رواية راائعة للكاتبة سلمي محمد مكتملة لجميع فصول... ( زهرة ولكن دميمة )

موقع أيام نيوز

مسرعة ناحية المصدر...في ملهى الأطفال...كانو يجلسون جميعا فوق الأرجوحة ...كانت تدور...وكلما دارت أسرع تعالت أصوات ضحكاتهم...والبسمة تزيين وجوههم...نظراتها تتبعت كل بسمة...كل حركة من أطفالها...لمعت عينيها بالدموع...وحدثت نفسها بأنها فعلت الصواب...

ثم فجأة نظر ...ليجد زهرة واقفة على بعد عدة أمتار...لم يصدق عينيه ...كانت رائعة ...أضاء وجهها نورا زاد جمالها سحرا ....

حاول التحكم في أنفاسه المضطربة وعندما توقفت الارجوحة عند الدوران ...قد أستعاد تنفسه الطبيعي...

أكنان قال   يلا بينا عشان نروح

كلا الطفلين هز رأسهم برفض قائلين   عايزين نلعب تاني

أكنان بلهجة حازمة  أوعدكم هتيجو هنا تاني ...بس دلوقتي هنروح ...

أكنان قال بابستامة   يلا بينا بقا على البيت ...

عندما حاولت زهرة أمساك يديهم ...هتف وليد وأياد   مين دي 

أبتسم أكنان قائلا   زهرة ...ماما 

نظرو لها ذهول وقامو بفرك عيونهم   بجد ...دي بقت حلوة أوي...

تصنعت الحزن ثم قالت   هو أنا كنت وحشة الأول..

أياد بلهجة طفولية صادقة   أه 

  أنا كده أزعل منك ياأياد 

  وحشة بس بحبك 

أبتسمت على رده البريء  خلاص مش زعلانة...طب وبشكلي ده 

وليد وأياد في وقت واحد  هنحبك أكتر....

أتسعت أبتسامتها وقالت   باين عليكم هتبقو أشقية لما تكبرو...

ذهب بيهم الى فيلته الخاصة...

في الداخل ...الاطفال بمرح   أحنا هنعيش هنا..

هز رأسه بخفة   أيوه ...وأشار للخادمة ...ثم قال   طلعيهم على أوضتهم ...يلا ياحبابيي أطلعو شوفو أوضتكم الجديدة...

وعندما ذهبا ...نظر الى زهرة التي ظلت واقفة صامته في مكانها ...عينيها تتبع أختفاء صغارها...

حاول أخفاء مشاعره لكي لا يخفيها...يكفيه حتى الأن وجودها بالقرب منه....قال لها بلهجة رقيقة  الفيلا دي بتاعتك أنتي والولاد ...أنا فيها مجرد ضيف...كل يوم طبعا هجي أقعد مع الولاد شوية وهمشي...المكان هنا في كل حاجة ...في خدم وحرس...مش حتحتاجي حاجة خالص...أنا هظبط أموري...وكل الاجراءات بخصوص الولاد ...هطلع ليهم شهادات الميلاد ...وهشوف ليهم مدرسة...ولما تستقرو هنا وياخدو على الوضع وياخدو علينا...هعطلع أقول للكل عليكم ...وأننا أتعرفنا زمان وبعدين أنفصلنا وأنتي كنتي مسافرة وبعدين رجعنا لبعض ...وأسم زهرة ده أنسيه ...أنا من يوم ورايح هناديكي يازوزو..

همست زهرة بسخرية   في حاجة تاني..

رد أكنان بثبات   لا مفيش ...أنا

ماشي وأحتمال مجيش بكرا عشان مسافر...

ثم تركها وأستدار مغادرا ...تاركا أياها تواجه حياتها الجديدة...

