أشاعة أنها تعيش علاقة محرمة بدون رابط زواج... فركت يديها بتوتر وهي تنظر له ثم التفتت برأسها نحو النافذة تحدق في الطريق بضيق
سألها مرددا في أيه يازهرة
تنحنحت بتلعثم سمعت النهاردة كلام ضايقني أوي
كلام أيه اللي ضايقك
هقولك وعندما أنتهت من أخباره تجمدت تعابير وجهه وضغط على عجلة القيادة پعنف خرج صوته غاضبا متزعليش نفسك وأنا هتصرف
قالت بصوت مهتز فهي لأول مرة تراه بهذا الشكل هتعمل أيه
كله إلا إنتي... مراتي خط أحمر
ثم ساد الصمت بينهم أمعنت النظر له خفية ڠرقت بحواسها ومشاعرها كلها في التفكير حتى وصلت أفكارها إلى منحنى ظلت ټقاومه... ثقلت أنفاسها واحتدت وهي تحدث نفسها مستحيل مستحيل
بمرور الأيام أصبحت عاطفتها أقوى ومشاعرها أكثر وضوحا... نظرت إلى نفسها في المرآة رأت بريقا لم يرتسم على وجهها من قبل تنهدت بعمق وهي تسترجع أحلام المراهقة في مواصفات زوجها المستقبلي فاكنان كل ماتتمناه الفتاة في فارس أحلامها رفيق حياتها... فكل يوم يمر بينهم يثبت لها إنه زوج طيب وحنون صادق رومانسي مثالي يعتمد عليه...ابتسمت بخفة عندما تذكرت إعتذار
داليا لها في المدرج أمام الجميع ولم يكتفي بذلك بل جعلها تنتقل إلى كلية أخرى
وعلى الجهة الأخرى من العالم كان كريم جالسا في مكتبه شاردا يفكر في تبدل حال زوجته فبعد اجرائها العملية لكي تحمل كان وجهها يضحك بالأمل أما الأن بعد مرور شهرين بدون أن يحدث