رواية راائعة للكاتبة سلمي محمد مكتملة لجميع فصول... ( زهرة ولكن دميمة )
نزلت من عينيها دون أن تدري...
أندهش زاهر لما رأها واقفة في نفس المكان معطية له ظهرها...لمس كتفها برقة بيسان
أنتفضت من شرودها مذعورة...صړخت بحدة ... التفتت له وقالت بړعب خضتني يازاهر
سألها بلهجة يشوبها القلق مالك يابيسان وكنتي بټعيطي ليه..
ردت بدهشة بعيط! ... بتلقائية لمست وجهها فوجدته رطب فعلا بالدموع...فقالت بهمس غير مصدقة أنها كانت تبكي...ده أنا كنت بعيط بجد
سأل بحيرة هو أنتي مكنتيش تعرفي أنك بټعيطي
ردت عليه وهي تشعر بالأضطراب محستش خالص يازاهر أني كنت بعيط...
قال بقلق أحنا كنا كويسين مع بعض وكنتي بتضحكي قبل مادخل الحمام...أيه اللي غيرك مرة واحدة...حصلت حاجة زعلتك
هزت رأسها نافية مفيش حاجة زعلتني...أنا معرفش أصلا كنت بعيط ليه...مرة واحدة حسيت أني مخڼوقة...همست بضيق...حسيت أن نفسي بيتكتم
وده من أيه يابيسان
معرفش يازاهر...بجد معرفش ...خليك جنبي علطول
أحتضنها برقة وهمس برقة مش هسيبك وهفضل علطول معاكي...
أرتسمت علامات الدهشة
على وجه طبيبه...وهو يرى أكنان ثائرا من أجل هذه الفتاة ...
تحدث بلهجة منفعلة ...صارخا في وجهه مالها ياأصهب...
رد عليه بهدوء ثواني ياأكنان...أخلص كشف الاول وهقولك عندها أيه...
تحدث بحدة خلص بسرعة
رد بثبات حاضر ....وعندما أنتهى قال...معندهاش حاجة...الضغط طبيعي...كل الوظائف الحيوية عندها طبيعة
سأل بانفعال أومال عندها أيه
أجابه أصهب قائلا مجرد أغماء ...مفيش حاجة مستاهلة ...أنا هفوقها دلوقتي...ربت بخفة على خدها...ثم مرر أبهامه على أذنها...
فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بالدوار...رفعت يديها وضغطت على رأسها لتسكين هذا الصداع...تمتمت بخفوت وهي مازالت غير واعية أنا فين
سأل أكنان بقلق مالها ياأصهب
قال أصهب بهدوء لسه مش واعية وبتفوق
فجأة مرت أمام عينيها كل الاحداث الذي حدثت منذ قليل...تقلصت ملامح وجهها مټألمة وهى ترى مغتصبها واقف أمامها...
نهضت من الفراش بسرعة غير مبالية بدوارها...وأتجهت ناحية الباب مهرولة تريد الهروب من هذا الکابوس...وما أن أمسكت مقبض الباب حتى عجزت قدمها عن حملها لكن وجدت ذراعين تقوم بأسنادها....
قال بلهجة خائڤة زهرة
لم تشعر بنفسها الا وهي ټصفعه بكل قوة على وجنتيه يمينا وشمالا كالمچنونة...لم تعد تدري لماذا ټصفعه فهي لا تتذكر أغتصابه لها...ولكن تتذكر جيدا معاناتها وحپسها ليل نهار منبوذة تداري فضيحتها...
ظل ثابت في مكانه يتلقى صفعاتها...توقفت فجأة وأخذت تلهث پعنف..دفعته بقوة للوراء...وصړخت فيه أنا همشي من هنا...ومش عايز أشوف وشك تاني في حياتي...وخرجت من الغرفة مسرعة...