شعرت صفية أنها السبب فيما يحدث لأبنها...وأن السحر أنقلب عليها...ذهبت الي الشيخ فرحات لكي تفك السحر عن زوجته لعل وعسى الله يغفر لها...لكن لم تجده فلقد سافر أحدى البلاد العربية...حاولت الأتصال بيبسان العديد من المرات لكي تأتي لرؤية زاهر ...لكنها رفضت المجيء...

صفية پغضب والدموع تنهال على وجنتيها   أنتي السبب ...أنتي اللي دلتيني على طريق الشيخ ده...أعمل أيه دلوقتي بعد ماسافر ومعرفش طريقه فين ...أفك السحر عن مراته أزاي 

سعدة بارتباك   معرفش ...طب خليها تيجي هنا ...ونخلي أي شيخ يريقها...ويفك السحر عنها

صفيه پبكاء  هي مش عايزه تيجي...ماهي بس لو جيت ...هجيب ليها شيخ من اللي بيفكو السحر ....يفك السحر اللي عملته ليها...كل جاه على أبني...أاااه يابني ...أاااه ياحته من قلبي...وقامت باللطم على صدرها....أاااه يابني...أنا السبب 

قالت سعدة بتوتر  هيقوم ياستي ويخف 

نظرت لها صفية بعضب   مش عايزه أشوف وشك خالص قصادي ...أطلعي برااااا

هرولت سعدة الى الخارج بسرعة...

ذهب كريم لمقابلة بيسان عندما علم من أكنان ماحدث لزاهر....وتصميم بيسان على البقاء بعيدة عنه....

في داخل غرفتها ...

كريم باستفسار  ممكن أعرف أيه اللي حصل معاكي يابيسان ...مش ده زاهر اللي كنتي ھتموتي عليه عشان تتجوزيه...أزاي تسيبيه لوحده في المستشفى من غير ماتكوني معاه...

بيسان بحدة   هو مال الكل عليا ليه...هااا....أنا مش عايزه أقعد هناك ...لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم...ليه الكل مغلطني...أنا بتخنق هناك ...بحس أني بمۏت ...ولسه بتخنتق...أنا تعبت ياكريم أنا حسه أني بمۏت بالبطيء...وأخذت تصيح بانفعال...تعبت...تعبت

كريم بلهجة يشوبها القلق  طب أهدي...يابيسان ...

بيسان بصياح والدموع تنهمر من عينيها  أنا تعبت ...وأمشي من هنا..

كريم أنصدم من رؤيتها هكذا...ثم خرج مسرعا من غرفته لكي يتصل بالطبيب...بمجرد خروجه رأى جيلان أمامه 

جيلان بقلق  هي طردتك أنت كمان... 

كريم بسؤال  هي بتعمل كده مع الكل..

هزت جيلان رأسها في صمت   وحتى مع باباها طردته...من اليوم اللي جيت فيه وهي حپسه نفسها في أوضتها ومش بتخرج منها...لو حد داخل ليه تصرخ في وشه وټعيط ...حاولت أنا وباباها نخرجها من أوضتها معرفناش

  الوضع ده ميتسكتش عليه...

  أنا حاولنا معاها كتير اليومين اللي فاتو وفاشلنا

  أنا هتصل بالدكتور عزت يجي يكشف عليها

  أتصل ونعرف منه ايه اللي عندها

بعد مرور بعض الوقت وهو يحاول أقناعها

بضرورة الكشف 

بيسان بضيق  هتسكت وهتمشي لو وافقت يكشف 

كريم بابستامة متوترة  أيوه وهمشي علطول 

هزت رأسها بيأس  خلاص خليه يدخل

هتف كريم من مكانه  أدخل يامعتز ....

قام معتز بالكشف عليها وعندما أنتهى قال بهمس لكريم   أنا كشفت عليها معندهاش أي حاجة عضوية ...مفيش أي حاجة ...بس هي في منتهى العصبية والتوتر...محتاجة تخرج وتغير جو ...ولو الوضع ده أستمر كتير ومش أتحسنت يبقا محتاجة تروحو بيها

تم نسخ الرابط