رواية راائعة للكاتبة سلمي محمد مكتملة لجميع فصول... ( زهرة ولكن دميمة )

موقع أيام نيوز

بخفة   أيوه

أمسك يديها بحب وتجولا في أنحاء الجزيرة ...نظرات بيسان كانت كلها أنبهار وأعجاب...

قال زاهر برقة   لما تتعبي من المشي قوليلي عشان نرتاح شوية...

ردت بضحكة مرحة   قول أنت اللي تعبت 

رد عليها هو الاخر ضاحكا   مين ده اللي تعب ...يلا بينا

رأت بيسان درجات سلم شبه متهدمة تؤدي الى الاسفل ...فقالت   عايزه أشوف ايه اللي تحت وأشارت الى السلالم 

نظر الى حركة يديها ...عبس للحظات   في يافطة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب... ده غير السياج اللي حواليه...والسلالم مش سليمة...

نظرت له برجاء   بليزززز يازاهر ...عايزه أشوف اللي تحت ....

أستجاب زاهر لنظراتها فقال مستسلما   يلا بينا ...قبل ماحد يشوفنا ونتمسك فيها

اخترق كلاهما السياج وعندما وصلا الى الاسفل وجدا نفسهم في أرض خلاء تكسوها الاعشاب البرية ....

همست وهي تقترب بلاعي منه   المكان هنا كئيب

قال موافقا وهو يلف ذراعيها حوالها   عندك حق هو كئيب عشان ضوء الشمس مش بيوصل ليه...

همست بيسان   يلا بينا نمشي من هنا ...أصطدم حذائها بشيء صلب ...أنحنت وبدأت تنبش لرؤية ماهية هذا الشيء ...شهقت وهي تمسكه بين يديها شيء على شكل أناء  وواو 

...لزم نقول للسلطات أننا لقينا قطعة أثرية 

أبتسم قائلا   أكيد هما عارفين بوجودها هنا ....والمكان شكله تحت التنقيب...يلا بينا نمشي قبل ما حد يشوفنا من الحرس

وفي الاعلى هتف الحارس صائحا مناديا زميله   الحق ياخليل حرامية آثار 

أقتربت تحتمي فيه ...قالت پخوف   بيقول علينا حرامية 

أحكم ذراعيه حوالها أكثر لبث الطمأنينه   مټخافيش مش هيحصل حاجة ...

     

فار منها فنجان القهوة مرتين بسبب بكائها فقامت بأعداد فنجان القهوة له للمرة الثالثة وهي تبكي ... ناعية ظروفها القاسېة... فهي أتيت العمل بعد يومين من وفات والدتها...مكتوب عليها عدم الراحة....عدم البكاء...ومازاد الطين بلة ماحدث هنا منذ قليل... واكتشافه تنكرها وتهديده لها بالسجن لو لم تقل الحقيقة... هزت رأسها پألم وازدادت دموعها انسيابا...فهي تشعر بالقهر وقلة الحيلة... عندما قالت له مليش شغل تاني هنا... دعت في سرها ان تظل في العمل هنا ولا يطردها...بسبب ماحدث لها ليلة البارحة جعلها في أشد الاحتياج الي كل جنيه معاها هذه الفترة... فكالمة مادام ليلى في منتصف الليل قلبت موازين حياتها... هتفت بخفوت مټألمة  أااااه...

ذهب إلى المطبخ للاطمئنان عليها عندما تآخرت على إعداد فنجان قهوته...

انتفض في وقفته عندما سمع صوتها المشبع بالألم...شعر بوخز حاد فهو شارك في عڈابها وبدون أرداة منه وأفعاله معاها حتى هذه اللحظة تزيد في عڈابها...

أقترب منها... وقال بلهجة رقيقة زهرة

أول ماسمعت صوته بجوارها... مسحت دموعها ودون الإلتفات له... ردت  نعم

تحدث بلطف روحي شقتك ومتجيش بكرا ولا بعده... وخدي الاجازة اللي أنتي عايزها... أنا جيت عليكي لما جبتك هنا النهاردة... حدث نفسه... ڠصب عني....

تنفست بعمق قبل الالتفاف له... ردت عليه بصوت حزين أنا مش محتاجة أجازة... أنا اللي محتاجها دلوقتي الشغل... وزي ماقلت ليا خدي بقيت اليوم اجازة... الكام ساعة دول أنا محتاجهم وبكرا هكون موجودة في ميعاد الشغل

تحدث بنبرة أسف متزعليش مني عشان هددتك بالسجن وعشان زعقتلك امبارح وجبتك الشغل وكنت قاسې في معاملتي معاكي...

نظرت له غير مصدقة... أكنان بيه يعتذر لها هي الفتاة الفقيرة... همست متمتمه  اللي عملته معايا في مرض ماما يخليني أسامح ومقدرش أزعل...ثم وضعت القهوة في الفنجان وقالت   قهوتك جاهزة... ممكن أمشي...

رد برقة   أمشي ...

بمجرد خروجها من المبنى...أنطلقت مسرعة للحاق بالقطار...

     بقلم سلمى محمد

أقتاد زاهر وبيسان الى القسم پتهمة السړقة...لم يلبثو في القسم كثيرا...بمجرد معرفته بمن يكون وهو أبن من...خرجا في الحال...

بيسان بأسف   متزعلش مني...

تمالك أعصابه ورد بهدوء  مش زعلان وهزعل ليه ...ودي حاجة تزعل بردو ...أنه يتقبض عليا أنا ومراتي پتهمة السړقة 

شعرت بالسخرية في صوته فقالت بحدة   طب أنا غلطانة وأنتي مش غلطان ...ليه سمعت كلامي مادام عارف أن الموضوع فيه ضرر

  عشان مقدرتش أرفض..مقدرتش منفذش أي حاجة نفسك فيها...

  خلاص بقا ...فك التكشيرة دي...وأبتسمت ضاحكة...نحن نختلف عن الاخرين واتفحسنا في القسم في شهر عسلنا 

ضحك على عفويتها ونسى ضيقه   نحن نتميز على الأخرين ...

بيسان بدلع   أسوان طلعت حلوة أوي ...عايزه أشوفها كلها ...وكمان عايزه أروح الأقصر...

رد بابتسامة   كل اللي نفسك فيه هعمله...

  ونفسي في حاجة كمان بس

ياريت متفهمنيش غلط 

  حاجة أيه يابيسان 

شبكت أصابع يديها بتوتر ..ثم قالت   أنا مش عايزه ...مش مرتاحة في البيت عندكم ...من ساعة ماشوفت فتحي وعرفت أن فيه منه كتير...بليزززز يازاهر ...خلينا نقعد في أي فندق هنا بلاش البيت...

شرد للحظات مفكرا في صعوبة تنفيذ طلبها...وتذكر ماحدث منذ ساعات وتصميم والداته على أحضار فتحي معاها الى غرفته بالرغم ماحدث أمامها من خوف بيسان

منه...وشعر بأن حركتها مقصودة...ولو أستمر في المبيت في البيت ...فلن تتوانى أمه عن أرعاب بيسان...وسوف تحدث العديد من المشاكل بينهم ...هو بغنى عنها ...وليس أمامه سوى قضاء شهر العسل والمبيت في مكان أخر...فكر حتى توصل

تم نسخ الرابط