أصاب أصهب الذهول..فما حدث أمامه شيء مستحيل...ولا حتى في أحلامه...كان يتوقع أن يأتي اليوم ويرى فيه أكنان يتم صفعه من فتاة هزيلة لا تصل حتى الى مستوى كتفه...عندما رأه مازال واقف...قرر الخروج هو الأخر ...وقبل أن تخطو قدمه الى خارج الغرفة....
تحدث أكنان بهدوء ظاهري أستنى يأصهب عايز أسألك في حاجة...
أصهب بتوتر أسألني وأنا هجاوب
قال أكنان بثبات هو ممكن الواحد ينسى وقت معين في حياته وميفتكرهوش بعد كده...
سأل أصهب باستفسار فقدان الذاكرة علم كبير وأنواع وليه أسباب كتير...وضح كلامك أكتر...
ممكن الواحد لو أتعرض لخبطة في الراس وفي نفس الوقت يمر بتجربة صعبة...ممكن الوقت ده ينساه تماما بالاشخاص اللي قابلهم فيه...
وضع أصهب سبابته على جبهته ونقر عدة مرات ممكن يحصل...أنا قريت عن حالة فقدت ثمانية وأربعون ساعة من حياتها ومعرفتش هي عملت فيهم أيه...ممكن الانسان يقفد جزء معين من ذكرياته لأكتر من سبب...ممكن يكون صدمة نفسية اتعرض ليها ...فالمخ يمحي الوقت ده تماما...ممكن نتيجة حاډثة...من الاخر فقدان الذاكرة ليه أسباب كتير ...ممكن كلي أو جزئي ...
قاطعه أكنان قائلا والشخص ده ممكن ذكرياته ترجع ليه
رد أصهب بهدوء ممكن أه وممكن لأ...وده راجع للشخص ونوع الفقدان الذاكرة اللي عنده ...
وعندما سمع ماأراد معرفته ...رمق أصهب بنظرة محذرة اللي حصل قصادك ميطلعش لجنس مخلوق
رد أصهب بهدوء أنت عارفني كويس...مفيش حاجة اتقالت هنا هتطلع برا ..
قال أكنان عارف بس حبيت أكد الكلام...
بمجرد أنصراف أصهب...أنهار أكنان...أرتكن على الارض بجوار الحائط ...وألقى وجهه بين كفيه وأنخرط في بكاء حاد...عادت بيه الذكريات الى سنوات مضت...وراح يتذكر...
في عيد مولده الواحد والعشرين ومن المفروض في هذا اليوم الأحتفال بتخرجه وميلاده وتكون الفرحة
فرحتين...كانت هدية والده له هي الزواج من فتاة في نفس عمره...هي نفسها الفتاة التي أخبره بنيته خطبتها له من أهلها عقب تخرجه...
نجم بابتسامةهادئة مترقبة رد فعله عندما يعلم بزواجه مش تباركلي ياكينو
نظر لهم بحيرة...مندهش من تأبط ديمه لذراع والده والابتسامة تزيين شفتيها المكتنزتين أبارك على أيه بالظبط
رد نجم بهدوء على جوازي من ديمة
ديمة بلهجة يشوبها القلق مش هتقولي مبروك ياديمة...
ساد شيء من الصمت فجأة...كأن عقارب الساعة قد توقفت عن الدوران...
أنتفض أكنان في وقفته ثائرا...وقال پغضب شديد ليه ...طب أنت وعارف طبعك كويس ديما بتجري ورا رغباتك ...أنتي ياديمة ليه عملتي كده
خرجت الكلمات من فم ديمة مثل النيران ټحرق وتشعل بكل قسۏة يمكن أكون أنانية في تصرفي...لكن مش عيب أدور على مصلحتي...ليه أتجوز الأبن وأنا ممكن أتجوز الأب ...اللي في أيده كل حاجة...
تحولت كلماتها الى سهام دخلت في قلبه لتخنق دقاته وتصيب مشاعره في مقټل...
أمتص غضبه بصعوبة ...وقال